مصطفى عفيف
في ظل الظرفية الحالية، المتسمة بانخفاض حاد في الموارد المائية على المستوى الوطني، دخلت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة وسيدي بنور، بتنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية، مرحلة جديدة لتطبيق حالة الطوارئ المائية الناجمة عن التغيرات المناخية، وتراجع التساقطات المطرية التي أثرت بشكل ملحوظ على الفرشة المائية وحقينة السدود، وذلك من خلال إعلان الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة وسيدي بنور عن اضطرارها إلى قطع التزويد بالماء الشروب على مستوى إقليم سيدي بنور، وهو القرار الذي يشمل كلا من الجماعات الترابية سيدي بنور – الزمامرة – الغنادرة – العطاطرة – المشرك – أولاد سبيطة – الغربية – الوليدية، وهو القرار الذي سيطبق خلال شهر رمضان المبارك يوميا، وذلك ابتداء من الساعة السادسة صباحا الى حدود الساعة الثانية بعد الزوال، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء لدى سكان المناطق المشمولة بقرار قطع الماء.
ويأتي هذا، بحسب بلاغ الوكالة المستقلة، في إطار التدبير المعقلن للموارد المائية المتاحة حاليا والمحافظة عليها، قصد ضمان تزويد ساكنة سيدي بنور والمدن المجاورة بالماء الشروب. وتم لهذا الغرض وضع فرق عمل، من أجل تأمين التزويد بالماء الشروب، بحسب البرنامج الذي جرى وضعه، في حين وجهت الوكالة المستقلة نداء إلى المواطنين، من أجل المساهمة في ترشيد استهلاك الماء الشروب واستعماله بشكل مسؤول ومعقلن.
وكان سكان المنطقة قد دقوا ناقوس الخطر، قبل أشهر قليلة، بسبب الوضعية الكارثية التي توجد عليها القناة المائية (السقاية) التي تخترق إقليم سيدي بنور عبر منطقة الزمامرة، والتي تعتبر مصدرا رئيسيا لتزويد عدد من سكان المناطق المحيطة بها بالمياه الصالحة للشرب، بعد معالجتها بمحطة المعالجة التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء الصالح للشرب، والتي أصبحت عبارة عن مستنقع للمياه الراكدة، بعدما باتت هذه السقاية تشكل خطرا على صحة السكان، بفعل وضعيتها الحالية، حيث غدت تجمعا للنفايات البلاستيكية وجثث بعض الحيوانات النافقة التي يتم رميها بالسقاية، التي يستعمل سكان الدواوير المجاورة مياهها للشرب دون تعقيم، في غياب دور الجهات المسؤولة المتمثلة في السلطات الإقليمية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، باعتباره الجهة الوصية على مياه السواقي.
وكانت الفعاليات نفسها فضلت منصة التواصل الاجتماعي »فيسبوك«، لإيصال صوتها إلى الجهات المسؤولة، قصد التدخل لحماية سقاية المياه الرئيسية لتزويد السكان بالماء الصالح للشرب من التلوث، والاستغلال غير القانوني لمياه السقاية في سقي عشرات الأراضي الفلاحية القريبة منها، حيث يعمد بعض الأعيان والنافذين إلى استعمال مضخات ومحركات لجلب المياه من السقاية وتحويلها إلى أراضيهم الفلاحية.