شوف تشوف

الرئيسية

عاش طفولته وشبابه بمطار أنفا فأصبح طيارا بالوراثة

حسن البصري
ولد بيرنارد شابيرت في الـ21 من أبريل عام 1944، في حي المعاريف وسط الدار البيضاء، عاش وسط أسرة مثقفة، فقد كان الوالد طيارا بينما اهتمت الوالدة بكتابة الشعر، فكان من الطبيعي أن يكبر في الولد هوس الطيران والتحليق في عالم الكتب.
قبل ولادة بيرنارد كان والده يعمل في قطاع البريد الجوي، حيث كان يتنقل أسبوعيا بين تولوز ودكار، ليستقر لفترة قصيرة في هذه المدينة حين عين مشرفا على مكتب الخطوط الجوية الفرنسية في العاصمة السينغالية. وبعد الحرب العالمية الثانية عاد الأب شابيرت إلى فرنسا حيث ساهم في إنشاء شركتي طيران، الأولى هي طيران الأطلس التي ستصبح نواة لشركة الخطوط الملكية المغربية، كما ساهم في إنشاء المدغشقرية للطيران بتكليف من السلطات الفرنسية مع مساهمته في تأسيس الطيران الجوي في جزيرة موريس.
بتكليف من السلطات الفرنسية أسندت لوالد بيرنارد مهمة إنشاء الخطوط الجوية المغربية، حيث قاد مفاوضات بين شركتي «طيران المغرب» و«طيران الأطلس»، وهو الاندماج الذي مكنه من الاستقرار لفترة أطول في الدار البيضاء.
فتح بيرنارد عينيه على والد نادرا ما ينزع عنه بذلة الطيران، ومنذ صغره وهو يتردد رفقة الأب الطيار على مطار أنفا الذي لا يبعد كثيرا عن مسكن الأسرة. في مدرج هذا المطار سقط الفتى في عشق الطيران خاصة حين رافق والده في رحلات استطلاعية من مطار تيط مليل، فقال في قرارة نفسه: «سأصبح طيارا مثل بابا».
بعد حصول المغرب على استقلاله، كان بيرنارد طفلا يافعا يتابع دراسته بمدارس الأعيان، ويمني النفس بدراسة علوم الطيران في أكبر مدارسها بفرنسا، لكن حلمه تبخر حين تلقى الوالد قرار التعيين في جيبوتي، فرحلت الأسرة الصغيرة إلى هذا البلد القابع في شرق القارة الإفريقية، هناك قاد الشاب الحالم بالتحليق رحلات في سماء هذا البلد دون الحاجة لشهادة من المدرسة العليا للطيران.
في جيبوتي التقى بيرنارد صدفة بمراسل صحفي لوكالة «فرانس بريس»، يدعى جان بيير جولان، ومختص في شؤون الشرق الأوسط، ظل يقربه أكثر من عالم الصحافة ويحفزه على التحليق في سمائها، حينها قرر الشاب أن يدرس الحقوق ويلتحق بدعم من صديقه براديو «أوربا 1»، حيث شرع في تقديم مجموعة من البرامج.
خمس سنوات كانت كافية ليصبح بيرنارد رئيس قسم في هذه المؤسسة الإعلامية، خاصة بعد أن كلف بتغطية مجموعة من الأحداث التي تتعلق باختصاصه الجوي، كما سجل حضورا مميزا في تغطيته للحرب الهندية- الباكستانية.
ظل الولد يبحث لنفسه عن موطئ قدم في عالم الشهرة، حيث دخل لفترة قصيرة عالم الغناء، وأصر على أن يصبح نجما إلا أن الطيران سحبه من مجال لا يحتاج فقط للإرادة، وأعاده من جديد إلى مدرجه، حيث أصدر أولى المجلات المتخصصة في الطيران وفي عالم الأفلاك، ومع مرور الوقت أنشأ مجموعة استثمارية في المجال السمعي البصري، والتي أخرجت إلى الوجود «إيروستار تي في»، القناة التي تهتم بعالم الجو والفضاء.
حل بيرنارد، في نهاية الثمانينات، ضيفا على شركة الخطوط الملكية المغربية، وحظي بتكريم على غرار مجموعة من الأسماء التي لعبت دورا في إنشاء هذه الشركة، حينها قال كلمة مؤثرة عن طفولته في ورشة إصلاح الطائرات بمطار أنفا، وقدرته على التحليق 1600 ساعة دون الحاجة لشهادة ربان، وعشقه للطائرات وزواجه بمضيفة جوية في الخطوط الفرنسية أصبحت مخرجة، وكشف عن توريثه عشق التحليق لابنه أنطوان الذي يملك شركة لكراء الطائرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى