بعد حكم قضائي وتقرير للداخلية يرصد البنايات العشوائية بالمدينة
محمد وائل حربول
علمت «الأخبار» من مصدر مطلع أن تقريرا تم إنجازه من قبل لجنة مخصصة لمتابعة البناء العشوائي بمراكش، حرك السلطات المحلية بالمدينة، حيث شمل هذا التقرير عددا من المناطق التي استقطبت هذا النوع من البناء، والمناطق التي استفحل فيها، إضافة إلى المناطق القديمة التي يجب التعامل معها وإنهاؤها في أقرب وقت، إذ كانت من ضمنها منطقة دوار إيزيكي الشهيرة بالمدينة الحمراء، حيث عملت السلطات المحلية بها على بدء إجراءات تهم هدم حوالي 20 دكانا عشوائيا.
واستنادا إلى المعلومات التي توصلت بها الجريدة في هذا الصدد، فقد قامت السلطة المحلية بالمنطقة، بقيادة قائد الملحقة الإدارية الموجودة بدوار إيزيكي، بإبلاغ المهنيين، أول أمس الاثنين، باتخاذ إجراءات صارمة في حقهم، تتمثل في ضرورة إفراغهم للمحلات الكبيرة التي يتخذونها كدكاكين بالقرب من أشهر الأسواق بمدينة مراكش، والتي تعرف رواجا اقتصاديا كبيرا، حيث تم إخبار أصحابها بأن السلطات ستشرع في تنفيذ عملية الهدم بالمنطقة، وذلك وفقا للحكم القضائي السابق في حقها، ولإعادة تأهيل المكان الذي أصبح يقع وسط منشآت عصرية وعدد من المناطق السكنية، التي لا تحتوي على البناء العشوائي.
وحسب المعلومات نفسها، فإن هذه الدكاكين تم إنشاؤها مع نهاية الثمانينات وبداية عقد التسعينات، حيث توسعت بشكل كبير لتشمل حوالي 20 دكانا، توسعت بكاملها بالمنطقة وصارت أحد الأماكن الاقتصادية الأكثر رواجا بمقاطعة المنارة، وهو الشيء الذي دفع بأصحابها إلى الاحتجاج على هذا القرار الذي اعتبروه مجحفا في حقهم من جهة، واعتبروه يضرب ما بنوه من سمعة وعمل لثلاثة عقود من جهة أخرى، موضحين أن هدم هذه الدكاكين سيتسبب في تشريد عشرات الأسر.
وفي هذا السياق، أكد المصدر ذاته أن سلطات المدينة الحمراء ستواصل خلال الأيام القليلة المقبلة، العمل على إخراج كل الموجودين بالمحلات المذكورة، في أفق هدمها، تنفيذا لما حمله تقرير اللجنة، وتنفيذا للحكم القضائي الصادر في حقها. كما أشار المصدر نفسه إلى أن سلطات مراكش ستعمل على هدم مجموعة من البنايات العشوائية بمقاطعة المنارة، خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك بعدما توسعت رقعة البنايات العشوائية بداخل أكبر مقاطعات المدينة.
وكانت مجموعة من المناطق بعاصمة النخيل، خاصة بمقاطعة سيدي يوسف بن علي قد شهدت حملات، خلال الأيام القليلة الماضية، ضد البنايات العشوائية الموجودة بها، سيما المنطقة القريبة من «واد إيسيل»، والتي عرفت ظهور عدد من البنايات العشوائية بتورط من مجموعة من السماسرة، الذين يقومون بمنح بقع أرضية عبارة عن أكواخ لعدد من المهتمين، قبل تحويلها إلى بنايات عشوائية في منطقة تعد من بين أخطر المناطق بمراكش.