تطوان: حسن الخضراوي
أثار تبادل العديد من رواد المنصات الاجتماعية، قبل أيام قليلة، لصور صادمة من مؤسسة تعليمية بإقليم تطوان، بالضبط فرعية كراكش التابعة لجماعة السحتريين، استنفار مصالح المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، التي قامت بزيارة مستعجلة برئاسة المدير الإقليمي إلى المدرسة القروية، وبحث أسباب وحيثيات الوضع الكارثي للأقسام، والضرر الناتج عن التسربات المطرية وتقلبات الطقس.
وحسب مصادر مطلعة، فقد أمر المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتطوان بإنجاز تقارير مفصلة حول وضعية الأقسام بفرعية كراكش، مع تعليمات مستعجلة بتسريع الصيانة الضرورية، وتوفير الأجواء المناسبة للدراسة، وضمان حق التلاميذ الدستوري في التعليم وفق الجودة المطلوبة.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن العديد من الأصوات المهتمة بالتعليم بتطوان طالبت بأن يتم تعميم الزيارات إلى كل المؤسسات التعليمية القروية بإقليم تطوان، والبحث في معاناة التلاميذ بالمناطق النائية مع غياب البنيات التحتية الأساسية، أو مشاكل تضرر الأقسام بفعل الأمطار وتقلبات الطقس، ناهيك عن العمل على توفير الجودة في التعليم، لضمان تكافؤ الفرص مع التلاميذ داخل المدار الحضري.
وأضافت المصادر نفسها أن الأقسام التعليمية بالمناطق القروية بتطوان وباقي مدن الشمال، يجب أن يكون بناؤها يتوافق وطبيعة كل منطقة والمناخ، فضلا عن توفير وسائل التدفئة بالنسبة إلى المناطق الباردة، وتوفير خدمات الإطعام المدرسي والجودة في النقل المدرسي، ناهيك عن احترام العمل بشروط الصحة والسلامة والوقاية من الأخطار.
وأصبح محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مطالبا أكثر من أي وقت مضى بمواكبة تزايد عدد سكان المناطق القروية بتطوان والمدن الأخرى التي تستقطب الهجرة الداخلية، وذلك من خلال استراتيجية واضحة لبناء المؤسسات التعليمية، والعمل على الاهتمام بقضايا التعليم الأولي، وتقريبه من التلاميذ الذين يقطنون بمناطق نائية، ما يمكن من خلاله معالجة ارتفاع نسبة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الإناث.
يذكر أن المديريات الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، تواصل تنفيذ مشاريع توسيع مؤسسات تعليمية، والبحث عن الوعاء العقاري لتشييد أخرى جديدة، وذلك بسبب الاكتظاظ وارتفاع نسبة التلاميذ الذين يلجون التعليم الأولي، فضلا عن مشاكل الهجرة القروية، بسبب البطالة، وأزمة الماء، وتوقف أنشطة غير مهيكلة.