شغب في ملاعب تندوف
توقفت الفرقة الموسيقية الصحراوية عن الرقص واضطر منشط صحراوي إلى وضع مكبر الصوت في حالة توقف عن الاشتغال، بعد أن تعرض موكب الأمين العام الأممي، بان كي مون، لهجوم بالحجارة من طرف عناصر ملثمة من البوليساريو أثناء زيارته إلى مخيمات تندوف، يوم السبت الماضي.
أصيب الأمين العام بحالة ارتباك فاستبدل ابتسامته المستعارة بتقاسيم غضب، وهمس في أذن مساعده داعيا إلى إلغاء مراسيم السلام على طابور من أعيان البوليساريو كان يقتضي مصافحتهم، حينها اختلط الحابل بالنابل وعاد منشط البطولة ليعلن وقف إطلاق الحجارة على الأمين العام.
سجلت زيارة بان كي مون اندلاع أحداث شغب من طرف شبان وقاصرين، قيل إنهم منعوا من دخول مدرجات الحفل، فتسللوا حاملين رسائل إلى الأمين العام تكشف حقيقة الوضع في مخيم سئم سكانه لعب دور الكومبارس في سيناريو الريع السياسي. قبل أن يغادر «مرسول الصلح» تندوف، جاءه أحد قادة البوليساريو محملا بخمس رسائل، زعم أن أصحابها كانوا يعتزمون تسليمها إلى الأمين، فمنعوا لاعتبارات أمنية، وأضاف أن «سلامة بان كي مون تهمنا». لم تنطل الحيلة على الأمين وأصر على معرفة سر انتفاضة شباب المخيم، وفك شيفرة الشعارات التي كانوا يرددونها، ولماذا اختار شباب وقاصرون الترحيب به بقصف موكبه بحجارة من سجيل.
سجل مرافقو بان كي مون وجود حالة شغب بتندوف، وأعدوا تقريرا سيعرض على الهيئات المكلفة بالملف للنظر فيه، لكن لو كان الأمر بيد «الفيفا» لبادرت إلى إغلاق مخيم الانفصاليين والحكم على قادته بخوض مباراتهم السياسية وحفلاتهم بدون جمهور مشاكس، في ما يعرف في قاموس الكوايرية بـ«الوي كلو»، وسط مدرجات فارغة، وقد يمتد القرار الزجري إلى ترحيل أنشطة البوليساريو إلى خارج المنطقة، وتوقيف الإعانات الغذائية التي يوزع جزء منها والجزء الآخر يحول إلى جهات أخرى.
مساكين هؤلاء الأمناء العامون، لا تصلهم من المنطقة إلا الأخبار المقلقة، فجرح النصب والاحتيال على السائق الشخصي للأمين العام السابق، كوفي عنان، والحالي بان كي مون، في مدينة أكادير لم يندمل بعد، ليجد الأمين نفسه تحت رحمة الحجارة العابرة للمخيمات. عند كل غارة تستهدف رجلا من هذا العيار يتم توقيف جهاز الحراس الشخصيين، وهو القرار الذي شمل السائق المغربي الذي كان برفقة الأمين العام في العراق، قبل أن يتعرض الموكب لهجوم بالرصاص الحي انتهى بإحالة السائق المغربي على التقاعد.
في ظل هذا الوضع اختارت الشبيبة الاتحادية السباحة ضد التيار، وصوتت لفائدة عضوية البوليساريو في الاتحاد الدولي للشبيبات الاشتراكية، خلال مؤتمره المنعقد بالعاصمة الألبانية تيرانا، وهو ما اعتبر قصفا للطرح المغربي، وموقفا كاد أن يصيب بان كي مون بالحمق، وهو في أرذل العمر.
اعتبر ممثل الشبيبة الاتحادية تصويته لفائدة البوليساريو «محاولة للدفع بالحوار إلى الأمام»، وهو ما قد يدفع به إلى واجهة النار ويضعه في فوهة مدفع الغاضبين، الذين وصفوا ما حصل في تيرانا شغبا سياسيا يستوجب توقيف المساهمين فيه، بل مسا بالإجماع الوطني على حد تعبير علي اليازغي، الكاتب الوطني السابق للشبيبة الاتحادية، الذي يعلم علم اليقين أن والده محمد اليازغي رفض قرار الحسم الثاني باللجوء إلى الاستفتاء في الصحراء، وقضى بضعة شهور في منفى ميسور قبل أن يصبح رجلا ميسورا.
اليوم ينكب وكيل أعمال الفنان الشاب خالد، على وضع طبقات إسمنت مسلح على حكاية الحفل الذي أحياه مغني الراي بتندوف وهو ملفوف في علم البوليساريو، حيث قرر تنظيم حفل غنائي بالدار البيضاء يصالح من خلاله المغاربة، لأنه يعلم حجم نعمة النسيان التي نملكها نحن المغاربة، ولسان حاله يقول «سي لافي لالالالا».