يونس جنوحي
جُل حكومات العالم تشجع مواطنيها على اقتناء السيارات الكهربائية. وهناك إعفاء من أداء الضريبة السنوية في أغلبها. تماما مثل ما يحدث عندنا في المغرب.
نستقبل 2025 بعد أيام قليلة. سنة يتوقع فيها الخبراء أن تبيع مصانع السيارات الكهربائية أكبر رقم في تاريخها منذ أن قرر العلماء الاستغناء عن المحروقات والتخلي عن الزيوت والصيانة واستبدال كل شيء ببطاريات ضخمة ومحرك صغير لا يصدر أي صوت.
هناك سعي حثيث هذه الأيام في مصانع شركات السيارات الكهربائية لسد حاجة دول العالم وطلب مواطنيها المرتفع على هذه السيارات.
الصين تصنع ستين في المئة من الإنتاج العالمي. ورغم أن الأمريكيين هم الأكثر هوسا بهذه التكنولوجيا التي تخلت عن المحروقات نهائيا، إلا أن الصينيين هم المصنع الأول. حتى أنهم أخيرا، استبدلوا أطقما كاملة من سيارات الأجرة التقليدية بأخرى كهربائية وذاتية القيادة.
أكثر من هذا أن الصين تتحكم في أكثر من 70 بالمئة من حصص تصنيع خلايا ووحدات بطاريات الليثيوم، عصب هذا الاقتصاد.
هناك رجل غاضب في أمريكا، ربح الانتخابات الأكثر متابعة في الكوكب، ويستعد لدخول البيت الأبيض بعد أيام قلائل بعد أن غادره مكرها قبل سنوات.
دونالد ترامب واضح في سياسته. وعد الأمريكيين بأنه سوف يضع حدا لهيمنة الصين. ولهذا السبب تنشر الصحف الصينية أخبارا تكشف القلق الكبير من ترسانة القوانين التي يحضرها ترامب لغريمه الصيني حتى يقلم مخالبه المغروسة في قلب الاقتصاد الأمريكي.
توجه الآن اتهامات للصين، بحسب ما نشرته صحف أمريكية الأسبوع الماضي، بأن الحزب الشيوعي الحاكم تجاهل السيناريو العالمي الذي يقوم على تخلي الناس عن السيارات الكهربائية مستقبلا بسبب صعوبات الشحن، خصوصا وأن أغلب دول العالم لا تزال تعاني من نقص كبير في شبكة محطات الشحن، وما زالت عملية الشحن تستغرق ساعات طوال لتخزين طاقة كهربائية في البطاريات لقطع مسافة لا تتجاوز 500 كيلومتر في كل عملية شحن تستغرق أكثر من ساعتين في أغلب دول العالم. وهذا الأمر طرح بقوة سيناريو تمسك المستهلكين بالمحركات العادية المعروفة.
اتفاق باريس، الذي يعود لسنة 2015، كان محطة مهمة في تاريخ صناعة السيارات الكهربائية. إذ إن التوصيات تنص على تشجيع هذه التكنولوجيا بهدف حماية البيئة والحد من الانبعاثات السامة وحماية المناخ. ولهذا السبب تشدد الحكومات على شروط الترخيص لطرح السيارات العادية والهجينة في الأسواق وتضع شروطا تعجيزية تقريبا تفرض على شركات عريقة شروطا متشددة بشأن الانبعاثات السامة التي تصدرها سياراتها.
ترامب وعد مواطنيه بأنه سوف يخفف من القيود التي تتعلق بالانبعاثات. المحركات القوية تنتظر إذن عودة ترامب إلى البيت الأبيض. الماركات المعروفة عالميا تنفست الصعداء بفوز ترامب المعروف بازدرائه لتوصيات الحد من الاحتباس الحراري وكرر أكثر من مرة أنه يعارض بشده عددا من التوصيات المتعلقة بالمناخ. وهو ما يعني أن الامتياز الذي تحظى به السيارات الكهربائية سوف ينتهي في الشهر المقبل.
التقارير كشفت أن هيمنة الصين على مناجم الليثيوم أمر يزعج ترامب وسوف يضع له حدا. وفي الوقت الذي سيخفف فيه من التشديد على شركات السيارات بخصوص نسبة انبعاثات المحروقات، فإنه وعد أيضا بالتشديد على شركات السيارات الكهربائية وفرض ضرائب وتعاريف جمركية إضافية عليها.
السنة المقبلة سوف تكون مشوقة بكل تأكيد. إما أن يخفت النشاط في مناجم الليثيوم، وإما أن نشاهد ترامب يقود بنفسه سيارة كهربائية! وقد سبق له أن أعلن دائما أن هذا لن يكون إلا على جثته.