شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

عمودي.. من آلة الخياطة والشلل النصفي إلى منصة التتويج بباريس

البطلة المغربية تحصد البرونزية الثانية لها في الألعاب البارالمبية متحدية الإعاقة ومحدودية الموارد المالية

سفيان أندجار

تمكنت البطلة المغربية سعيدة عمودي، أمس الثلاثاء، من إحراز الميدالية النحاسية في مسابقة رمي الجلة (صنف إف 34) برسم دورة الألعاب البارالمبية المقامة في باريس. واستطاعت سعيدة عمودي إهداء المغرب الميدالية السادسة في الألعاب والثانية لها على الصعيد الشخصي بعد نحاسية النسخة الماضية بطوكيو.

واحتلت عمودي الرتبة الثالثة مسجلة 7 أمتار و80 سنتمترا وجاءت خلف البولونية كورنوبيس ليسيانا التي حققت رمية 8 أمتار و33 سنتمترا في حين فرضت  الصينية زول يجيان نفسها سيدة المنافسة بعدما حققت رمية بلغت 9 أمتار و14 سنتمترا لتظفر بالميدالية الذهبية.

ورأت عمودي النور بمنطقة الشكاك بضواحي مدينة فاس سنة 1981، إذ عند ولادتها أصيبت بإعاقة حركية سفلية بسبب نقص الأوكسجين على مستوى الدماغ أثر على التحكم في عضلات رجليها والمهارات الحركية الدقيقة عندها لتظل حبيسة كرسي المقعد. ولم  يسمح لها وضعها الصحي بالتنقل مما دفعها إلى التخلي عن الدراسة وقررت في سن الثالثة عشرة دخول عالم الشغل من خلال نسج الزرابي بإيعاز من أسرتها،  وقررت امتهان الخياطة التقليدية والتي تعد مصدر رزقها تعيل به أفراد أسرتها بعد وفاة والدها وتعيل 5 من أفراد أسرتها البنات.

ودخلت سعيدة عالم الرياضة عندما استغلت حضورها انعقاد الجمع العام لنادي أصدقاء فاس للأشخاص في وضعية إعاقة، إذ تلقت تشجيعا من أجل مزاولة أحد الأنواع الرياضية للترفيه، ما دفعها  للانخراط على سبيل التجربة  وومارست عدة تخصصات، منها كرة المضرب على الكراسي المتحركة ورافعات القوى وألعاب القوى، وتخصصت في البداية في رمي الرمح ورمي القرص ودفع الجلة، وخاضت عدة منافسات جهوية ثم وطنية محققة أرقاما أهلتها لخوض منافسات أعلى مستوى.

ومع مشاركتها مع المنتخب المغربي نجحت عمودي في تحطيم الرقم القياسي في رمي القرص، وحلت ثانية على مستوى العالم، لكن سرعان ما أصيبت بخيبة أمل بسبب ضيق الحال ما دفعها إلى التفكير في اعتزال الرياضة  بداعي عامل السن وقلة المدخول المادي، لكنها عادت مجددا للمنافسة لتنجح في الحصول على ميدالية فضية لمسابقة دفع الجلة في مونديال (دبي 2019) لتحقق بعدها أول برونزية بدورة الألعاب البارالمبية لطوكيو 2021 قبل أن تعيد الإنجاز ذاته في دورة باريس 2024.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى