شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

شاي موريتاني

 

 

 

حسن البصري

 

الشعراء لا يتبعهم الغاوون دوما، والشهداء ليسوا أنبياء دوما. لذا حين فازت موريتانيا، بلد المليون شاعر، على الجزائر، بلد المليون شهيد، خرج مليون مؤثر من الهواتف الذكية ليذرفوا دموعهم على هزيمة الجزائريين، دون أن يشيدوا بقوة الخصم.

قبل أن تبدأ المعركة التي دارت رحاها في مدينة بواكي الإيفوارية، برسم نهائيات كأس أمم إفريقيا، نشبت معركة كلامية بين الاتحاد الموريتاني لكرة القدم ونظيره الجزائري، حيث كذّب المسؤولون الموريتانيون الأخبار التي تناولتها الصحافة الجزائرية، حول «الدعم الخارجي المقدم للمنتخب الموريتاني من قبل دولة جارة قبل وأثناء «الكان»». والمقصود هنا المغرب.

ولأن التهم الجزائرية جاهزة لا تحتاج إلا لمن يهوى «البارطاج»، فقد ادعوا أن المغرب هو من تحمل نفقات إعداد وسفر المنتخب الموريتاني إلى كوت ديفوار، وأن القمصان والأمتعة الرياضية هبة من الجامعة المغربية.

وأصدر الاتحاد الموريتاني لكرة القدم بيانا استنكاريا شجب فيه الأنباء التي يدعي من خلالها الجزائريون بأن المغرب هو الراعي الرسمي لمنتخب «المرابطين»، والمكلف بنفقات المنتخب الموريتاني خلال فترة إعداده لكأس أمم إفريقيا، وأيضا خلال فترة إقامته، إذ شمل الدعم، حسب مزاعم الإعلام الجزائري، النقل الجوي والبري.

نفى الاتحاد الموريتاني هذه الأخبار التي تداولها الإعلام الجزائري والأجنبي على نطاق واسع، وقال في بيان رسمي: «إن الحكومة الموريتانية والاتحادية الوطنية لكرة القدم، تعتبران تمويل المنتخب الوطني في حله وترحاله مسألة سيادة لا نقاش ولا مساومة فيها».

وفي اليوم الموالي نشر الموقع الرسمي للاتحاد الموريتاني خبرين، الأول يتعلق بإقامة منتخب موريتانيا لكرة الصالات معسكرا تدريبيا في مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، تحضيرا للتصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا ضد الكاميرون. والخبر الثاني يخص المنتخب الوطني لأقل من عشرين سنة الذي بدأ تدريباته في المغرب، ضمن معسكر تحضيري يستمر حتى نهاية الشهر تتخلله وديات ضد منتخب الشباب المغربي. في هذا المعسكر سيتناول الموريتانيون الشاي الصحراوي في جلسة شاعرية، بعيدا عن صخب «الكان».

كانت الرسالة واضحة، وكان الرد في الميدان حين مني المنتخب الجزائري بخسارة أمام منتخب «المرابطين»، فابتلع جيراننا ألسنتهم وآمنوا بأن رصيدهم من مبررات المؤامرات قد أشرف على الانتهاء.

بعد تسجيل هدف موريتانيا في مرمى الجزائر، اختار لاعبو المنتخب الموريتاني الرد على المزاعم الجزائرية، بجلسة فوق العشب، ترمز إلى لمة حميمية لا تكتمل من دون حضور الشاي، إذ لا يخلو أي بيت موريتاني من ثلاث جلسات في اليوم لهذا «المشروب الروحي».

لا تتصوروا حجم الحرج الذي أصاب رئيس البرلمان الموريتاني الجنرال المتقاعد محمد ولد ميغيت، وهو في حضرة رئيس البرلمان الجزائري إبراهيم بوغالي، حين اعتقل المسؤول الموريتاني فرحة إقصاء الجزائر، وضاعت منه كلمات المجاملة.

أما مدرب منتخب الجزائر جمال بلماضي، فقد ركب صهوة الاتهام وبحث عن نصف مبرر للهزيمة، حين اتهم في الندوة الصحفية رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم بالتخابر مع الحكام.

ومن طرائف الانتصار الموريتاني، أن يبشر أستاذ جامعي موريتاني، وهو الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الإمام، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة في جامعة نواكشوط، طلابه حيث وزع خمس نقاط لكل واحد منهم، بعد فوز المنتخب الموريتاني على الجزائر.

وسبق للأستاذ الجامعي أن كتب في صفحته الرسمية على «فايسبوك»: «إذا فازت موريتانيا على الجزائر فسأبشر طلبتي في مادة أصول الفقه بهدية شاملة وعامة، يصل مقدارها إلى خمس نقاط تعم الجميع، زيادة على ما تحصلوا عليه من جهدهم في الامتحان»، بمعنى أن الطالب الحاصل على 18 نقطة من أصل عشرين ستضاف إلى رصيده خمس نقاط، ليتحصل على تنقيط جديد قدره 23 نقطة على 20.

في انتظار بيان جزائري يطعن في الهدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى