عبد الحفيظ.. لوحاته في كل بيت ويرفض تلويث الطبيعة
أن تحول القبيح في الطبيعة إلى جمال بياع بالأموال، تلك كانت رسالة عبد الحفيظ لمرابط، فنان تشكيلي من أبناء مدينة أصيلة ساءه منظر أكياس الإسمنت الفارغة التي تلوث بيئة مدينته، فعزم تحويل تلك الأكياس إلى مادة تشترى بباهظ الثمن، فباشر رفقة أخيه تنفيذ فكرة قال إنها فريدة من نوعها ولا وجود لشبيهتها، حيث اختارا الرسم على تلك الأكياس الورقية الخاصة بالإسمنت، والتي تشبه في لونها وشكلها رقعة الجلد المدبوغ، فمن الجهة الخالية من اسم الشركة المنتجة لتلك الأكياس، اعتاد عبد الحفيظ وأخوه مصطفى، رسم لوحاتهما باستعمال مادة «السمق»، وهو نوع من الحبر محلي الصنع والذي يستخدم في المدارس العتيقة، مضيفين إليها حسب اللون المراد الوصول إليه إما ملونا طبيعيا «خرقوم» أو أحجار «النيلة»، أو زيت أركان.
يقول عبد الحفيظ إنه وأخاه يعيشان على مداخيل بيع هذه اللوحات، حيث يبيعان يوميا أزيد من 30 لوحة، في الوقت الذي يكتفيان فقط بالتجوال وعرض لوحاتهما بعيدا عن المعارض الثابتة والتي قد لا توصل الرسالة بالدقة المطلوبة، رسالة فن عبد الحفيظ وأخيه، والذي قال إنها جابت العالم ولا تكاد تخلو قارة أو بلد من لوحة من لوحاتهما بين جدران وعلى حواف الغرف، فلوحات عبد الحفيظ جعلته رفقة أخيه أشهر من نار على علم بمدينة أصيلة، خصوصا أن اللوحات التي ينتجانها تخصص للبيع للعموم، يقول عبد الحفيظ إنها تباع بثمن متواضع جدا رغم أن أية لوحة تحمل رسالة من رسائل الجمالية والفن.
وعن الرسائل التي تحملها لوحاته رفقة أخيه، أكد عبد الحفيظ أنها تكون مرتبطة بشكل كبير بالمرأة والطفل والماء والتراث الشعبي، حيث يصور عبد الحفيظ في لوحاته المرأة بين صديقاتها إما حاملة دلو ماء أو مصباحا يدويا، وكلاهما تحملان تعبيرات قوية جدا، فإذا كان المصباح اليدوي فتلك الإشارة على النور الذي تخلقه المرأة، أما الدلو فيرتبط بالماء والدعوة إلى عدم تبذيره.