شوف تشوف

الرئيسيةحواررياضة

غلطة العمر حوارات جريئة ناطقة بالندم والاعتراف: بادو الزاكي (مدرب المنتخب الوطني سابقا)

لهذا لقبت حجي بالأفعى وهذه حقيقة خلافي مع العميد النيبت

 

مقالات ذات صلة

يعاب عليك كمدرب صرامتك الزائدة مع اللاعبين خاصة نجوم الفرق والمنتخب، هل تشعر اليوم بأنك بالغت في تكريس الانضباط في صفوف اللاعبين؟

أظن أن عقليتي في التدريب، التي استلهمتها من مساري الاحترافي، سبقت وقتها وأن توقيتها لم يكن حان بعد حين قررت وضع ضوابط جديدة لعلاقة المدرب بمحيطه مع اللاعبين، مع الأطقم، مع المسيرين ومع الصحافيين. في تلك الفترة كانت الكرة المغربية غارقة في الهواية، أوراق الأندية مبعثرة، لا احترام للتوقيت، لا وجود لبذلة موحدة ولا يهتم المسير بصورة النادي. لهذا عشت اصطدامات مع بعض اللاعبين في زمن لا عقود تجمع اللاعب بالنادي ولا ضوابط للرحلات التي كانت تتم في ظروف هاوية. اللاعب اعتاد أن يقدم مبررات هاوية حين تسأل عن سر عدم التزامه بضوابط الاحتراف، ويأتي إلى الملعب ببذلة مختلفة رغم توفره على أمتعة خاصة به. الحمد لله هذه الأمور أصبحت مفروضة ومحددة بالتفصيل في القانون الداخلي للفرق والمسير آمن بها بعد مرور ست سنوات.

 

رغم صرامتك كنت لينا في موقف يتطلب الصرامة، قبل المباراة النهائية لكأس إفريقيا في تونس 2004، حيث لم تطالب بتغيير الفندق رغم التدفق الجماهيري الذي بعثر تركيز اللاعبين..

قبل المباراة النهائية لكأس إفريقيا 2004، كنا نقيم في المنستير، وكنت حريصا على أن يكون مقامنا في هذه المدينة الساحلية الصغيرة، وإذا اقتضى الأمر التنقل لمواجهة منتخبات أخرى نسافر ونعود إلى المنستير. لعبنا خلال كأس أمم إفريقيا في المنستير وصفاقس وسوسة ثم تونس العاصمة، لكن حين انتقلنا إلى العاصمة لخوض النهائي أمام المنتخب التونسي حصل ارتباك لم نكن نتصوره، لأنه بعد بلوغ النهائي انطلقت الأفراح واكتظت شوارع المملكة بالمواطنين الذين لم يكبحوا سعادتهم، فقد شاهدوا حلمهم يقترب من أيديهم، تابعوا المنتخب الذي لم ينتظروا منه شيئا، وهو يصل إلى نهائي الكأس الإفريقية ويفعل ما عجز عنه سلفه. لهذا حج آلاف المناصرين المغاربة إلى تونس لمساندة المنتخب وأصروا على الحجز في الفندق نفسه الذي كان يقيم فيه الفريق الوطني المغربي أو فندق مجاور، ولا يمكن للمرء أن يتصور أفواج الجماهير التي اقتحمت الفندق وحولته إلى نقطة استقطاب كلها ازدحام وفوضى.

 

لماذا لم تتخذ قرارا بتغيير الفندق، أو بالاستمرار في المنستير والتنقل يوم المباراة للعاصمة؟

فكرنا في تغيير الفندق، لكننا لم نتمكن، فقد كانت أغلب الفنادق محجوزة في العاصمة، والمسافة التي تربط مدينة المنستير بتونس العاصمة تقدر بـ170 كيلومترا تقريبا، أي أن البقاء هناك مستحيل لأن عليك أن تتدرب في رادس حصة وفي ملعب آخر. لقد عشنا ساعات في الجحيم، وكان من الصعب التعايش مع الفوضى ونحن مقبلون على نهائي تاريخي. الهتافات والتشجيعات والتقاط الصور مع اللاعبين في البهو، بل من الصعب تناول الوجبات أو عقد اجتماعات، عكس الهدوء الذي عشناه في المنستير، وعشنا كبعثة للمنتخب حالة من الفوضى قبيل خوض المباراة النهائية ضد تونس البلد المضيف. 

 

وطبعا كان لهذا الاجتياح أثره السلبي على أداء المنتخب المغربي في المباراة النهائية..

الخصم كان منتخب البلد المنظم تونس، الذي نجح هو الآخر في بلوغ الدور النهائي، كانت المهمة صعبة أمام أصحاب الأرض، المباراة عرفت غيابا للتركيز من طرفنا عكس المنتخب التونسي الذي كان المبادر، عشنا على أعصابنا مكرهين، كاد منتخب تونس أن يحسم الموقف في العشرين دقيقة الأولى لكن عدنا للمباراة لولا بعض الأخطاء الفردية لينتهي اللقاء بخسارة منتخبنا للمرة الأولى في المنافسة بهدفين مقابل واحد، وينتهي حلم الظفر بالكأس الثانية الذي كاد أن يتجسد ويصبح حقيقة.

 

منعت بعض المسؤولين الجامعيين من دخول مستودع الملابس حين كنت ناخبا وطنيا، ولو من باب تحفيز اللاعبين، كما حصل في مباراة رادس المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006..

لا يمكن لأي مسؤول أن يدخل مستودع الملابس إلا بعد نهاية المباراة إذا كان دخوله سيفيد الفريق، لغرفة الملابس ضوابطها لأنها فضاء خاص بالمدرب واللاعبين. من يدخل من المسيرين قبل وأثناء المباراة؟

 

أوزال مثلا؟

سمعت طرقات في الباب ونحن في الغرفة، كنت منهمكا بتقديم خطابي للاعبين في ما بين شوطي المباراة، الباب كان خلف ظهري ارتفع صوت الطرقات وتشتت تركيز اللاعبين، فقام الكولونيل لكحل بفتح الباب اعتقدت أن الطارق هو الطبيب أو الممرض الذي تأخر في الالتحاق بالفريق، ودون أن ألتفت قلت لإداري المنتخب «أغلق الباب»، ففعل دون أن أنتبه للطارق. كانت هذه الواقعة في شهر رمضان من سنة 2005، ومن الصدف أن يغيب التركيز في أشياء تافهة كما حصل مع تونس قبل عام وتكرر المشهد مع المنتخب التونسي بملعب رادس برسم الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم ألمانيا 2006، علما أننا عشنا أجواء متوترة في الأشهر التي سبقتها، وتكرر نفس سيناريو نهائي كأس أمم إفريقيا، حيث غاب التركيز وانهزمنا بخطأ فادح تسبب في منح المنتخب التونسي ضربة جزاء حولها كلايتون لهدف التعادل، لكن الأخطاء الدفاعية كانت حاضرة، وبذلك ضاعت بطاقة التأهل للمونديال الثاني على التوالي.

 

كانت هناك نقط خلاف بينك كناخب وطني والرجاء، إصرارك على حرمان الفريق الأخضر من عائدات صفقة سوتهامبتون، بعد أن أسقطت اللاعب أبو شروان من لائحة المنتخب وهو في حاجة لاستكمال شرط الدولية..

أولا لا يمكن أن أنادي على لاعب للمنتخب الوطني لأنه يحتاج لعدد معين من المباريات كي يحترف في بلد ما، ثانيا هشام كان مصابا وهذا ما جعلني أصرف عنه النظر حتى يتمكن من العلاج والعودة إلى مستواه، ثالثا لا أعتقد أن مسيرا من الوداد اتصل بي واستفسرني عن سبب غياب اللاعب أبو شروان عن لائحة الفريق الوطني، رابعا لا أظن أن مسيرا سيسمح لنفسه بالتدخل لدى الناخب الوطني لإقناعه بدعوة أي لاعب مهما كان مستواه. وأنت تعرف المبدأ الذي أسير عليه وتعرف أنني أقطع مع السلوكيات القديمة التي عفا عنها الدهر. كما قلت لك، في بداية الحوار، أحيانا أشعر وكأنني جئت للتدريب مبكرا، كنت سابقا لأواني.

 

حرمت نفسك من لقب البطولة حين أعلنت استقالتك من تدريب الوداد قبل دورتين من نهاية موسم رياضي، هل كان قرارك وليد لحظة غضب؟

اللقب لم أحرم منه لأنني ساهمت فيه وفي نهاية المطاف يحسب للوداد وهذا هو الأهم، الحمد لله الفريق مضى نحو الفوز بلقب الدوري تحت قيادة المدرب الذي خلفني فخر الدين رجحي، والذي دبر الأمور وفق ما كنا نسير عليه. إن فضل الوداد كبير علي وجماهير الوداد تعلم أن ناديها كان مهددا لولا استقالة الزاكي لما فازت الوداد بالبطولة لأنه كان مستهدفا. أنا أحب الخير للوداد وفي تلك الفترة كنت أشعر بالحرب القائمة ضدي، هنا أمور وقعت جعلتني أومن بأن اللقب في مهب الريح، لذا من مصلحة الوداد أن أنسحب، لو بقيت في الوداد لما فاز باللقب، لقد قلت هذا الكلام في ندوة صحافية وجهرت بالحقيقة ثم انسحبت قبل دورتين من نهاية الدوري، لا يهمني الفوز باللقب الأهم هو أن يفوز فريقي.

 

قبل هذه الواقعة جئت لتدريب الوداد في نهائي كأس العرش دون أن تشارك في الإقصائيات ونلت اللقب..

في فترة سابقة جئت مدربا للوداد وقدته لإحراز كأس العرش، في نهاية التسعينات كنت أشرف على تدريب فريق سبورتينغ سلا، وحققت معه نتائج رائعة، في حين عانى الوداد من مشاكل في التسيير، لكن اللاعبين وصلوا للنهاية ضد الجيش. قبل أسبوعين طلب مني الإشراف على الوداد وقيادتها في المباراة النهائية، أخذت ترخيصا من إدارة سبورتينغ وتوكلت على الله. فزنا بالكأس من قلب الرباط أمام الجيش الملكي، وسجل بوجمعة قصاب ورضوان العلالي هدفي الوداد، في مباراة قادها الحكم بلقولة رحمه الله. لكن لابد من التذكير بأنني اشتغلت بدون أجر في هذه المهمة، حتى منحة الكأس وزعتها على المساعدين ومنحة الدوبلالي لم آخذها ووزعتها على بعض أفراد طاقمي، فضل الوداد كبير علي وربي أنصفني.

 

تعددت خلافاتك مع نجوم المنتخب..

ليست لي خلافات وإذا كانت فهي نتاج صراع بين الهواية والاحتراف، الزمن كان كفيلا بإنصافي.

 

قصدي خلافك مع مساعدك مصطفى حجي..

مساعدي هو شيبا والمعد البدني العمراني وبودربالة كان مكلفا باللوجستيك، ضم حجي للطاقم جاء من باب كونه أسطورة للكرة المغربية، ولأنه حاصل على الكرة الذهبية ولاعب دولي سابق له تأثير معنوي على المجموعة، أما الجانب التقني فلا علاقة له به، والملعب ليس له دخل فيه، أما دوره فيمكن اختزاله في إقناع اللاعبين الذين كانوا مترددين في اختيار المنتخب، خاصة الذين يمارسون في دوريات أوربية وإعداد تقارير حولهم. ما الخطأ الذي ارتكبته أنا في حق حجي؟

 

في خرجة إعلامية وصفته بالأفعى..

أنا لم أهاجم مصطفى حجي بل أجبت عن سؤال الصحافي، سأروي لك الحكاية بالتفصيل، بعد رحيل هيرفي رونار قال هذا الأخير، في تصريح صحافي، إنه يشكر ناصر لارغيت ومصطفى حجي لأنهما زاراه في دكار وفاوضاه من أجل الانضمام للمنتخب. تاريخ هذه المفاوضات كما قدمها هيرفي جعلتني أقتنع بأن حجي يناور من ورائي وهو معي. تصور واحدا من أفراد طاقمك يفاوض مدربا آخر، هنا تبين لي أنه من المستحيل وضع الثقة في هذا الشخص. كل العناصر التقنية التي كانت ضمن الطاقم التقني للمنتخب من اختياري إلا مصطفى حجي، فكان وجوده بالإدارة التقنية للمنتخب الوطني باقتراح من رئيس الجامعة، ولم أتردد في قبول هذا الاقتراح، وإيمانا مني أن مصطفى حجي لاعب كبير، وأعطى الشيء الكثير للمنتخب الوطني وحائز على الكرة الذهبية الإفريقية، لكن مع توالي الأيام خاب ظني فيه، لقد كان يعلم أن بقائي في المنتخب مسألة وقت ورغم ذلك أخفى علي الكثير من الحقائق.

 

لارغيت من موقعه مديرا تقنيا من حقه مجالسة رونار..

أقبل الجلسة مع لارغيت لأنه موفد من رئيس الجامعة، وهو في نهاية المطاف يعمل بتعليمات من الرئيس، لكن أن يجالس حجي رونار ثم يقضي معي ثلاثة أشهر وهو يعلم المصير الذي ينتظرني، وأنا آخر من يعلم، هذا غير مقبول أخلاقيا. علما أن حجي كان يسافر معي، نأكل معا في مائدة واحدة نتقاسم الأفكار، لكنه لم يخبرني ولم يقدم لي إشارات حول ما كان ينتظرني، لذا من المستحيل أن تجتمع «النية وقلة النية».

 

عرفت بصرامتك الزائدة أيضا مع نجوم الفريق الوطني..

صرامة زائدة مع نجوم المنتخب؟ اعطيني أمثلة..

 

نور الدين النيبت مثلا؟

لا أحد يجادل في كون نور الدين قيمة ثابتة للكرة المغربية، لقد كان سفيرا للكرة المغربية في إسبانيا وإنجلترا، لكنه، خلال فترة الخلاف التي تتحدث عنها، كان يمر بمرحلة فراغ مع فريقه توتنهام بسبب عطب، رغم ذلك اعتمدت عليه في مباراة سيراليون وفزنا برباعية وكان أداؤه باهتا، وقبل مواجهة كينيا طلب مني التأخر عن السفر بسبب أمور شخصية واعتذر عن مرافقة الفريق الوطني، رفضت ملتمسه على اعتبار أننا كنا سنتوجه إلى الإمارات أولا لخوض معسكر ثم نواصل الرحلة إلى كينيا، فعلا ذهب معنا لكنه لم يتدرب إلا يوما قبل المباراة، بالرغم من أهمية اللقاء الذي أقيم بين المنتخبين الكيني والمغربي ضمن تصفيات مونديال ألمانيا. رفض النيبت الامتثال لأوامري فقررت إبعاده عن التشكيلة الرسمية، لكنه للأمانة والتاريخ كان مثالا للعميد المحترف حين شجع اللاعبين وحفزهم في مستودع الملابس وفي الفندق. كانت هناك محاولات لزعزعة استقرار المنتخب في مباراة مصيرية، حتى التحكيم ساهم في نتيجة التعادل حيث حرمنا من ضربتي جزاء ولعبنا في ملعب هامشي بدل ملعب العاصمة الكبير الذي لعب فيه منافسنا المنتخب التونسي بدون جمهور. وحين عدنا إلى المغرب فوجئت بتصريحات النيبت التي زادت الطين بلة، هنا أخذت قرارا بعدم الاعتماد عليه في المباراة الفاصلة والأخيرة من التصفيات ضد تونس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى