شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

صناعة الفحم بضواحي تارودانت تسبب احتجاجات

مطالب بوقف مفاحم يشتكي السكان من أضرارها

تارودانت: محمد سليماني

خرج عشرات السكان بعدد من الجماعات الترابية بتارودانت إلى الشارع للاحتجاج على استمرار ورشات إنتاج الفحم الخشبي في نفث سمومها وأدخنتها في سماء المنطقة، رغم عشرات المراسلات والعرائض المقدمة إلى السلطات الإقليمية للتدخل.

واستنادا إلى المعطيات، فقد نظم عشرات الأشخاص المنتمين إلى «سبت الكردان» و«مشرع العين» وغيرهما من الجماعات والدواوير القريبة منهما، وقفة احتجاجية أمام عمالة إقليم تارودانت، وذلك للتنبيه إلى خطورة الوضع بهذه المناطق جراء الانتشار الكبير لورشات إنتاج الفحم الخشبي، ما جعل الوضع الصحي والتنفسي بالمنطقة في تدهور مستمر.

وتعرف مناطق عديدة من إقليم تارودانت انتشارا كبيرا لوحدات إنتاج الفحم من الخشب، الأمر الذي يسبب معاناة كبيرة للسكان المحليين. وحسب مصادر محلية، فإن مشكل المفاحم الخشبية قديم شيئا ما، إذ يعود إلى ما يزيد عن 15 سنة تقريبا، وفي البداية لم يكن يتجاوز الأمر سوى اثنين إلى ثلاث نقط للفحم الخشبي، لكن منذ سنة 2013 وإلى الآن تزايدت هذه المعامل بشكل رهيب، حيث يتراوح عددها الآن ما بين 40 و50 معملا تقريبا. وتنتشر هذه النقط ما بين ثلاث قيادات هي «مشرع العين»، و«أولاد محلة» و«تازمورت»، وهي قيادات تربط بينها حدود تلاق بإقليم تارودانت. ومن بين الدواوير الأكثر تضررا بالمنطقة، دوار «أضوار» التابع لجماعة مشرع العين، لأن هذا الدوار، الذي تقطنه حوالي 4000 نسمة، يقع في منطقة تلاق ما بين القيادات الثلاث التي تعرف انتشارا للمفاحم، وبالتالي فعند هبوب الريح من أي اتجاه، فإنها تأتي بالأدخنة ورواسب ومسحوق الفحم إلى هذه المنطقة، يليه بدرجة أقل دوار «عين المديور» التابع للجماعة ذاتها. وبسبب أدخنة ورواسب الفحم الخشبي، أصبح عدد كبير من سكان المنطقة مصابين بأمراض الحساسية، وخصوصا مرض الربو، ذلك أنه في السنوات الأخيرة، ومنذ تكاثر معامل الفحم الخشبي، ازداد عدد المصابين بمرض الربو، سواء في صفوف الكبار أو الصغار.

وبعد تصاعد احتجاجات جمعيات المجتمع المدني ومراسلتها لكل الجهات ضد ورشات صنع الفحم الخشبي، بادرت جماعة المهادي إلى إصدار قرار جماعي رقم 01/2017 يتعلق بمنع إحداث مستودعات الفحم الخشبي فوق تراب الجماعة، وعلى النهج نفسه سار رئيس جماعة «مشرع العين»، الذي أصدر قرارا جماعيا يحمل رقم 01/2017 بتاريخ 19 أكتوبر 2017 يتعلق بمنع إحداث هذه المستودعات. وبتاريخ 15 و16 غشت 2017 انتقلت لجنة إقليمية مختلطة إلى مجموعة من الورشات المتخصصة في صنع الفحم الخشبي بالمنطقة، واكتشفت أن بعض الورشات مرخص لها وبعضها الآخر غير مرخص لها. وأبرزت اللجنة، في محضر معاينتها، أن هذه الورشات لها أضرار صحية وبيئية بفعل انبعاث الدخان، حيث اقترحت اللجنة ضرورة التوقيف الفوري لجميع الورشات غير المرخصة، وسحب الترخيص من أرباب الورشات المرخصة من قبل إدارة المياه والغابات في أقرب الآجال، مع منع الترخيص والتجديد مستقبلا لهذه الوحدات الإنتاجية. غير أن قرار اللجنة الإقليمية، التي تشكلت بأمر من عامل تارودانت، اصطدم برفض إدارة المياه والغابات الانصياع للقرار. وبررت ذلك رسالة للمدير الإقليمي للمياه والغابات بتارودانت بتاريخ 17 دجنبر 2018، مشيرة إلى أنه من الواجب استصدار قرار قانوني من الجهة المختصة ليكون مرجعا ومستندا للمياه والغابات من أجل منع استصدار رخص تفحيم العود الصادر عن الأشجار الفلاحية، رغم اعتراف المياه والغابات، في رسالتها، بأن لتفحيم الخشب أضرار على الساكنة. وأشارت الرسالة إلى أن ورشات الفحم تستعمل عودا غير غابوي، وهو عود الضيعات الفلاحية، وأنه لا يوجد نص قانوني بالتشريع الغابوي يمنع عملية تفحيم الأشجار الفلاحية المثمرة (غير الغابوية) بالأملاك الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى