تطوان: حسن الخضراوي
أثار محسن الشباب، كاتب المجلس الجماعي لتطوان، والعضو في مؤسسة الشمال الغربي، في اجتماع رسمي، قبل أيام قليلة، مشكل عقود العمل المؤقتة المعمول بها بقطاع النقل الحضري، وضياع حقوق العمال الذين لا يستفيدون من القروض البنكية، وليست لهم ضمانات الاستقرار، رغم عملهم بشركة قانونية في إطار التدبير المفوض، فضلا عن كون مدونة الشغل تنص على استفادتهم من كافة الحقوق المنصوص عليها في القانون.
وطالب الشباب السلطات الإقليمية بتطوان بالعمل على معالجة مشاكل العمال بقطاع النقل الحضري، إذ يتم توجيههم في كل المشاكل التي يواجهونها إلى مدينة طنجة، حيث مقر شركة المناولة المكلفة بهم، ما يضاعف من معاناتهم في حالات الخلاف، أو تسجيل عقوبات، علما أن عمالا بشركات التدبير المفوض يستفيدون من حقوقهم ولهم عقود عمل واضحة، ويمكنهم الاستفادة من القروض البنكية لامتلاك السكن، أو تأسيس أسرة، أو ما شابه ذلك من التطلعات والأهداف المنشودة في الحياة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن النقاش الذي دار في اجتماع مؤسسة الشمال الغربي ركز على تجاوز مثل هذه العقود المؤقتة في التحضير للصفقة الجديدة التي طال انتظارها، وسط حديث عن تمديد لصالح الشركة نائلة الصفقة المؤقتة لسنة ثانية إضافية، ما يعني استمرار معاناة الركاب واستيائهم من غياب الجودة في الخدمات والاكتظاظ وتكرار أعطاب أسطول الحافلات، الذي يتم استعماله بعدما تركته الشركة السابقة، وتم تغيير صباغته فقط والقيام بالصيانة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الخلافات حول تدبير الصفقة المؤقتة للنقل الحضري بتطوان ما زالت مستمرة داخل المجالس المعنية بتطوان والمضيق، فضلا عن تتبع السلطات المختصة لسير مرفق النقل الحضري وإنجاز تقارير مفصلة حول غياب الجودة في الخدمات، وتبرير الشركة باستحالة شراء أسطول حافلات في ظل تدبير مؤقت بميزانية مؤقتة محدودة.
وأكدت وثيقة صادرة عن مجلس المنافسة في وقت سابق أن الشركة التي حصلت على التدبير المفوض المؤقت للنقل الحضري بتطوان، هي شركة «إيصال المدينة»، التي تأسست حديثا وليست لديها خبرة في النقل الحضري، وأن شركة «ترانسديف» التحقت بها في يناير 2024، وهذا يتعارض مع قانون تسيير النقل الحضري، حيث قامت هذه الشركة الأخيرة باقتناء نسبة 49 في المائة من أسهم الشركة الأولى التي تدبر القطاع حاليا.
وتم تكليف الشركة بتدبير النقل الحضري بمدينة تطوان، بدون الإعلان عن طلب عروض لإبداء الاهتمام، ما يطرح عدة أسئلة حول معايير اختيار هذه الشركة، علما أنها غير متخصصة في النقل الحضري، وبدون خبرة، لأن تخصصها هو النقل الطرقي عبر الحافلات الرابطة بين المدن والإرساليات، ولم يسبق لها أن فازت بأي صفقة لتدبير القطاع بأي مدينة مغربية.
