حسن البصري
عمد المدرب الجزائري عادل عمروش إلى زعزعة استقرار المنتخب المغربي في إقامته بكوت ديفوار، حين قال لمنبر إعلامي جزائري إن المغرب يتحكم في دواليب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. «تعلمون أن المغرب انتصر علينا في الكواليس، لأنه يتحكم جيدا في دواليب الكرة الإفريقية، فمثلا رغبنا في خوض هذه المواجهة في الساعة الثانية زوالا، ولكن أجبرونا على اللعب ليلا. إن المغرب يتحكم في كل شيء، فهو من يختار الحكم الذي يدير المباراة، بالإضافة إلى أننا نواجه خصما قويا، فإننا نلعب ضد عوامل أخرى خفية».
ولأن عمروش يملك فما واحدا ولسانين، فقد قال لقناة «الرياضية»، إن «المنتخب المغربي مرشح للظفر باللقب»، وأشاد بلاعبيه ومدربه وطريقة تدبيره.
وفي تناقض واضح لتصريحاته الأخيرة، كان عمروش قد صرح في دجنبر الماضي عقب المباراة التي جمعته أمام المنتخب الوطني، بنقيض تصريحاته الحالية لوسيلة إعلام جزائرية.
أما مساعده الجزائري فؤاد بوعلي، فقد مسح من صفحته الفايسبوكية تصريحا سابقا يشيد فيه بـ«أسود الأطلس»، حين قال إن المنتخب المغربي «يعد أحد أحسن المنتخبات في العالم، ويتوفر على لاعبين من طراز عالمي، بداية بحارس المرمى ياسين بونو».
قيل قديما: «اللسان ما فيه عظم»، لكن في عالم الكرة يمكن للمدرب أن يمتلك لسانين، جاهزين لإطلاق تصريح ونقيضه، خاصة إذا كان يملك شهادة «لسان «برو» بدل «كاف برو»».
المدرب الجزائري عمروش تلقى من النظام الجزائري «قرصة» في أذنه، حين هاجم بصفته مدربا لمنتخب تنزانيا، الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بسبب الإهمال الذي طال فريقه في الحدود بين تونس والجزائر، حين كان يهم بدخول الجزائر، حيث انتظرت البعثة التنزانية لأزيد من ثماني ساعات لاستكمال الإجراءات.
إن كنت ناسي أفكرك، بالعودة إلى تصريح قلت فيه: «عشنا في المعبر الحدودي ساعات في الجحيم، لا ماء ولا أكل ولا أي شيء، جد مؤسف ومخجل ما حدث لنا، الآن سأتكلم كجزائري، الأمور الداخلية يجب أن تبقى بيننا وأن لا تخرج للعلن، أين كنا وأين أصبحنا؟ وصلنا إلى درجة الاحتجاج حتى على الملاعب».
لم يمر هذا التصريح مرور الكرام، فقد ترصد له اللئام، وما أن انتهت المباراة بين المنتخبين الجزائري والتنزاني بالتعادل، حتى لف عمروش جسده بعلم بلاده، قبل أن يتصدى له مسؤول في اتحاد الكرة الجزائري، ومنعه من الاحتماء بالعلم.
بعد مشادة كلامية بين الطرفين تسربت إلى ميكروفون التلفزيون الجزائري عبارة عمروش حين قال: «واش حبتني نخليك تربح»، وما أن انتهت المباراة حتى دعي عمروش لغرفة مجاورة ونال حصة تقريع ساخنة على قفاه، فوعد بالانضمام إلى فيلق المجندين، وأقسم على ترويض لسانه، والابتعاد عن مربع عمليات النظام العسكري الحاكم.
منذ ذلك الحين سيستبدل المدرب لسانه بآخر مستعمل، وسينشر دعوة جيراننا بعد أن أدى القسم ووعد بالوقوف في الجبهة الأولى لفيلق الشر.
عمروش من فصيلة المدربين الذين يؤمنون بأن الهجوم على الناس خير وسيلة للدفاع، وهو الذي وعد خلال تجربته على رأس المنتخب اليمني بجعل صنعاء عاصمة للكرة، وحين عجز عن تحقيق وعوده، نصح اليمنيين بالابتعاد عن الكرة.
من غرائب عمروش أنه المدرب الوحيد الذي استقال ست مرات من تدريب أربعة منتخبات، لا أحد استطاع فك هذه المعادلة، قبل أن يتبين أن الرجل يعثر بسرعة فائقة على مبررات جاهزة لهزائمه، كما فعل في كينيا حين اتهم مساعده بالشعوذة، وتبين أنه يؤمن بالقول المأثور: «لي خانو دراعو يقول مسحور».
في كل تصريح يجلد المدرب الجزائري خصومه، حتى عرف بامتلاكه لسانين، خلافا لقوله تعالى: «ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين».