شنت السلطات المحلية بطنجة منذ بحر الأسبوع الماضي، حملة ضد البناء العشوائي بعدة مناطق بالمدينة وضواحيها، أبرزها منطقتا الهرارش والشجيرات، بعدما ظهرت العشرات من المباني في ظروف غامضة، بعض منها خلال فترة انشغال الجميع بكأس العالم للأندية لكرة القدم.
وحسب بعض المصادر، فقد استبقت السلطات عملية الهدم بتصفية شاملة لملفات سلالية، وذلك لقطع الطريق أمام المتربصين بالعقارات المحلية، على اعتبار أن المناطق المذكورة تعتبر الأقرب إلى المدار الحضري للبوغاز، وبالتالي أصبحت العقارات تزحف نحوها. وأعطيت أوامر صارمة إلى السلطات المحلية بالتعامل بحزم مع مثل هذه البنايات، وهدمها في الحين، مع إرسال تقارير شاملة ودقيقة عن هذه الملفات إلى السلطات الولائية، حيث ينتظر تحويلها إلى النيابة العامة المختصة لتقول العدالة كلمتها في الموضوع.
واستبقت السلطات المحلية هذه العملية، بتصفية شاملة لجميع الملفات العقارية المرتبطة بالأراضي السلالية والتابعة للملك العمومي بمنطقة الهرارش بطنجة، عقب توصلها بتقارير ميدانية من لدن مصالحها الإدارية المحلية، والتي تكشف بعض الهفوات التي يستغلها بعض المتلاعبين طيلة العقود الماضية، ووصل الأمر إلى تشييد عقارات فوق الأودية. وقامت هذه السلطات بتصفية شاملة، بناء على هذه التقارير التي وضعت أمامها، كما توصلت بها أيضا مصالح إدارة المياه والغابات، حيث تم العمل على الفصل في النزاعات بين السلاليين، وتحديد الملك الغابوي بشكل صارم، لقطع الطريق أمام المتربصين بالعقارات المحلية.
وتبين للسلطات وجود عمليات استحواذ بعض الأفراد على معظم أراضي الجموع التي تقدر بمئات الهكتارات، وهي مشمولة بثلاثة مطالب للتحفيظ من طرف الجماعة السلالية، بل تمتد هذه العمليات إلى معظم الأراضي السلالية المغطاة بالغابة على صعيد مداشر فدان شابو، وبني مجمل، والهرارش.
وجدير بالذكر أن السلطات المحلية التي توجد منطقتا الهرارش والشجيرات في نفوذها الترابي سبق وأن تلقت تعليمات ولائية، وذلك بغرض وقف عملية الترخيص للبناء بهاتين المنطقتين، مباشرة بعد ورود تقارير حول استفحال التجزيء السري وفي قلب الأودية أحيانا.
طنجة: محمد أبطاش