مصطفى عفيف
تعيش الجماعة الترابية أولاد فارس بسطات حالة احتقان، منذ أيام، بسبب تمرير كراء عقار عبارة عن أرض تابعة للجماعة السلالية أولاد بلكاسم الحلة إلى أحد الأشخاص النافذين لا تربطه أية علاقة مع ذوي الحقوق، بحسب مصادر مطلعة أشارت إلى عدم إخبار أو موافقة (السلاليين). وهو الوضع الذي عجل، أول أمس، بحلول أزيد من 100 عنصر من القوات العمومية المشكلة من الدرك الملكي والقوات المساعدة، في إنزال غير متوقع، لتأمين عملية ترسيم حدود القطعة الأرضية المتنازع عليها بين ذوي الحقوق والمكترين، الأمر الذي اعتبره ذوو الحقوق بالجماعات السلالية ترهيبا وتخويفا من السلطات الإقليمية التي قامت بالإشراف على العملية، بالرغم من الرسائل التي وجهها المعنيون إلى عامل إقليم سطات، من أجل التدخل لوقف مسطرة الكراء.
عملية كراء أرض سلالية لغير ذوي الحقوق ودون استشارتهم عجلا بخروج 11 مستشارا بالجماعة الترابية أولاد فارس الحلة، والذين هم من ذوي الحقوق بالأراضي السلالية، لتقديم استقالتهم من المجلس الجماعي أولاد فارس الحلة، في خطوة احتجاجية على السلطات الإقليمية والمحلية التي عجزت (بحسب وثيقة الاستقالة) عن وقف عملية الكراء، ودون أخذ شكايتهم بعين الاعتبار، خاصة وأن العقار المعني كان موضوع ترافع من طرف رئيس المجلس الجماعي، من أجل إنجاز مشروع فلاحي لأشجار الزيتون على مساحة تناهز 500 هكتار، في إطار ما يعرف بالتنمية المستدامة أو التنمية الصديقة للبيئة.
وكشفت وثيقة الاستقالة الجماعية التي توصلت «الأخبار» بنسخة منها، أن لوائح ذوي الحقوق التابعين للجماعة السلالية شابتها مجموعة من الخروقات والتدليس، فضلا عن حذف عدد من ذوي الحقوق دون مانع قانوني، بمن فيهم أحد النواب الذين أشهدوا على صحة اللوائح.
كما استنكر المستشارون الجماعيون بعض المحاولات التي يقوم بها أحد البرلمانيين، من أجل الإسراع في عملية حرث تلك الأراضي، وهو ما جعل المحتجين يعتزمون تنظيم مسيرة احتجاجية من مقر الجماعة صوب مقر عمالة الإقليم.