القنيطرة: المهدي الجواهري
اتخذ 523 عاملا وعاملة للنقل الحضري، المتوقفين عن العمل بدون أجر لمدة تفوق سنة ونصف السنة، بسبب مغادرة الشركة السابقة في ظروف غامضة، سلاحا جديدا ضد عزيز رباح وقيادات العدالة والتنمية، التي تسير شؤون مجلس القنيطرة، بعدما وجهوا رسالات إلى الرأي العام عبر فيديوهات مرئية بمواقع التواصل الاجتماعي، يحملون فيها المسؤولية الكاملة لرئيس المجلس البلدي عن وضعيتهم، وما يعيشونه من تشريد وتجويع، بعد فشل رباح في هذا الملف الحيوي، الذي حول حياة مستخدمي النقل الحضري إلى مأساة إنسانية، لقيت تضامنا كبيرا من قبل سكان مدينة القنيطرة، الذين يعيشون بدورهم معاناة يومية في غياب حافلات النقل الحضري.
وشكلت نداءات عمال النقل الحضري التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل يومي، حرجا لحزب العدالة والتنمية، الذي يعيش ارتباكا في معالجة هذا الملف مع عمال النقل الحضري، الذين توعدوا عزيز رباح وحزبه بالقنيطرة، بخوض معركة تصعيدية ستمتد حتى إلى الحملة الانتخابية، الأمر الذي رد عليه حزب «المصباح» بالقنيطرة ببيان لم يخل من لغة التهديد والوعيد، مما أجج غضب مستخدمي النقل الحضري، فيما اكتفى رباح بندوة صحفية باهتة بمقر حزبه، لاقت استهجان سكان مدينة القنيطرة، بعدما اعتبر أن ما ينشر ضده مجرد إشاعات، في الوقت الذي بين الواقع أن تدبير العديد من الملفات الحيوية عرف فشلا ذريعا، ولم تعالج من قبل القائمين على تدبير الشأن المحلي بالفعالية المطلوبة.
وأكد متتبع للشأن المحلي في حديثه لـ«الأخبار»، أن حزب «البيجيدي» يستعمل كعادته خطاب المظلومية لتبرير فشله في العديد من الملفات، من بينها أزمة النقل الحضري، حيث تعيش مدينة القنيطرة معاناة في غياب الحافلات، أمام فوضى النقل السري وهجوم أسطول كبير لنقل المستخدمين الذي يشتغل خارج القانون.
وزاد المتحدث نفسه أن حزب «البيجيدي» خرج عن نطاق البلاغات والبيانات المسؤولة، بعدما رمى اللوم الموجه له إلى ما أسماهم بالخصوم السياسيين، في حين أن الأمر لا يعدو أن يكون لمتضررين من سوء التسيير لقيادات العدالة والتنمية، التي سبق لها أن أطلقت وعودا تبين مع مرور الوقت أنها كانت سرابا، موضحا أن السكان من حقهم الاحتجاج على المسؤولين الذين صوتوا عليهم ولم يفوا بوعودهم.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن احتجاجات مرئية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعمال النقل الحضري المتوقفين عن العمل لمدة تفوق سنة ونصف السنة، أحرجت حزب العدالة والتنمية، بعد التضامن الواسع لسكان القنيطرة مع المستخدمين، الذين أصبحوا عرضة للتشرد ومنهم من يعاني من أمراض مزمنة، الأمر الذي دفعهم منذ شهور إلى خوض تظاهرات تصعيدية، يحملون فيها عزيز رباح، رئيس المجلس البلدي بالقنيطرة، المسؤولية الكاملة، بعد استقطابه لشركة فوت لها تدبير قطاع النقل وغادرت في ظروف مشبوهة، تاركة مصير 523 عاملا وعاملة في المجهول.
من جهته، رد محمد بلعصير، ممثل نقابة عمال النقل الحضري، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أنه كان يعلم تفكير التباكي واستعمال المظلومية، متحديا قيادات «البيجيدي» أن بينها الشارع والمحاكم، متهما رئيس جماعة القنيطرة بالمساهمة في قتل ثلاثة عمال للنقل الحضري الذين وافتهم المنية، بسبب انعدام التغطية الصحية، نظرا لتوقفهم عن العمل.
وزاد بلعصير أن رئيس المجلس البلدي شرد وتلذذ في تجويع عمال النقل الحضري بالقنيطرة، وهذه حقيقة يعرفها الجميع، وأنهم لن يسكتوا عن قول الحقيقة، أما الصراعات السياسية فلا دخل لهم فيها، لأنهم ليسوا قاصرين لكي يستخدمهم أشخاص ضد أشخاص. خاتما قوله بتوجيه سؤال: «لماذا هذا التباكي اليوم، ونحن قبل عام وثمانية أشهر كنا نقول الكلام نفسه؟»، متوعدا بأن موعدهم في الشارع و«مامفاكينش مع قاتل ومشرد الطوابسية».