كيف تعاملت أسرتك مع خبر غيابك الاضطراري عن أولمبياد طوكيو؟
زوجي تفهم الوضع وكان على علم بجميع الخطوات التي قطعتها إلى أن تقرر غيابي عن الأولمبياد، والدي أيضا تفهم الأمر لأنه رياضي وله إلمام واسع بالرياضة حيث مارس لعبة الملاكمة بجمعية الشاوي للملاكمة التي ترأسها الرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية للملاكمة مصطفى وسام. إذن مر المشكل دون إحباط وهذا هو المهم، علما أنني عشت موقفا مماثلا سنة 2017 حيث اعتزلت الملاكمة مؤقتا بعد أن خضعت لعملية قيصرية وأنجبت طفلتي الثانية، لكن بعدها بسنتين تقريبا عدت للتباري والأكثر من ذلك نجحت في نيل ميدالية برونزية في بطولة العالم كإنجاز غير مسبوق.
هل لجأت لـ”كوتش” ذهني في هذه الظرفية الصعبة من مسارك، خاصة وأنك كنت تضعين نصب عينيك ميدالية؟
الحمد لله أملك عقلية قوية، لم أكن في حاجة لمعد ذهني، اعتمدت على نصائح المدربين والأطباء والمكتب الجامعي وأقرب الناس إلي. لقد عشت في مسيرتي مجموعة من النجاحات وطبعا بعض الإخفاقات، ولي من التجربة ما يمكنني من تجاوز الصعاب، فأنا أستحضر دائما مكانتي كأول ملاكمة مغربية تصعد لـ”بوديوم” بطولة العالم للملاكمة. لا تنس أن أصولي صحراوية وأنت تعرف صلابة رجال ونساء زاكورة.
رغم غيابك عن الحدث الكوني الكبير، لاحظت أنك تحضرين معي ببذلة البعثة المغربية وكأنك شاركت في الأولمبياد..
الحمد لله اللجنة الأولمبية الوطنية عاملتني معاملة بطلة وكأنني مشاركة ضمن البعثة، حصلت على الأمتعة الرياضية كباقي ممثلي المغرب وحصلت أيضا على المنحة وغيرها من الامتيازات. لقد راهنت «لكنوم» على مشاركتي لكن مشيئة الله كانت لها الكلمة الأخيرة، وكان الجميع يراهن على ميدالية للمغرب على غرار باقي الأبطال لكن الخير في ما اختاره الله.
هل ستكرر خديجة الغلطة نفسها في الدورات الرياضية العالمية المقبلة؟
أعد الجمهور المغربي بأن هذه الغلطة لن تتكرر مستقبلا، ومن هذا المنبر أتعهد أمامكم بالحصول إن شاء الله على ميدالية من الألعاب الأولمبية بباريس 2024، على الأقل لأعوض غلطة أولمبياد طوكيو.
خصمك اليوم هو الميزان، عليك استعادة الوزن الذي اختل بعد طول فترة التوقف عن التباري..
عندي من العزيمة ما يكفي لخوض التحديات، أذكر أنني توقفت عن الممارسة فترة طويلة، وبعد استئناف نشاطي الرياضي سنة 2019 كان وزني يفوق الـ107 كيلو غرامات، حينها خضعت لبرنامج تدريبي شاق ومتابعة طبية وتقنية مكنتني من العودة إلى وزني أي 75 كيلوغراما، حتى ألتحق بالفريق الوطني لخوض بطولة الألعاب الإفريقية الرباط 2019، حيث تم التتويج بالميدالية الذهبية، فضلا عن تتويج ببرونزية بطولة العالم بروسيا 2019، في سابقة من نوعها في تاريخ القفاز المغربي النسوي.
هناك من يعتبر انتقالك من نادي إنيرجيك إلى الفتح الرباطي غلطة، وهناك من يعتبره تقربا من رئيس الجامعة الذي هو ابن الفتح، هل هذا صحيح؟
قبل أن أجيبك عن هذا السؤال، أود أن أخبرك أنني، بالأمس، قمت بزيارة للنادي الذي بدأت فيه مسيرتي الرياضية، وهو نادي التنين الذهبي بسيدي مومن. هناك تعلمت المبادئ الأولى للعبة على يد مدربين التقيتهم أثناء الزيارة وعشت معهم لحظات جميلة جدا فيها نوستالجيا، إلى درجة أنني ذرفت دموعا وبكيت من شدة الحزن، خاصة أن النادي لم يتغير وكأن الزمن كان متوقفا.
إذن قبل الانضمام لنادي إنيرجيك كنت ضمن التنين الذهبي وانتقالي لم يثر جدلا كما هو الحال اليوم، لهذا فحين قررت الالتحاق بالفتح بعد مسار رائع مع إنيرجيك، اعتبرت الأمر مسألة عادية، لأن انتقال ملاكم من فريق لفريق آخر لا يثير الجدل في عالم الفن النبيل، ربما لا يشعر بالانتقال وتغيير الأجواء إلا الملاكم، عكس رياضة كرة القدم التي يكون فيها الانتقال حديث الناس ومثار جدل. ولا بد هنا أن أشكر النيش، رئيس إنيرجيك، على كل ما قدمه لي طيلة وجودي في النادي، وكل المدربين الذين أشرفوا على تدريبي قبل الانتقال للفتح الرباطي.
ما الامتيازات التي وفرها لك الفتح الرباطي؟
أي رياضي مهما كان تصنيفه إلا ويبحث عن الأفضل على المستوى المادي، لأن الإنسان له التزامات أسرية وله احتياجات، وإذا توصل بعرض أفضل أكيد سيغلب العقل على العاطفة. لقد مارست الملاكمة في إينرجيك منذ 2009 إلى غاية 2019 تقريبا، وحققت العديد من الألقاب بألوان هذا النادي ومنه عبرت نحو المنتخب الوطني، لكن حصل ربما سوء فهم لموقفي في قضية أثارت الجدل، ربما كان البعض ينتظر مني شهادة غير التي أدليت بها، وموقفي لا علاقة له بنادي الفتح أو إينرجيك.
هل تقصدين موقفك من قضية التحرش الجنسي الذي عرفه معسكر المنتخب المغربي للملاكمة؟
منذ التحاقي لم يشهد المنتخب المغربي قضية تحرش جنسي أو حتى محاولة للتحرش، شهادتي كانت حول الوقائع التي شاهدتها بعيني، أما ما يقال وما يشاع فهذا يساهم في زعزعة استقرار المنتخب الوطني.
لكن هناك تسريبات صوتية لملاكمات ضمن المنتخب المغربي أكدن وجود تحرش جنسي في معسكر الفريق الوطني من طرف أحد المؤطرين، وهناك أيضا شكوى في الموضوع للمحكمة..
لعلمك أنا أنتقل بين معسكر المنتخب المغربي والدار البيضاء، لأن لدي التزامات عائلية، بمعنى أن وقتي موزع بين مقر إقامة المنتخب وبيتي، لهذا حين سئلت من طرف لجنة التحقيق هل شاهدت أو لاحظت وجود تحرش من مدرب تجاه البطلات؟ كان جوابي وفق ما شاهدت، أي نفي وجود هذه السلوكات. لا يمكن أن أغير الحقائق لكي يرضى عني طرف. وأنا لم أتعرض طيلة سنوات وجودي في المنتخب لأي سلوك مماثل، وحتى المدرب المتهم لم ألمس فيه أي فعل يسيء للفريق الوطني ولنفسه، علما أنني تعاملت معه منذ 2016.