طنجة: محمد أبطاش
حج العشرات من ضحايا ما باتت تعرف بـ«مجموعة الخير» إلى أمام المحكمة الابتدائية لطنجة، يوم الثلاثاء الماضي، كما عاينت ذلك «الأخبار»، رافعين شعارات من قبيل «فين فلوسنا»، في إشارة إلى متابعة المحكمة 21 متهما في هذه القضية، وضمنهم 16 متهمة، و5 متهمين، واختفاء مليارات السنتيمات كلها كانت من مساهمات هذه المجموعة.
وأجلت غرفة الجنح الجماعية بهذه المحكمة النظر في الملف إلى غاية 17 دجنبر المقبل، من أجل منح مهلة لإعداد الدفاع، وبالتالي بداية المناقشات العلنية لهذا الملف، كما تم حصر عدد الضحايا في نحو 800 مشتك. وتم من جديد إحضار جميع المتهمين إلى المحكمة، في وقت يطالب المشتكون باسترجاع أموالهم المقدرة بالملايير على حد زعمهم، في حين أن غالبية الضحايا من السيدات.
وكان قاضي التحقيق قد قرر إحالة ملف «مجموعة الخير» على شعبة التلبس، بغرض انطلاق الجلسات العلنية في هذا الملف الذي أثار الكثير من الجدل بطنجة، وأكد رئيس الغرفة الجنحية خلال الجلسة الأخيرة، أن الشكايات ما زالت تتقاطر على القضاء. إلى ذلك، تتابع المحكمة هؤلاء المتهمين ضمنهم المتزعمة الرئيسية الملقبة بـ«يسرى»، ثم مستشارة جماعية عن مقاطعة السواني بالمدينة، وذلك بتهم حول النصب والاحتيال، وقد ظلت الشكايات تتقاطر على النيابة العامة المختصة، ما جعل الأخيرة تُحدث شباكا خاصا لهذا الملف بمحاكم طنجة، للتحكم في عدد الشكايات، حيث تعرض الضحايا لعملية نصب كبرى هي الأولى من نوعها بمدينة طنجة في مثل هذه الملفات.
وقال الضحايا إنهم بعدما وضعوا ثقتهم في مجموعة من السيدات والأشخاص، تعرفوا عليهم عن طريق تطبيق التراسل الفوري «واتساب» ومنصة التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، وبعدما حصلوا على أرقام هواتفهم، طلبوا منهم المشاركة ضمن هذا البرنامج الربحي، والذي يشبه التسويق الهرمي، حيث يتم مطالبتهم بمنحهم مبالغ مالية لا تتعدى ألف درهم، في مقابل الحصول على مبالغ مضاعفة، وكلما استطاع شخص معين جلب شخص آخر من عائلته، يرتفع الرقم المالي إلى ملايين السنتيمات في حال إحضار مجموعة من الأشخاص، والذين تكون لهم علاقات اجتماعية واسعة.
يشار إلى أن الملف عرف مسارات معقدة أمام القضاء، قبل أن يتم «فك طلاسمه»، بعد الإطاحة بالمشتبه فيها الرئيسية، والتي تترأس هذه الشبكة، وذلك حين حاولت السفر إلى مدينة الدار البيضاء، انطلاقا من محطة القطار بطنجة، حيث كانت تهم لمغادرة التراب الوطني. وظلت المتهمة لأسابيع متوارية عن الأنظار، رغم تفجر هذا الملف، وكذا ما تبعه من قلاقل ومشاكل أسرية وتسجيل حالة انتحار.