مانسيناكش
عبد الرحيم زوهو (لاعب شباب المحمدية)
كنت على وشك التوقيع لجمعية الحليب لكن الجيش الملكي اختطفني
حسن البصري
هل وقف المدرب على حقيقة الأمر؟
نعم وقف على حقيقة الأمر، فقد جاء الرئيس، السي بوعلي، إلى الملعب لفض النزاع وتحدث مع المدرب عبد القادر يومير، الذي تفهم الموضوع جيدا وتفهم أكثر سر غضبي لأن ضياع ضربة جزاء لا يعني بيع مباراة، وأنا منذ صغري لا أقبل بالمساومات مهما كان ثمنها.
شاءت الصدف أن يرافقك اسم عبد القادر في مسارك مع شباب المحمدية من عبد القادر أيت أوبا إلى عبد القادر لخميري وصولا إلى عبد القادر يومير، ما رأيك في هذه المصادفة؟
عبد القادر أيت أوبا نسخة أخرى من الرداد، ناضل لأزيد من نصف قرن داخل الفريق الفضالي من أجل ترسيخ مبادئ ومهارات كرة القدم في عقول وأذهان الأطفال الذين كان أكثرهم ينحدرون من أسر معوزة. شخصية جمعت بين المدرب والأب، والمربي والواعظ، والمنقذ والمنشط، في كل فريق رجل بهذه الكفاءة والصرامة، والمرح والدعابة. وللحديث عن عبد القادر لخميري أحتاج لساعات، مدرب عركته الخبرة وصنع جزءا من تاريخ شباب المحمدية، أما عبد القادر يومير فقاد الفريق إلى القسم الأول، لحسن الحظ أن فترته تزامنت مع احتضان الفريق من طرف شركة “لا سمير”. وحسب علمي فإن يومير غادر المغرب في اتجاه بلجيكا لإتمام دراسته الجامعية في الطب وسجل اسمه في جامعة هناك، وبدأ دراسته، لكنه، بعد سنتين، طلب تغيير التخصص من الطب الرياضي إلى التدريب. يومير حقق الصعود إلى القسم الأول مع خمسة أندية هي شباب المحمدية واتحاد سيدي قاسم، والنادي القنيطري والمغرب التطواني والنادي المكناسي، وكان أول مدرب مغربي يفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية مع الكوكب المراكشي. ولا يمكن نسيان عبد القادر بوكوص، طبيب شباب المحمدية، وربما هناك أكثر من عبد القادر في فضالة.
لماذا قررت مغادرة شباب المحمدية بعد ست سنوات فقط؟
في أول موسم لي مع الشباب قدمت عطاء رائعا، وكنت خير بديل للنجم حسن أمشراط، الملقب باعسيلة. كنت، بالنسبة للشبابيين، مفاجأة سارة للفريق وفأل خير عليه، حيث توج الشباب مجهوده بالرجوع إلى قسم الصفوة تحت قيادة المدرب الحاج عبد القادر الخميري بمساعدة أحمد فرس، وفي الموسم الموالي بقسم الكبار كانت أول مباراة لعبتها ضد الرجاء البيضاوي، انهزم خلالها الشباب بهدفين لواحد، سجلت هدف الشباب وكان هدف السبق، واستمر مقامي مع الشباب حتى سنة 1990، علما أن الفريق نزل سنة 1987 ثم عاد إلى مكانه الطبيعي.
عرضت عليك جمعية الحليب الانضمام إلى فريقها مع وظيفة لكنك رفضت، لماذا؟
تلقيت عرضا من مسؤولي جمعية الحليب بعد ظهوري الملفت مع منتخب الشبان، كنت حينها تحت إمرة شباب المحمدية، بمعنى أن انضمامي إلى جمعية الحليب دون موافقة فريقي سيجعلني أقضي فترة طويلة دون منافسة حقيقية، أي في التداريب فقط. لهذا غيرت وجهتي وصرفت النظر عن جمعية الحليب رغم المغريات. لم أغادر الشباب من أجل المال بدليل أن وضعيتي مع فرق أخرى ظلت كما كان عليه الوضع في الشباب، همي الوحيد كان إسعاد الجمهور الذي يعشق أدائي، يريد الفرجة ويجد متعة حين ألعب الكرة وأبدع فيها وأسجل الأهداف وأفرح جمهور الشباب المتعطش للانتصار. باختصار قدمت، طيلة مشواري الكروي الممتد على مدار أكثر من ثلاث عشرة سنة، أجمل المباريات، وفي الكثير منها كنت ضمن النجوم الذين يصنعون الفارق والفرجة.
لعبت للجيش الملكي دون أن تحقق مكاسب شخصية لك..
نودي علي للمنتخب الوطني في عهد المهدي فاريا، طلب مني الالتحاق بالمعمورة استعدادا للسفر إلى البرتغال، لكني لم أكن أملك بطاقة وطنية حتى يتم إنجاز جواز سفر لي. لهذا لم أرافق المنتخب في معسكره الخارجي، وتم وضعي رهن إشارة المدرب بليندة الذي كان يشرف على منتخب الشباب. فاريا لم يخترني للمنتخب فقط بل لفريق الجيش وهو من خطفني من جمعية الحليب، وبعدما راقبني فريق الجيش الملكي جلبني إلى صفوفه في السنة نفسها. قدمت عطاء كبيرا ومستوى رفيعا في ثلاثة مواسم سجلت خلالها أهدافا حاسمة وصنعت أخرى وتأهلت إلى نهاية كأس العرش. بعد ذلك لعبت لفريق الاتحاد البيضاوي سنة واحدة، ثم الاتحاد الرياضي مع المدرب العربي كورة وحققت معه الصعود إلى قسم الكبار، قبل انتقالي للدفاع الحسني الجديدي.