طنجة: محمد أبطاش
أوردت مصادر متطابقة أن المنعشين العقاريين، الذين سيحصلون على تراخيص بمحيط الغابات المحلية بطنجة فرضت عليهم شروط صارمة، وذلك لوقف أي عقارات من شأنها أن تزحف نحو الغابات المحلية التي تعتبر رئة ومتنفسا للمدينة، إلى جانب غابة الرميلات.
وذكرت المصادر أنه منذ انهيار عمارة في طور البناء أخيرا، بمنطقة بوبانة بطنجة، فقد تم التأكد من أن البناء بالمحيط الغابوي أضحى مشكلا حقيقيا بعاصمة البوغاز، سواء من حيث تهديد الغطاء الغابوي، أو كون البنايات التي تقام فوق مناطق غابوية في الأصل توجد بها تربة رخوة غير صالحة لتشييد التجمعات السكنية، وسط غموض يلف طريقة الترخيص للمنعشين العقاريين بإقامة بنايات فوق منحدرات وتراب رخو.
وتوصلت المصالح المختصة بطنجة بتقارير رسمية حول مخالفات عديدة للشركات المختصة في العقار، ودفع الأمر أخيرا بجماعة المدينة بعد توجيه من مصالح وزارة الداخلية، إلى هدم مشروع عقاري قرب غابة مديونة الموجودة بطريق أشقار الساحلي بطنجة، وذلك بعد أن تبين أن صاحب شركة عقارية قام بالتحايل على القوانين الجاري بها العمل والالتفاف على تصميم التهيئة، عبر الشروع في فتح عقار وسط غابة محلية، مما ينذر بتحويلها مستقبلا إلى ما يشبه حي سكني، وهو ما جعل السلطات الولائية تطلب تفاصيل عن هذه القضية، لتمنح أخيرا الضوء الأخضر لمصالحها بغرض رقابة صارمة والتعامل بحزم مع كل المخالفات ذات الصلة.
وللإشارة، فإنه منذ سنوات تم إدخال تعديل استثنائي على تصميم التهيئة بهدف فتح محيط المنطقة القريبة من هذه الغابة أمام التعمير، بعدما تقدم أحد المستثمرين بوعود بخلق مشاريع سياحية رائدة، وبناء إقامات سكنية نموذجية، وتوفير فضاءات رياضية، مع الإبقاء على نسبة عالية من الغطاء الغابوي والاقتصاد في المساحة المبنية التي لا يجب أن تتعدى نسبة 7 في المائة من المساحة الغابوية، إلا أنه بعد انطلاق الأشغال التي عرفت تعثرا في الإنجاز، تبين وجود عدم احترام تصميم التهيئة، وهو ما أدى إلى قيام السلطات بهدم عدد من الفيلات، من أجل التخفيف من كثافة البناء.