شباط حضر مؤتمرا لحزب الاستقلال فانتهى بعراك مع أنصار ميارة وأتباع «بركة»
فاس: لحسن والنيعام
حضر حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، مساء يوم أول أمس (الخميس)، أشغال مؤتمر إقليمي للحزب بفاس، دعا إليه المكتب الإقليمي المساند له، وحضره المفتشون الإقليميون الموالون، فيما لم يحضره الأمين العام الحالي للحزب، نزار البركة الذي أوفد النقيب السابق، عبد الواحد الأنصاري، منسق الحزب بالجهة، لترؤس أشغاله التي عقدت تحت شعار: «من أجل حزب موحد ومستقبل واعد»، والإشراف على انتخاب كاتب إقليمي جديد لحزب «الميزان» بمدينة فاس.
وقاطع أعضاء مجموعة «التغيير» المساندة لنزار البركة، أشغال هذا المؤتمر الذي احتضنه مقر الحزب بـ«البطحاء» بفاس العتيقة، وقرروا عقد اجتماع لهم بالتزامن مع هذا المؤتمر، في قاعة للحفلات بطريق صفرو، ليس للاحتفال، ولكن للتعبير عما أسموه الغضب الذي يساورهم تجاه الوضع الذي آل إليه حزب الاستقلال بمدينة فاس، وعدم تدخل نزار البركة لوضع حد لهذه الأزمة، وذلك بالتدخل لحل الهياكل، وتكوين لجنة تشرف مؤقتا على تدبير شؤون الحزب بالمدينة، إلى حين إنضاج الشروط المناسبة لعقد المؤتمر وانتخاب مكتب إقليمي منسجم، ويتماشى مع خطاب التغيير داخل حزب «الميزان».
وفضل العمدة السابق للمدينة، حميد شباط، التزام الصمت وتجنب أخذ الكلمة، لكن عددا من المتتبعين المحليين رأوا في حضوره أشغال المؤتمر وجلوسه في المنصة، بمثابة مؤشر على تمسكه رفقة الموالين له بالبقاء في مناصب المسؤولية، وهو ما يتناقض مع تصريحات صحفية ذهب فيها إلى أنه قرر اعتزال السياسة.
وحرص أنصار شباط على إغلاق الأبواب والمنافذ المؤدية إلى القاعة التي احتضنت أشغال المؤتمر، وأشار خصومهم إلى أن هذه الإجراءات تدخل في إطار ما أسموه «الكولسة» لمنع وصول معارضين أقدموا بدورهم على مقاطعة المؤتمر الذي نعتوه بـ«المهزلة»، ودعوا نزار البركة إلى التدخل لإجراء التغييرات الداخلية الضرورية والمطلوبة، لكي يستعيد حزب الاستقلال البريق الذي فقده.
واضطرت اللجنة المكلفة بالإشراف على العملية الانتخابية إلى توقيف أشغال المؤتمر، بعدما دخل منتمون إلى نقابة الاتحاد العام للشغالين في المغرب، وأتباع الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، في مناوشات انتهت بالعراك، نتيجة إقدام بعض أنصار شباط على محاولة منع أنصار ادريس أبلهاض، الكاتب الإقليمي الحالي للنقابة، من حضور أشغال المؤتمر.
وكان أبلهاض اتهم، في الآونة الأخيرة، شباط بالتنسيق مع بعض معارضيه في الكتابة الإقليمية الحالية، للإطاحة به، وتم نقله إلى مصحة خاصة لتلقي الفحوصات والعلاجات بسبب ضربات قال إنها وجهت له من قبل غرباء تم استئجارهم لاقتحام نقابة الاستقلاليين. وأشارت المصادر إلى أن الكاتب الإقليمي للنقابة وأنصاره حرصوا على الحضور لأشغال هذا المؤتمر الإقليمي فقط من باب الانضباط للشرعية، لكنهم، في الوقت ذاته، عبروا عن رفضهم لعودة الرموز المحسوبة على شباط، ودعوا الأمانة العامة لحزب الاستقلال إلى التدخل بحزم لوقف ما يسمونه النزيف الداخلي الذي يهدد بتراجعات كبيرة إذا استمر الحال على ما هو عليه في الانتخابات القادمة.