محمد سليماني
تتواصل بضواحي إقليم طاطا، منذ يوم الخميس 11 ماي الجاري، عمليات محاربة الجراد، الذي وصلت أعداد كبيرة منه، أخيرا، إلى الإقليم قادمة من الجنوب الجزائري.
واستنادا إلى المعطيات، فإن المركز الوطني لمحاربة الجراد يواصل مجهوداته الكبيرة منذ أيام، حيث تم تسخير 23 سيارة رباعية الدفع تحمل آليات رش المبيدات، تجوب يوميا مختلف مناطق وادي درعة حيث تتمركز أسراب الجراد وتتكاثر، إذ تمت معالجة أزيد من 27 ألف هكتار موزعة ما بين نفوذ جماعات طاطا، وأقا وفم الحصن.
ونظرا لوعورة بعض المناطق بوادي درعة، وعدم قدرة سيارات الدفع الرباعي على الوصول إليها، تمت الاستعانة بطائرتين لرش المبيدات، حيث تنطلقان من مطار طاطا الموجود ما بين طاطا وأقا، وتجوبان سماء الإقليم بشكل متواصل من أجل التصدي للجراد وإيقاف زحفه بعيدا دون وصوله إلى واحات الإقليم.
واستنادا إلى مصادر رسمية، فإن عمليات محاربة الجراد، التي تتواصل، آتت أكلها إلى الآن، حيث إن الأسراب الكثيفة والكبيرة للجراد تمت محاصرتها بالشعاب والأودية التي تصب في وادي درعة، ولم تتمكن من الوصول إلى عمق الإقليم. كما أدت التدخلات المتواصلة إلى بث نوع من الارتياح والطمأنينة في نفوس الفلاحين بالإقليم، بعدما سادت، خلال الأيام الماضية، تخوفات كبيرة من هجوم هذه الأسراب على ما تبقى من المزروعات المعيشية والكلئية، والأشجار المثمرة وأشجار النخيل التي اقتربت تمارها من مرحلة النضج.
وتشير فعاليات من المنطقة إلى أن هذه الأسراب قادمة من الجنوب الغربي الجزائري، إذ لم تتم محاربتها بعين المكان لحظة ظهورها، ما أدى إلى تكاثرها وانتقالها إلى المناطق المجاورة.
وكانت السلطات الإقليمية والمحلية بطاطا وجهت، قبل أيام، إنذارات للرحل والفلاحين ومربي النحل والماشية المتواجدين على طول شريط وادي درعة، بضرورة إخلاء هذه الأماكن والابتعاد عنها ما أمكن لمسافات بعيدة، لمدة تتجاوز نصف شهر، وذلك من أجل فسح المجال للمركز الوطني لمحاربة الجراد للقيام بطلعات متواصلة بالمروحيات وجولات بالسيارات رباعية الدفع لرش الجراد بالمبيدات. ومن المقرر أن تستمر هذه العمليات بشكل مسترسل إلى حين القضاء على كل البؤر التي كانت مصدر إزعاج ومثلت كابوسا مقلقا للفلاحين والكسابة.
ووصل موضوع تكاثر أسراب الجراد بضواحي إقليم طاطا إلى البرلمان، حيث وجهت فرق برلمانية مختلفة، بهذا الخصوص، أسئلة كتابية إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.