غضب بمستشفى مكناس بسبب وجبات رديئة تستنزف 400 مليون
مكناس: لحسن والنيعام
طالب موظفون يعملون في المركز الاستشفائي الإقليمي بمكناس بفتح تحقيق في ملابسات استمرار شركات للمناولة في تقديم وجبات غذائية يصفونها بالرديئة لفائدة الأطر العاملة والمرضى. وقالت المصادر لـ”الأخبار” إن بعض غرف تبريد الوجبات معطلة، بينما يعاني الجزء المتبقي من أعطاب متكررة، أما غرف المطبخ، فإنها تفتقد للمعايير المطلوبة، وغالبا ما تصل الوجبات إلى المرضى والموظفين باردة، بسبب تأخر عمليات توزيع أكثر من 200 وجبة يوميا من قبل 3 موزعات فقط على مختلف مصالح وأقسام المستشفى.
ولاحظت لجنة تتبع لهذه الصفقة أن شروط الصحة لإعداد الوجبات ضعيفة، بسبب عدم ارتداء العمال للقفازات والأوقية والأحذية المناسبة.
وسبق للموظفين في هذا المستشفى أن احتجوا على هذه الاختلالات، ووقعوا عرائض احتجاج بالمستشفيات الأربعة بالعاصمة الإسماعيلية، وعبروا عن استيائهم مما آلت إليه أوضاع المطبخ والتغذية داخل المستشفى، رغم القيمة المالية الكبيرة التي فوتت بها صفقة التغذية رقم 2017/ 08 لإحدى الشركات، والتي فتحت أظرفتها نهاية دجنبر 2017 بغلاف مالي بحوالي 413 مليون سنتيم. وذكرت المصادر أن الشركة ذاتها سبق لها أن حصلت على الصفقة- الإطار السابقة رقم 2015/ 01 للتغذية بالمركز الاستشفائي نفسه (2015-2017)، وأثارت خدماتها ملاحظات متكررة للجنة التتبع المعينة من طرف إدارة المستشفى بالمذكرة رقم n°61/D بتاريخ 2015/1/09.
وسجلت المصادر أن اللجنة سبق لها أن وقفت على أن توزيع الوجبات لا يشمل جميع المرضى، ولا يحترم قائمة الوجبات تبعا لمخطط الإدارة. كما ذهبت إلى أنه لا يتم توزيع الوجبات في معدات حافظة للحرارة خلال النقل وعدم نقلها في سيارة مكيفة، وهو ما يعتبر عدم التزام بالبند 47 من دفتر التحملات. وتحدثت المصادر عن غياب تقديم الوجبات البينية والوجبات الخاصة لمرضى السكري وأمراض الرئة. ولاحظت اللجنة عدم التقيد بالتدابير الصحية والشروط الوقائية (استعمال القفازات والأحذية الملائمة والأقنعة) أثناء إعداد الوجبات، طبقا للبند 50 من دفتر التحملات.
وينص البند 34 من هذا الدفتر على إحداث لجنة مشتركة بين إدارة المستشفى والشركة لاستقبال المواد الغذائية. وأوردت المصادر أن التنسيق النقابي بالمستشفى سبق له أن اجتمع بالإدارة حول ملف الوجبات الغذائية المقدمة للموظفين والمرضى، لكن دون تسجيل أي تحسن في هذا الملف، مضيفة أن اللافت في قضية صفقات المناولة بالمستشفى أن 3 صفقات فقط، وهي صفقة التغذية والإطعام وصفقة الحراسة وصفقة النظافة، تكلف الميزانية العامة حوالي مليار سنتيم، أي بنسبة 50 في المائة من ميزانية تسيير المستشفى.