شوف تشوف

الرئيسية

سعيدة أرملة المهدي فاريا التي أجبرته على اعتناق الديانة الإسلامية

بصم المدرب البرازيلي فاريا بقوة في سجل كرة القدم المغربية، فمنذ أن وطأت قدماه المغرب سنة 1983، تحول الرجل إلى أسطورة من أساطير التدريب بعد أن تمكن من قيادة الكرة المغربية للظفر بأول لقب في تاريخها، حين مكن الجيش الملكي من الفوز بلقب البطولة الإفريقية سنة 1985، في أول إنجاز قاري في تاريخ الأندية المغربية، وبعد سنة قاد المنتخب المغربي إلى عبور تاريخي نحو الدور الثاني من نهائيات كأس العالم بالمكسيك.
تزوج المهدي بفتاة سوسية تدعى «سعيدة»، بعد أن أجبرته على اعتناق الإسلام ورزق منها ببنت وولد: «لينا» التي تدرس في إحدى المدارس العليا بالرباط، و«يوسف» الذي اختار تخصص النقل الدولي. عاش الرجل في نهاية حياته ظروفا صعبة بعد أن توقف عن التدريب على مستوى النخبة، واكتفى بمنصب مؤطر بمدرسة التكوين التابعة لفريق الجيش الملكي وهو المنصب الذي كان يسبب له ألما نفسيا، خاصة على المستوى المادي، لأنه كان يتقاضى 2000 درهم شهريا، رغم ما راكمه من تجربة غنية في ميادين الكرة.
عاش الزوجان حالة انفصال عميقة، حين قست الأيام على مدرب المنتخب المغربي السابق واضطرته للإقامة «الجبرية» رفقة ابنه، بعيدا عن العاصمة الرباط، حين اكترى شقة في القنيطرة قريبا من صديقه اللاعب السابق للمنتخب نور الدين البويحياوي الذي أصبح رفيق درب جوزي في السنوات الأخيرة من حياته. وحين استبد به المرض طلبت زوجته من أصدقائه إقناعه بالعودة إلى مسكنها في حي أكدال، وهو ما تم ليلفظ أنفاسه في عش الزوجية ويدفن في مقبرة «الشهداء».
قبل أن يحط فاريا الرحال بالمغرب ارتبط بالمشهد الكروي في قطر، هناك كان مسؤولو النادي الذي أشرف على تدريبه يحدثونه عن الإسلام وتسامحه ومميزاته، لكن المدرب لم يتأثر بذلك الخطاب. «قام أحد الأمراء بإعطائي مبلغا ماليا مقابل اعتناق الإسلام لكنني رفضت»، يقول جوزيه.
أثناء استقراره بالمغرب، انتبه فاريا إلى أن الدين يتم إدراكه بشكل مختلف وتتجسد داخله مظاهر تسامح الإسلام بكافة المعاني، ودون مال أو ضغط، فاتخذ قرار أن أصبح مسلما. «لا أخفي أنه خلال تلك المرحلة التقيت مغربية أصبحت في ما بعد زوجتي وأم أبنائي وهو ما عزز كثيرا هذا الاختيار»، يضيف المدرب الذي استبدل اسم جوزي بالمهدي.
تساءل كثير من رفاق درب المهدي عن سر عدم حصوله على الجنسية المغربية إسوة بالمدرب الفرنسي هنري ميشال، بعد إنجازاته رفقة «أسود الأطلس»، بقرار من الملك الحسن الثاني. لكن المهدي أكد أن المانع وراء عدم حصوله على الجنسية المغربية، هو كونه موظفا متقاعدا لدى الشركة البرازيلية لاستغلال النفط ويتقاضى معاشا للتقاعد ولكي يستمر الوضع كان ملزما بالاحتفاظ بجنسيته البرازيلية.
اقترح الملك الراحل الحسن الثاني تجنيس المدرب البرازيلي، أثناء حفل استقبال في قصر فرساي في باريس، وأثناء عودة فريق الجيش من غينيا، متوجا بكأس إفريقيا للأندية البطلة.. هناك وزع الملك قطع شوكولاته على كل لاعب، وبعد أن هنأ الوفد على الإنجاز الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية، قال لفاريا: «إنك مواطن فخري مغربي»، ودعاه إلى مكتبه ليسلمه مبلغا ماليا في ظرف، قال فاريا حينها إنه جاء بناء على ملتمس للملك باقتناء منزل في ريو دي جانيرو.
حينما كان الحسن الثاني يستدعي فاريا للتشاور حول المنتخب في لقاءات غالبا ما تتم في مسالك الغولف الملكي بدار السلام بالرباط، كان السؤال الكلاسيكي للملك: «هل اندمجت في المجتمع المغربي بشكل نهائي؟»، في إشارة إلى اعتناقه الديانةَ الإسلامية وزواجه من مغربية.
لم يقطع فاريا الصلة بالبرازيل، فله ابن هناك من زوجته الأولى ظل يتردد عليه، بعد أن ضاق به الحال والمآل، وأصبح زبونا دائما للأطباء، كما أنه كان يشعر بالغبن حين يستحضر درجة الجحود التي قوبل بها من طرف جامعة كرة القدم أو من طرف إدارة الجيش الملكي التي كانت ترصد له مبلغا هزيلا قدره 2000 درهم شهريا، وهو راتب مستفز يضمن به بالكاد الاستمرار في الحياة.
عاش الرجل في نهاية حياته منفصلا عن زوجته في شقة بمدينة القنيطرة، تؤدي إيجارها مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، قبل أن تقرر الزوجة لمّ الشمل وإعادته إلى شقته في حي أكدال، هناك لقي المهدي ربه مكسور الوجدان بسبب الجحود الذي عاشه من طرف لاعبين صنع مجدهم فأداروا ظهورهم له، بل إن الكثير منهم لم يكلفوا أنفسهم عناء تقديم عبارات العزاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى