طانطان: محمد سليماني
يعيش حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم طانطان هذه الأيام هزة تنظيمية قوية، من شأنها أن تعصف بتماسكه، أسابيع قليلة قبيل الانتخابات الجماعية والتشريعية المقبلة. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الأمين الجهوي للحزب بجهة كلميم- واد نون قام بتعيين أمين إقليمي جديد، دون إشعار قواعد الحزب بالمدينة، ودون إعلام منتخبي الحزب بالمجالس المنتخبة بالجهة والمجلس الجماعي وغيرها.
وبحسب المعطيات، فقد عقد عدد من أعضاء مكتب الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة اجتماعا عاجلا، الخميس المنصرم، من أجل تدارس بعض النقاط المتعلقة بالشأن الحزبي، خاصة تعيين أمين إقليمي جديد بطريقة «غامضة». واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن الأمين العام للحزب قد تبرأ من ارتباطه بهذا القرار، إضافة إلى لجنة الانتخابات. وأسفر اجتماع أعضاء الأمانة الإقليمية عن استنكار وشجب القرار، الذي وصفوه
بـ«الانفرادي» للأمانة الجهوية، والذي لا يحترم مقتضيات النظام الأساسي للحزب، سيما المادة 65. كما رفض المجتمعون التعيينات الخارجة عن إطار الإجماع المعمول به، والتي لا تنبني على قيم الديمقراطية والشفافية، وتتنافى مع مقتضيات الباب الرابع. وقد هدد عدد من المنتخبين بلون حزب «البام»، وأعضاء مجلسه الوطني وبعض المنتمين بتقديم استقالات جماعية من الحزب، إذا لم يتم التراجع عن تعيين المنسق الإقليمي الجديد، واحترام اختيارات أعضاء الحزب محليا وإقليميا.
واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن قرار تعيين أمين إقليمي جديد للحزب بطانطان لم تمله مصلحة الحزب العليا أو الرغبة في استمرار إشعاعه محليا، بل يأتي في إطار الصراع والتنافس المحموم بين صقور السياسة والانتخابات بجهة كلميم- واد نون.
وفي هذا السياق علمت «الأخبار» أن صقور الانتخابات بالإقليم يحاولون منذ مدة وضع تصورات لتقسيم المجالس المنتخبة، ومقاعد البرلمان بغرفتيه، وعضوية مجلس الجهة والمجلس الإقليمي بإقليم طانطان في ما بينهم، وبالتالي فإن الوصول إلى هذه الغاية، يمر أولا عبر سحب البساط من تحت أرجل المنافسين الأقوياء، وقصم ظهورهم حزبيا، عبر تضييق الخناق عليهم. ويتضح ذلك جليا، إذا علمنا أن الأمين الإقليمي الجديد موال لمنتخب نافذ بالمدينة، وهذا الأخير يعتبر الأمين الإقليمي الحالي وأفراد أسرته، يشكلون خطرا انتخابيا عليه، خصوصا وأنهم أزاحوه من رئاسة المجلس الجماعي لطانطان. من جهة أخرى، فإن الأمين الجهوي للحزب ينتمي إلى تيار سياسي بجهة كلميم- واد نون، يعمل على التنسيق في ما بين أعضائه لتفصيل الخريطة الانتخابية على مقاسهم بجميع أقاليم الجهة الأربعة.
ويرى البعض أن تعيين أمين إقليمي جديد لحزب الأصالة والمعاصرة، يدخل في إطار محاولات إرباك الأمين الإقليمي الحالي وأفراد أسرته، قبيل الانتخابات، والتشويش عليهم وإنهاكهم، بالرغم من أنهم هم الذين بنوا صرح هذا الحزب بمدينة طانطان إلى أن وصل إلى رئاسة مجلس الجماعة.