أكادير: محمد سليماني
تعيش هياكل حزب العدالة والتنمية بإقليم أكادير- إداوتنان، حربا داخلية صامتة منذ الانتهاء من وضع لائحة المقترحين للترشح للانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية المقبلة باسم الحزب قبل أسبوع.
وبحسب المصادر، فإن طريقة «تبليص» بعض أعضاء الحزب في بعض المراتب المتقدمة داخل لوائح الترشيح، أشعل موجة غضب من لدن البعض الذين لم تعجبهم طريقة تدبير هذا الملف الحساس.
وأول تداعيات عملية اختيار المرشحين ووكلاء لوائح حزب العدالة والتنمية في اللوائح الانتخابية، خروج كاتب مجلس جهة سوس – ماسة المنتمي لحزب «المصباح» امحمد الراجي عن صمته، حيث وصف بعض إخوانه بإقليم أكادير بأنهم «جنرالات الكولسة»، وهو وصف قدحي يكشف عن مستوى الغضب من طريقة اشتغال هؤلاء عبر الكولسة والاشتغال في الخفاء.
وأبرز الراجي، في تدوينة على حسابه الشخصي على موقع للتواصل الاجتماعي، قائلا «اعتذرت عن اقتراح ترشيحي للبرلمان في اللجنة الإقليمية ﻷكادير- إداوتنان، واعتذرت عن اقتراح إدراجي في لائحة جماعة أكادير هي اﻷخرى، اعتذارا ﻻ يقبل المراجعة، ليس ﻷنني زاهد عن المواقع، التي أعتبرها في ثقافتي وتربيتي فرصا للنضال ومحاربة الفساد، وليست مناصب للاسترزاق، وإنما ﻷنه ﻻ يشرفني أن أدخل في منافسة غير شريفة في لجنة مرتبة، هي ونتائجها مسبقا من قبل جنرالات الكولسة (بأدلة قطعية)، وﻷنني، ﻻ يشرفني أن أتواجد في اللائحة مع وجوه علمت مسبقا ترتيب تصدرها للمشهد، وﻷنني توقعت نتائج انتخابية غير مشرفة، وتراجعا مهوﻻ، عكس من يسوق وهم نجاح التجربة ويدعي استقرار ثقة الناس المعهودة من قبل».
وكشف الراجي، وهو العارف بخبايا وكواليس حزب العدالة والتنمية على مستوى جهة سوس- ماسة من الداخل، عن مستوى التسابق على المناصب والمواقع، بحيث إن ما يسميها الحزب عملية ديمقراطية تقوم بها الهياكل المحلية لاختيار المرشحين المحتملين للانتخابات، ليست سوى عملية «كولسة» مغلفة بالديمقراطية، إذ إن المرشحين مرتبون سلفا ومعروفون.
وتوالت سهام النقد الصريح والمباشر ضد لجنة الترشيح التابعة للحزب، حيث كشف أحد أعضاء الحزب أيضا، وهو يرد على كاتب مجلس الجهة قائلا «لا يشرف اسمك وتاريخك النضالي، أن تكون ديكورا في أي لائحة لم تُفرَز بشفافية وديموقراطية. إدراج اسمك وأسماء أخرى في أي من تلك اللوائح، القصد منه إتمام عملية التستر على الكولسة وتشجيع من يحترمك وأمثالك لسوقهم للحملة وللتصويت. قرار الاعتذار هو الصائب، فهم يحدثون الناس بنجاح التجربة وتميزها ثم يسقطون قائدها في كل اللجان». في إشارة إلى رئيس جماعة أكادير الذي لم يتم اختياره وكيلا لأي لائحة سواء للجهة أو الجماعة أو البرلمان.