صفعتان على خد الكابرانات
منيت الدبلوماسية الجزائرية هذا الأسبوع بهزيمتين متتاليتين، الأولى تتعلق بتغييب السعودية للجزائر من المشاركة في لقاء مجلس التعاون الخليجي التشاوري حول سوريا، رغم أن الجزائر هي الدولة التي تترأس الجامعة العربية، كما أنها تقدم نفسها بمثابة الناطق العربي باسم النظام السوري، وهو ما فعلته خلال القمة الفاشلة التي عقدت على أراضيها.
ومع ذلك لم تشفع صفة الرئاسة الدورية لاستدعاء دول الخليج لنظام فاقد للشرعية والمصداقية للتداول بشأن عودة سوريا لجامعة الدول العربية، خلال قمة الرياض المقبلة.
طبعا الموقف المغربي من عودة سوريا كان واضحا، وهو موقف مرتبط بقضيتنا الوطنية، وقد دافع عنه وزير الخارجية ناصر بوريطة بكل وضوح في اتصاله بنظيره السعودي. وهو أن الأسباب التي دعت المغرب إلى تأييد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية لا تزال قائمة، ومن ثم فما لم يطرأ جديد بخصوص موقف نظام الأسد بشأن قضيتنا الوطنية فإن المغرب يحق له اتخاذ الموقف المناسب، وفق ما يقتنع به ويخدم مصالحه الاستراتيجية ولن يجبره أحد على تغيير موقفه دون الحصول على مواقف واضحة من الطرف الآخر، فهو حق سيادي تنفرد به الدولة المغربية وحدها وليس من حق أحد أن يشاركها فيه أو يعاتبها عليه.
أما الهزيمة الثانية التي تلقاها نظام تبون فترتبط بتعيين الدبلوماسية المغربية أمينة سلمان ممثلة لدول المغرب العربي في الاتحاد الإفريقي، وهو التعيين الذي أخرج رموز نظام الكابرانات عن طوعهم وأصابهم بالسعار، ودفعهم إلى إطلاق وابل من الرصاص البارد في كل اتجاه، مرة بمهاجمة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، بعدما تلقى أوراق اعتماد الدبلوماسية المغربية، ومرة بمحاولة تشويه سمعة بكوش في صلاحياته القانونية كأمين عام لاتحاد المغرب العربي، من خلال حملة سياسية مغرضة.
ومن المؤكد أن الضربات الموجعة، التي يتلقاها نظام الكابرانات، لن تدفعه إلى مراجعة أوراقه، لسبب بسيط مرتبط بالتطبيع النفسي مع واقع الهزائم الدبلوماسية المتتالية، فلم تعد الصفعات الدبلوماسية تقلق نظام العسكر، ليس لأنهم أقوياء بل لأنهم اعتادوا على الهزائم والكوارث.