عاش المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب- قطاع الكهرباء حالة استنفار قصوى، طيلة يوم الثلاثاء الماضي، وذلك عقب انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة طانطان بالكامل.
واستنادا إلى المعطيات، فإن التيار الكهربائي انقطع عن جميع أحياء المدينة ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال، واستمر الانقطاع إلى حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، فيما عاد إلى بعض الأحياء قبل هذا التوقيت بشكل متفاوت.
وخلف هذا الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي حالة استياء في صفوف السكان، وأصحاب المحلات التجارية، خصوصا أولئك الذين تقوم تجارتهم على استعمال المبردات الكهربائية وغيرها. كما تأثر بهذا الانقطاع عدد من الحرفيين الذين تعتمد حرفهم على التيار الكهربائي. وما زاد من حالة الاضطراب التي عاشها سكان طانطان، غياب أي تواصل للإدارة المحلية للمكتب الوطني للكهرباء، سيما وأن مدة انقطاع التيار الكهربائي كانت طويلة جدا، مما أوقع السكان في حيرة من أمرهم عن أسباب ذلك، ومدة استمراره.
وليست هذه المرة الأولى التي تعرف فيها طانطان انقطاعا للتيار الكهربائي، بل لا يكاد يمر أسبوع دون أن يتوقف تزويد حي من أحياء المدينة بالتيار الكهربائي، غير أنه لم تكن مدة الانقطاع تصل إلى هذا الطول بهذا الشكل، حيث تعطلت حياة السكان والمهنيين، وتوقفت خطوط الاتصال لبعض الوقت، وظل الناس في حيرة من أمرهم.
وما أن أرخى الليل سدوله، حتى انغمست عدة أحياء بطانطان في ظلام دامس، وبدأ الخوف يتسلل إلى كل من كان حينها في الشوارع والأزقة. وما أن استمر الوضع على ما هو عليه، حتى خلت الشوارع والأزقة من مرتاديها، رغم أن أغلب السكان لا يخرجون إلى الشوارع للتبضع إلا في المساء. كما قام عدد من أصحاب السيارات الذين يركنون مركباتهم في الشوارع، بإخلاء هذه المواقع خوفا من أي حالة محتملة للفوضى أو أي مكروه قد يعترضهم.
في المقابل استغل بعض التجار الفرصة، حيث ما أن اكتشفوا ارتفاع الطلب على الشمع من أجل استعماله في الإنارة المؤقتة، حتى رفعوا من سعره أضعافا كثيرة، فيما ظل البعض يتنقل بين المحلات بحثا عن الشمع الذي لم يعد له حضور كبير في المدن، والذي اختفى ليلة أول أمس.
وبحسب المعطيات، فإن الشبكة الكهربائية بمدينة طانطان في حاجة إلى إعادة تأهيل جديد، ذلك أن بعض الأحياء تقادمت شبكتها، وأصبحت كثيرة الأعطاب، كما أن بعض الأحياء في حاجة إلى محولات كهربائية جديدة من أجل تخفيف الضغط عن المحولات الموجودة فيها، والتي لم تعد قادرة على تحمل قوة الربط المستعمل حاليا. وحلت، أول أمس، بطانطان فرق تقنية للتدخل السريع تابعة للمكتب الوطني للكهرباء، من أجل إصلاح العطب.
طانطان: محمد سليماني