سيجارة عيد الميلاد
كان كل حديثه عن الطبقة البروليتارية بلابلابلا… واستنجاده بكلاسيكيات الماركسية، مثقلا رأسي بأحلامه حول مستقبل لا طبقي/ لا يجيد ربط حذائه فكنت أتولى المهمة النضالية الحذائية/ بعلي الذي يخال نفسه ميشال روكار، مرددا كل ثانية عند كل نشاط يومي لازمة: «إن زمن الرداءة هذا لا يلغي نبوءة مستقبل لا طبقي، عاش ماركس ومات التوحش.»
حتى صور صديقاته الجميلات لم تسلم من التعليق: «دمنا للنضال رفيقاتي»، ألا ترى عزيزي الكاماغاد الجانب الشاغموني من صور صديقاتك؟
طبعا لم يسلم السرير هو كذلك من تطفل ماركس، وإرنست ماندل، وكوارث غورباتشوف.
انزعجت كل الوقت من إقحامهم جميعهم بوسادتي.
عنّف العنف الثوري حميميتنا وقصفت الحرب الباردة دفء السرير.
يا عزيزي الكاماغاد لم أرد يوما حربا ساخنة، أو باردة، أردت فقط دفئا جميلا، وسطيا، معتدلا، بعيدا عن تطرف درجات الحرارة والسياسات.
أردت أن نتحدث ولو لمرة واحدة عن الموسيقى مثلا.. عن الفن التجريدي، عن بيكاسو.. عن الرياضة السخيفة.. عن الشعر.. عن الميثولوجيات.. عن قطي ميمي.. وفقط، دون التفرُّع أكثر حتى لا نجدنا نعود إلى كوبا وتشي غيفارا وباتيستا…
كنت كل يوم أنتظر «الموت السريري» الذي لم يكن ليتسبب لي فيه توحش الرأسمالية قط ..
أردت يا عزيزي الكاماغاد يوما واحدا لا تاريخيا، لا قوميا ولا أمميا، أردت أمسية واحدة خالية من كل الفلسفات.
عزيزي الكاماغاد أنت تقول بتوزيع عادل للثروات، لكنني أفضل إعادة توزيع عادل للثورات كونها لم تنجب لنا غير جنس متصلبي الدماغ مثلك، في زمن هدمت فيه كل النظريات.. أي فونطازم نوستالجي بطولي ما زلت تبحث عن تحقيقه!
كان استنتاجي الوحيد من كل تنظيراتك، هو أن جهازك العصبي المركزي بحاجة إلى تدمير شامل وكلي، وليس تلك الطبقة التي تراها مستبدة ومتوحشة وتمارس اللصوصية عليك وعلى العالم.
سأجرب عزيزي الدوغما سيجار غيفارا، وأنفث ذكرى عيد ميلادك الثلاثين، التي تمنعك قضاياك الكبرى الكبرى من تذكره..