تواصل الأجهزة الأمنية بمختلف تلاوينها، بولاية أمن العيون وبمختلف المناطق الأمنية التابعة لها بجل المدن الجنوبية، عملياتها الأمنية الدقيقة لتفكيك شبكات الاتجار في البشر، والتي عرفت تناميا كبيرا في السنوات الأخيرة.
وقد انتقلت التدخلات الأمنية من محاربة شبكات الاتجار في البشر على مستوى سواحل المدن الجنوبية، واعتقال المنظمين والراغبين في الهجرة قرب مناطق الانطلاق نحو الإبحار، إلى ضرب هذه الشبكات في عمق المحلات والمنازل التي يستغلها المنظمون في الإعداد لعمليات التهجير.
آخر عملية، في هذا المضمار، تلك التي نفذتها فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن العيون، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الأحد الماضي، والتي مكنت من إيقاف شخصين يبلغان من العمر 37 و42 سنة، يشتبه في تورطهما في إعداد ورشة لصناعة القوارب المطاطية المخصصة لتنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية.
وقد جرى إيقاف المشتبه فيهما بمدينة العيون، حيث أسفرت عملية التفتيش التي أجريت بداخل ورشة يستغلانها عن حجز قارب مطاطي ومجموعة من الأدوات والمعدات والمواد الأولية التي تستعمل في تنظيم عمليات للهجرة السرية نحو جزر الكناري.
وخلال عملية تنقيط الموقوفين بقاعدة بيانات الأمن الوطني، أظهرت أن أحدهما له سوابق قضائية في عمليات تنظيم الهجرة السرية والاتجار في البشر انطلاقا من مدن شمال المملكة. وقد تبين بعد التنقيط الأمني أن هذا الأخير يشكل موضوع مذكرات بحث صادرة عن مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني بمدينة الحسيمة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية إجرامية مماثلة تتعلق بتنظيم الهجرة غير الشرعية.
وقد جرى الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن كافة ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا توقيف باقي المتورطين المفترضين في هذا النشاط الإجرامي.
واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن عددا من المدن الساحلية بالأقاليم الجنوبية، أضحت في الآونة الأخيرة منطلقا لعدد من الراغبين في الهجرة إلى جزر الكناري، خصوصا من قبل عدد من المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وقد أصبح عدد من هؤلاء المهاجرين يتنقلون بشكل مستمر بين عدد من المدن الساحلية بالأقاليم الجنوبية بحثا عن فرص للهجرة، حيث إن هناك شبكات كثيرة لتنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية تنشط بهذه المدن، يتصيدون الحالمين بالهجرة من مختلف الجنسيات، ويتحينون الفرص للانطلاق بحرا.
إلى ذلك، فقد أصبحت شبكات التهجير تعمل على صناعة قوارب مطاطية داخل بعض المنازل والمستودعات، وإعداد قوارب خشبية في عمق الصحراء بعيدا عن أعين الأمن والمخبرين، وما أن يتم الانتهاء من صناعة القارب حتى يتم نقله إلى أمكنة شاطئية غير محروسة للانطلاق نحو جزر الكناري.
العيون: محمد سليماني