النعمان اليعلاوي
ما زال شد الحبل متواصلا، بين طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فقد أكد الطلبة أن تأجيل احتجاجاتهم الميدانية يأتي تعبيرا منهم عن حسن النية، ولفتح باب الحوار كسبيل وحيد لإيجاد الحلول.
وأبرزت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان في ندوة صحفية بالرباط أن «نضالها جاء بعد تراكمات، وفجرته قرارات أحادية على رأسها الرفع من عدد الوافدين وتقليص عدد سنوات التكوين»، حسب الطلبة الذين دعوا إلى الجلوس للحوار «لأن الأمر يتعلق بتكوين جيل من الأطباء والصيادلة، متسائلين «لماذا الاستمرار في الأزمة وعدم التجاوب مع طلبات الحوار؟»، وجددوا التنبيه إلى أن احتجاجاتهم بدأت بإضرابات إنذارية ووقفات احتجاجية، لكن دون أي تجاوب، فكان شبه إجماع من طرف الطلبة على الدخول في إضراب مفتوح، خاصة وأن النقاش مع الحكومة لم يكن بالجدية اللازمة، ولم يتم التجاوب مع أهم المطالب التي دفعت الطلبة للخروج والاحتجاج.
وقالت اللجنة إن «الحكومة وعلى عكس ما تدعيه لم تقم بالاستجابة لأهم المطالب، وإلا لكان الطلبة أوقفوا إضرابهم الذي دام لأربعة أشهر، مقابل تأجيل المسيرة الاحتجاجية التي سبق أن أعلنوا عنها، وأكد الطلبة مواصلتهم المقاطعة التي دامت أربعة أشهر، حيث إن 25 ألف طالب لا يزالون في إضراب مفتوح، مقابل 3 آلاف طالب فقط يدرسون، وهم طلبة السنة السادسة والسابعة الذين لم يشاركوا منذ البداية في المقاطعة، فضلا عن حوالي 2 في المائة من طلبة كل دفعة لم يوافقوا على المقاطعة المفتوحة، التي تم التصويت عليها بأغلبية ساحقة، مؤكدين ألا وجود لأي جهة تحرضهم، وأنهم بعد إعلانهم عن مبادرة حسن النية الأسبوع الماضي، ووضعهم طلبات الحوار للوزارتين الوصيتين، لا يوجد أي تجاوب.
من جانب آخر، اعتبر الطلبة أن «الوزارة تستهدفهم من خلال توجيه الاستدعاء لهم للمثول أمام المجالس التأديبية»، مبينين أن «هذه الإجراءات قد تسبب في تأزيم الوضع بشكل أكبر وعدم الوصول إلى الانفراجة المرجوة»، واعتبروا أن «احتجاجات الطلبة لم تأت عبثا بل بسبب القرارات التي ستغير مصير التكوين، دون إشراك الطلبة الذين هم المعنيون الأوائل بتبعات هذه القارات»، مؤكدين أن «السبب الرئيسي في هذه الاحتجاجات هي وضعية الضبابية التي يعيشها طلبة الطب في ظل تخبط الوزارة الوصية وعدم تقديمها لأجوبة صريحة بخصوص عدد من النقاط التي تشكل إشكالات حقيقية بالنسبة للطلبة».