الأخبار
حسمت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، مساء أول أمس الخميس، ملف اغتصاب السائحة الأجنبية بشاطئ الرباط من طرف شخصين أولهما مدرب في رياضة «الجيت سكي» بشاطئ الرباط، حيث أصدرت الهيئة أحكامها القضائية في حق المتورطين في هذه الفضيحة التي هزت العاصمة الرباط، قبل سنة، وبلغت في مجموعها ست سنوات سجنا، موزعة بين أربع سنوات حبسا نافذا في حق المتهم الرئيسي، وهو مسؤول عن ناد للرياضات البحرية بشاطئ الرباط، وسنتين حبسا نافذا لصديقه، ووجهت لهما المحكمة تهمة الاغتصاب وتقديم مواد مخدرة مضرة والمشاركة في الاغتصاب.
وكانت الهيئة نفسها اضطرت، قبل أسبوعين، إلى تأجيل الحسم في ملف المتابعين في هذه القضية، تفاعلا مع ملتمس الدفاع من أجل الاطلاع على نتائج الخبرات الطبية التي أنجزت في الملف، بأمر من النيابة العامة المختصة.
ومثل المتهمان الرئيسيان، خلال الجلسة الماضية، أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، ويتعلق الأمر برئيس جمعية ركوب الأمواج بشاطئ الرباط وصديقه، حيث شرع رئيس الهيئة في استنطاقهما، قبل أن يتقدم ممثل الحق العام بتقريرين يتعلقان بالخبرات العلمية المنجزة في الملف، ما اضطر دفاع المتهم الرئيسي إلى طلب مهلة للاطلاع على مخرجات ونتائج التقريرين، ليعلن رئيس الهيئة عن تأجيل حسم الملف الذي تم تجهيزه للحكم، أول أمس، حيث أدانت الهيئة المتهمين بالحبس النافذ.
وتعود أطوار هذه القضية إلى نونبر من السنة الماضية، حيث أحالت فرقة الأخلاق العامة التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، الشخصين المتهمين باغتصاب فتاة أجنبية بعد تخديرها، أحدهما يشغل مهمة رئيس إحدى الجمعيات المتخصصة في ركوب الأمواج بشاطئ الرباط.
وحسب معطيات دقيقة كانت «الأخبار» انفردت بنشرها، جرى إيقاف المتهمين بالمدينة العتيقة بالرباط ومدينة سيدي سليمان، حيث عرضا على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، من أجل الاستماع لهما تمهيديا قبل إحالتهما على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها ملتمسا منه إخضاعهما لتحقيقات تفصيلية في حالة اعتقال، وقرر قاضي التحقيق إيداعهما سجن تامسنا من أجل المتابعة بتهمة الاغتصاب وتخدير شخص بمواد مضرة بالصحة واستهلاك مواد مخدرة والمشاركة في ذلك.
وحسب المعطيات نفسها، فإن المتهم الرئيسي، وهو مسير جمعية رياضية مدرسية لركوب الأمواج بشاطئ الرباط، استغل تردد الطالبة الأجنبية المتحدرة من إحدى الدول الأوروبية على شاطئ الرباط الجميل للاستمتاع برياضة ركوب الأمواج، حيث قام بمنحها مخدرا وصف بالخطير سهل عليه ارتكاب جريمته الشنعاء، حيث عمد إلى تعريضها للاعتداء الجنسي بمرأب السيارات بشاطئ الرباط، في الساعات الأولى من الصباح، بعدما جرها لقضاء سهرة ماجنة برفقته وبحضور صديقه المتهم الثاني الذي قام بنقلهما إلى أحد الملاهي الليلية.
ووفق المعطيات نفسها، صرحت الفتاة الضحية أنها لم تتذكر تفاصيل الواقعة بحكم أنها كانت تحت تأثير المخدر الذي تجرعته دون إدراك منها، قبل أن ينكشف أمرها، صباح اليوم الموالي، من طرف زميلاتها بإحدى المؤسسات التي تشتغل بها، ما دفع مسؤولي المركز الذي تشتغل به إلى عرضها على طبيب مختص أكد تعرضها لتخدير قوي مرفوق باعتداء جنسي.
وحسب مصادر موثوق بها، استنفرت شكاية المتهمة الأجنبية كل الأجهزة الأمنية بالرباط، خاصة بعد حضور عائلتها فورا من الخارج، قبل أن تتمكن الشرطة القضائية، وتحديدا فرقة الأخلاق العامة، بتنسيق مع الوكيل العام من إيقاف المتهمين في ظرف قياسي وعرضهما على النيابة العامة، بعد وضعهما رهن الحراسة النظرية وإخضاعهما لأبحاث تمهيدية أكدت تفاصيل الفعل الجرمي، وهي التفاصيل التي عززها تقرير طبي رسمي كشف عن تعريض الفتاة الأوروبية للاعتداء الجنسي بعد تخديرها بمخدر ضار بالصحة، وذلك وفق التهم المنسوبة إلى المتهمين.