يشتكي عشرات المواطنين بمدينة سلا من ارتفاع مهول لفواتير الماء والكهرباء، محملين الشركة المكلفة بالتدبير المفوض لقطاع توزيع الماء والكهرباء، بالرباط وسلا وتمارة، مسؤولية أي زيادة غير قانونية في أسعار تلك المواد والخدمات.
وطالبوا بمراجعة فواتير استهلاكهم التي توصلوا بها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، حسب المحتجين الذين اعتبروا أن الأرقام المحددة بخصوص استهلاكهم غير سليمة وأن المبالغ المحددة في تلك الفواتير «مرتفعة بشكل غير منطقي»، مستنكرين ما اعتبروه «جشع» شركات توزيع الماء والكهرباء، حسب الغاضبين الذين أشاروا إلى أن بعض الفواتير الخاصة بشهر أكتوبر ونونبر وصلت لدى البعض إلى أزيد من 500 درهم ، وأضافوا إلى أن «المصالح الإدارية للشركة المكلفة بالتدبير المفوض وعدة بمراجعة قراءة العدادات بخصوص الفترة السابقة وهو الأمر الذي لم يحصل».
في هذا السياق، حملت عشرات الجمعيات بالمجتمع المدني، بمدينة سلا، مسؤولية الوقوف على معالجة مشكل الارتفاع الكبير لفواتير الماء والكهرباء، خلال الأشهر الأخيرة، لمجلس الجماعة المنتخب من طرف الساكنة، مطالبة بالوقوف على واقع وطبيعة الخدمات التي تقدمها شركة التدبير المفوض، من أجل معالجة اختلالات من هذا القبيل، ومنع هذا «التسيب المنجلي في ارتفاع أسعار مرفق مهم هو الماء والكهرباء». وأشارت الجمعيات الموقعة إلى أن «المجالس المحلية والمنتخبة هي المطالبة بالتدخل من أجل معالجة هذه الاختلالات التي تأتي في ظرفية مرتبطة بالأزمة المالية المترتبة عن انتشار وباء كورونا والفترة السابقة من الحجر الصحي».
وأشار عبد الله شفيق رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن كرامة المواطن فرع سلا، في تصريح لـ «الأخبار» إلى أن «الجمعية توصلت بعدد كبير من الشكايات لمواطنين يستنكرون فيها غلاء فواتير الماء والكهرباء ويطالبون بتسوية الوضعية ومعالجة مشاكل الفواتير المتعلقة بالشهور الثلاث الماضية»، مضيفا أن «هيئات المجتمع المدني في مدينة سلا أصدرت بيانا للجهات الوصية وقررت الترافع على الملف في ظل غياب غير مبرر وصمت غير معقول من طرف المنتخبين في مجلس المدينة».
في المقابل، نفى متحدث من شركة التدبير المفوض للماء والكهرباء بسلا «ريضال»، أن تكون فواتير التزود بالماء والكهرباء قد شهدت ارتفاعا في الأشهر الأخيرة، موضحا أن «نسبة الاستهلاك قد ارتفعت لدى عدد من الأسر، وبالخصوص للكهرباء، ما انعكس على ارتفاع الفواتير»، حسب المتحدث، الذي أشار إلى أن «عددا من الأسر بدأت تقبل على استعمال الآلات الكهربائية كالسخانات والأفران وغيرها، وهو ما يؤدي إلى الارتفاع المتزايد للاستهلاك»، حسب المتحدث الذي دعا إلى «ترشيد استهلاك الماء والكهرباء».
النعمان اليعلاوي
