في خطوة أثارت موجة من السخط لدى الفعاليات الرياضية، قررت عمدة الرباط، وبشكل مفاجئ، منع الدوري النسوي لكرة القدم المصغرة بعد حضور الفرق المشاركة، دون بسط أي تبرير لقرار المنع، وقد فوجئ المشاركون في الدوري برفض فتح باب ملعب «المأمون» بالرباط من طرف مسؤول الملعب، بدعوى وجود تعليمات من العمدة، التي قالت مصادر محلية إنها «فضلت التضحية بنشاط رياضي من أجل تصفية حسابها مع الجهة المنظمة للدوري ممثلة في مقاطعة حسان، علما أن رئيس المقاطعة ينتمي للحزب نفسه للعمدة، وتقاسما اللائحة الانتخابية ذاتها»، تشير المصادر. مبينة أن الدوري كان من المقرر تشارك فيه فرق سطاد المغربي واتحاد تواركة وجمعية النصر واتحاد يعقوب المنصور الذي يرأسه الوزير، المهدي بنسعيد.
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن قرار منع دوري كرة القدم «خطوة انتقامية» من رئيس مقاطعة حسان، وذلك على خلفية عدد من المواقف التي عبر فيها هذا الأخير عن انتقاد صريح لطريقة تعامل العمدة مع ملفات مرتبطة بالسكان، كان آخرها تقديم استقالته من المجلس الإداري لشركة «الرباط باركينغ»، بعد عودة العمل بـ«الصابو» وفرض إتاوات مقابل السماح بركن السيارات، حسب المصادر التي أكدت أن الصراع المعلن بين أسماء تنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار في مجلس المدينة بسبب تهور العمدة يمتد أيضا إلى مجلس الجهة، حيث يواجه سعد بنمبارك، زوج العمدة والمنسق الجهوي لحزب أخنوش، والنائب الأول لرئيس الجهة، تمردا من طرف أغلبية أعضاء الحزب بالجهة، بسبب ما وصفوه بـ«التسلط والاستبداد والكولسة التي ترافق طبخ الصفقات بالجهة»، وهو ما جعلهم ينسحبون من آخر دورة للمجلس.
وكان رئيس مجلس مقاطعة حسان قد وصف قرار العمدة بمنع نشاط رياضي في آخر لحظة، دون تعليل، بالموقف «الشاذ وغير المسؤول»، موردا في بلاغ رسمي أن الفرق المشاركة في الدوري جاءت في الموعد المحدد، غير أن اللجنة المنظمة بمعية نائب الرئيس فوجئت برفض فتح الملعب إلا بإذن رئيسة المجلس، علما أن الملعب يدخل ضمن تجهيزات القرب الموضوعة رهن إشارة مجلس مقاطعة حسان. في الوقت الذي يأتي التوتر الجديد بعدما كان إدريس الرازي، رئيس مقاطعة حسان، طلب عمدة المدينة بتقديم توضيحات بخصوص تصريحها حول الموظفين الأشباح، ليتفاجأ باستثنائه من حضور اجتماع رؤساء المقاطعات الخمس، في الاجتماع التنسيقي حول قطاع النظافة بالعاصمة.
النعمان اليعلاوي