شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقاريرمجتمع

شيء من الإنصاف

ما بين صور الاعتداءات الجسدية الخطيرة التي تعرض لها رجال الأمن بعد مقابلة الجيش الملكي والمغرب الفاسي، وصور تفكيك الأجهزة الأمنية لخلية إرهابية كانت تخطط لزعزعة الاستقرار، تكمن قصة مؤسسة وطنية ومواطنة، تقوم بواجبها الوطني قبل الوظيفي ليل نهار، ولا تنتظر الثناء والشكر من أحد،  وتتحمل، في سبيل ذلك، ما تتحمل من المشقة والاستهداف والتبخيس حذراً على الوطن والمواطن.

في الحقيقة لسنا، اليوم، في وارد الإشادة بهذه المؤسسة الأمنية التي يشرف عليها رجل دولة من العيار الثقيل فضل الصمت على الكلام والأفعال على الأقوال، فهي ليست في حاجة إلى خطابات الإشادة أو التقدير، لكونها تسكن في قلب كل مغربي يؤمن بالأمن والأمان ولا يتاجر باستقرار وطنه ويقايض بسلامة جسده وممتلكاته.

لكن مع ذلك فهذه المؤسسة تحتاج في عملها إلى نوع من الإنصاف المجتمعي، فكيف لنا أن نطلب من رجل الأمن أن يقوم بواجبه في إنفاذ القانون وحماية الممتلكات الخاصة والعامة، وتعريض حياته للخطر، فيما نتهرّب من واجبات دعم هاته المؤسسة حينما يتعرض رجالها للاعتداء من طرف جانحين؟ بل هناك من يبحث للمجرمين عن مبررات لتحويل الجاني إلى ضحية، وطبعا لن نقبل، ولن يقبل أي مواطن شريف أن يهان أي رجل أمن أثناء أداء مهامه، ففي مقابل محاسبته على كل صغيرة وكبيرة يقوم بها خارج القانون، فالمنطق والموضوعية يقتضيان إنصافه ولو بالحّد الأدنى حينما يتعرض للاعتداء السافر مثل ما سجلته مقاطع فيديو لجانحين يعرضون حياة جندي للخطر، ومقاطع لرجل أمن آخر تنزع منه خوذته بالقوة، وفيديو آخر لرجال الأمن يتم الاعتداء عليهم بالضرب وسط ملعب مركب مولاي عبد الله…

طبعاً هناك المئات من المحاولات التي تحاول، يوميا، تزييف الحقائق وإظهار أن رجل الأمن مولع بتجاوز حدود واجباته الوظيفية ليمارس الضرب والعنف والتعذيب الجسدي ضد أي شيء يتحرك أمامه، أو كمؤسسة همها الوحيد هو تعقب هواتف المواطنين أو التجسس على حياتهم الخاصة، وكلها محاولات يائسة لقتل رمزي وتشويه مخطط لصورة المؤسسة الأمنية، والغاية من ذلك فصلها عن الدعم الملكي والعمق المجتمعي لتتحول إلى مؤسسة معزولة يمكن الانقضاض عليها بسهولة.

ومن حسن الحظ أن المغاربة فطنوا للمؤامرات والأجندات المشبوهة التي تحاك ضد مؤسساتهم الأمنية داخليا وخارجيا، تارة من تجار حقوق الإنسان وتارة أخرى من سماسرة اليوتوب وصحافيي آخر ساعة، ففرق كبير بين من يضحي بنفسه من أجل سلامة المواطن وبين من يستغل المواطن للتضحية بسلامة الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى