شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

سانشيز يتعهد بمساعدات بقيمة 3.76 مليارات أورو للمتضررين من فيضانات فالنسيا

مسيرات احتجاجية تطالب باستقالة الحكومة المحلية بسبب سوء تدبيرها لكارثة «دانا»

تعهد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بمساعدات تبلغ قيمتها 3.76 مليارات أورو للمتضررين من الفيضانات بمنطقة فالنسيا، وطرح إجراءات مفصلة لإعادة الإعمار. يأتي ذلك فيما لا يزال الغضب يجتاح سكان المدينة، وذلك بسبب طريقة تعامل السلطات المحلية مع الفيضانات التي أودت بحياة 220 شخصا، ولا يزال أكثر من 80 شخصا آخرين في عداد المفقودين. فبعد أن رشقوا الملك الإسباني وزوجته بالطين، أصبحوا يطالبون باستقالة رئيس إقليم فالنسيا، الذي يعتبرونه المسؤول الأول عن سوء تدبير هذه الكارثة من وجهة نظرهم.

مقالات ذات صلة

 

 

 

///////

 

 

 

تظاهر عشرات الآلاف في مدينة فالنسيا بشرق إسبانيا، احتجاجا على إدارة السلطات المحلية لكارثة الفيضانات المدمرة التي أودت بحياة أكثر من 220 شخصا في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في أوروبا منذ عقود.

وفي أحدث المظاهرات بسبب الفيضانات، توافدت الحشود على وسط مدينة فالنسيا، للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة الإقليمية كارلوس مازون، وهتفوا: «قتلة!».

وكُتب على إحدى اللافتات: «أيادينا ملطخة بالطين وأياديكم ملطخة بالدماء».

 

سهيلة التاور

 

يتهم سكان المناطق المتضررة رئيس السلطة التنفيذية الإقليمية كارلوس مازون، العضو البارز في الحزب الشعبي (حزب المعارضة اليميني الرئيسي)، بالتأخر في إصدار التحذير يوم 29 أكتوبر الماضي، بعد وقت طويل من تدفق المياه إلى كثير من البلدات والقرى القريبة.

وتركزت مطالب المحتجين على استقالة رئيس إقليم فالنسيا، كارلوس مازون، حيث رفعوا لافتات تحمل عبارة «مازون ديميسيو» وتعني «مازون استقل».

وقالت أنا أوليفر، رئيسة إحدى الجماعات التي نظمت الاحتجاج وعددها 30 جماعة: «نريد أن نعبر عن سخطنا وغضبنا إزاء الإدارة السيئة لهذه الكارثة، التي أثرت على عدد كبير من الناس».

وفي نهاية الاحتجاجات، اشتبكت مجموعة من المتظاهرين مع الشرطة الوطنية وسط المدينة، وتم إلقاء بعض المشاعل والطين، والذي حدث بعد بدء المسيرة، الأمر الذي استدعى تدخل وحدات مكافحة الشغب التابعة للشرطة الوطنية.

كما قاموا بإلقاء الطين والطلاء على قصر، مقر الحكومة الإقليمية، والذي تم أيضا رسم العديد من الكتابات على جدرانه ووضع عدد من اللافتات.

وفي فالنسيا، أصبح شعار «الشعب وحده ينقذ الشعب» شائعا، بعد مبادرات التضامن التي ظهرت للتعويض عن إخفاقات السلطات.

واستغلت المعارضة اليمينية هذه النقطة لانتقاد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، واتهمته بالتسبب في غرق المنطقة وعدم تحمل مسؤوليته كزعيم من خلال السيطرة على الوضع.

ويؤكدون من الحكومة أن هذا ليس الوقت المناسب للبحث عن الجناة، وأنهم سَيُقَيِّمُونَ مسؤوليات كل جهة فاعلة في الإدارة.

 

بيدرو سانشيز يتعهد

تعهد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بإجراء «نقاش سياسي» حول إدارة الكوارث، بعد فيضانات مدمرة في إسبانيا، أواخر أكتوبر الماضي، لكنه أكد أن الأولوية لإعادة الإعمار ودعم المتضررين بمساعدات بقيمة 3.8 مليارات أورو.

وفي مؤتمر صحفي، أول أمس الاثنين، صرح سانشيز بأن «الحكومة تؤدي دورها وتعمل على إعادة البناء بعد هذه الكارثة، بما يسهم في إعادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي». وأوضح أنه سيتم التركيز لاحقا على الجوانب السياسية المتعلقة بمسؤوليات إدارة الكوارث.

وأكد سانشيز قائلا: «في المستقبل، سينصب النقاش السياسي حول التحسينات المطلوبة لمواجهة حالات الطوارئ المناخية، وتحمل المسؤوليات السياسية اللازمة». ودعا إلى «الاستماع إلى آراء العلماء»، وتعزيز الخدمات العامة للتعامل مع الكوارث بفاعلية.

ومن المنتظر أن يمثل كارلوس مازون أمام البرلمان الإقليمي في فالنسيا، غدا الخميس، للحديث عن كيفية إدارته للأزمة، وقد صرح، أول أمس الاثنين، قائلا: «لا شك أن هناك أخطاء تم ارتكابها».

وعلى صعيد إعادة الإعمار، أعلنت الحكومة، أول أمس الاثنين، عن حزمة مساعدات بقيمة 3.8 مليارات أورو، تشمل إجراءات دعم للمزارعين بقيمة 200 مليون أورو، و500 مليون أورو لرفع الأوحال والأنقاض المتراكمة في المناطق المتضررة. وتضاف هذه المساعدات إلى حزمة سابقة بقيمة 10.6 مليارات أورو، شملت إعفاءات ضريبية وتأجيل سداد القروض. وقال سانشيز إن الإجراءت المتخذة تشمل الإعفاء من أقساط الرهن العقاري للأسر الفقيرة لمدة 12 شهرا، هذا غير موضوع وقف السداد لمدة عام واحد الذي تم الإعلان عنه، الأسبوع الماضي.

وقال سانشيز: «إن الحكومة ستخصص 150 منزلا أو شقة للأسر المتضررة، وستخصص 25 مليون أورو لشراء المنازل».

وأكد سانشيز أن الحكومة ستبقى حاضرة بجميع الوسائل اللازمة، وستواصل العمل على إعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة.

 

تعامل السلطات مع الفيضانات

تعرض ملك وملكة إسبانيا، الأسبوع الماضي، إلى الرشق بالوحل، وهما يزوران بلدة بايبورتا، إحدى أكثر البلدات تضررا بالفيضانات. ورشق المحتجون أيضا رئيس الوزراء بيدرو سانشتيز، فغادر المكان فورا.

وفقد الآلاف بيوتهم في هذه الفيضانات، وما زالت الشوارع في الكثير من المناطق تملؤها الأوحال والأنقاض.

ودافع مازون، من الحزب الشعبي المحافظ، عن تعامله مع الفيضانات. وقال إن المسؤولين المحليين لم يتلقوا تحذيرات كافية من الحكومة المركزية، وإن قوة الكارثة لم تكن متوقعة.

وقال مازون إنه كان سيصدر إنذارا في وقت مبكر، لو أن السلطات المركزية قدمت معلومات كافية عن خطورة الوضع.

وتتكفل الحكومات المحلية في إسبانيا بالتعامل مع الكوارث، وبإمكانها أن تطلب موارد إضافية من الحكومة المركزية في مدريد.

وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية تحذيرات من الإعصار في المنطقة، بداية من 25 أكتوبر الماضي. ولكن السلطات في فالنسيا لم ترسل تحذيراتها إلى السكان عبر الهواتف، إلا بعد ساعات من بداية الفيضانات.

واعترفت المسؤولة عن الطوارئ في المجلس المحلي بأنها لم تكن تعلم بوجود نظام تحذير عن طريق الهواتف.

وجاء في وسائل الإعلام المحلية أن مازون كان على موعد غداء مع صحافي، عندما بدأت الفيضانات، ولم يصل إلى اجتماع الطوارئ إلا في السابعة مساء.

وقالت مصادر حكومة لصحيفة «إلباييس» إن هذه المسألة لا «علاقة لها بالموضوع»، وإن مازون كان يتابع الأحداث باستمرار.

وقدرت الحكومة عدد المشاركين في الاحتجاج بنحو 130 ألف شخص، الذين نددوا بأن لا يزال نحو 80 شخصا في عداد المفقودين، جراء أعنف فيضان تشهده دولة أوروبية منذ الفيضانات التي ضربت البرتغال عام 1967، وأودت بحياة 500 شخص تقريبا.

ووقعت الفيضانات في فالنسيا، بسبب ظاهرة «دانا»، التي يلتقي فيها الهواء الدافئ بالهواء البارد، فيحدث اضطرابا في الطقس.

 

ظاهرة «دانا»

ترتبط ظاهرة «دانا» بتغير الفصول، وتحدث على ارتفاعات تصل إلى نحو 9 كيلومترات فوق سطح البحر، وتنشأ هذه الظاهرة عندما تصطدم كتلة من الهواء الدافئ بكتلة راكدة من الهواء البارد في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الجوية التي قد تتسبب في هطول أمطار غزيرة وعنيفة وحدوث عواصف مباغتة وقوية.

تعمل التيارات الهوائية القوية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي كحزام يحيط بالأرض، وأحيانا تبدأ هذه التيارات بالتذبذب، محاكية حركة الأفعى بدلا من بقائها في خط مستقيم. وعندما تتوقف هذه التذبذبات، تحتجز الكتلة الهوائية الباردة في مكان واحد، كما حدث فوق مدينة فالنسيا.

عندما يهب هذا الهواء البارد فوق مياه البحر الأبيض المتوسط ​​الدافئة، فإنه يتسبب في ارتفاع الهواء الساخن بسرعة وتشكيل سحب كثيفة محملة بالمياه، والتي يمكن أن تظل فوق المنطقة نفسها عدة ساعات، مما يزيد من قدرتها التدميرية.

ونظرا إلى أن شهور الصيف الطويلة هذا العام كانت حادة بشكل غير مسبوق، حيث سُجل أحر يوم في التاريخ الحديث في شهر يوليوز الماضي، فإن مياه البحر الأبيض المتوسط تصبح مصدرا للطاقة يغذي هذه الظاهرة الجوية.

وعلى الرغم من أن الرياح المدارية المصاحبة لهذه الظواهر قد لا تكون بمستوى عنف الأعاصير المعروفة عالميا، فإن الأمطار الغزيرة تكون كافية لإحداث دمار واسع النطاق، مما يهدد البنية التحتية بشكل خطير.

ويعتقد العلماء أن البلاد المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط معرضة بشكل خاص لهذه الأحداث الجوية المتطرفة، بسبب موقعها الجغرافي، وبشكل خاص دول مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان.

 

التغير المناخي

يعتقد الكثير من الخبراء أن ارتفاع حرارة البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة، والتي زادت بمقدار 1.5 درجة مئوية منذ الثمانينيات، يسهم بشكل كبير في ازدياد هذه الظاهرة.

وبطبيعة الحال، يرتبط ارتفاع درجة الحرارة بالتغير المناخي والاحتباس الحراري، ويرى الخبراء أن البحار أصبحت أشبه بحزام ناقل للرطوبة والطاقة، مما يؤدي إلى زيادة كثافة الأمطار وغزارتها، عندما يحدث تباين كبير في درجات الحرارة بين البحر واليابسة.

ومن جانب آخر، يؤدي احترار البحار والمحيطات المتسارع، وخاصة البحر الأبيض المتوسط، إلى تغييرات جذرية بوقوع ظاهرة «دانا»، حيث صارت تبدأ في وقت مبكر من شهر ماي وتستمر حتى نونبر، بعدما كانت هذه الظاهرة مقتصرة في السابق على شهري شتنبر وأكتوبر.

إضافة إلى زيادة ملحوظة خلال العقود الستة الماضية بوتيرة حدوث الظاهرة بنسبة تتراوح بين 15 و20 في المائة، ومن المتوقع أن يكون للتغير المناخي المضطرب المزيد من التأثير، وقد تشهد المنطقة تكرار وقوع مثل هذه الحوادث على نطاق أوسع ضمن حدود حوض البحر الأبيض المتوسط.

 

روائح كريهة وأمراض وبعوض

تنتشر روائح كريهة في المناطق المجاورة لمدينة فالنسيا الإسبانية، بعد أن اجتاحتها فيضانات مدمرة، مما يثير تساؤلات حول احتمال أن تترتب عليها مخاطر صحية.

وقال ميغيل روديلا، عالم الأحياء في جامعة بوليتكنيك في فالنسيا، إن روائح «البيض الفاسد والكبريت» المنبعثة من المناطق المنكوبة ناتجة من «تحلل مواد عضوية من دون أكسجين».

وأكد أن تنشقها «ليس مثاليا للصحة»، لافتا إلى أنها ستصبح سامة، في حال تركزت انبعاثات المواد المتحللة في الهواء بشكل «أكبر».

وقال: «قد نجد العديد من حالات الإصابة بصداع، وتشوهات في الإدراك» مع مرور الوقت.

واشتكى العديد من المتطوعين والضحايا في المناطق المتضررة، من صداع نصفي ودوار، بعد تنشق روائح كريهة.

وفي فالنسيا والمناطق المحيطة بها، لجأ كثيرون إلى وضع كمامات كما درجت العادة خلال جائحة «كوفيد- 19».

ومع ذلك، طمأنت مونيكا غارسيا، وزيرة الصحة، المواطنين على موقع «إكس»، قائلة إنه «لم يتم الإبلاغ عن أي وباء مرتبط بالفيضانات حاليا».

وأكدت وضع بروتوكول مراقبة «للوقاية من العدوى والأمراض، التي تنتقل من طريق عناصر موجودة في الوحل والمياه الراكدة».

ولم يقنع موقفها منظمة «غرينبيس» غير الحكومية التي تُعنى بالبيئة. وقالت المنظمة: «الرواية الحكومية الرسمية تؤكد عدم وجود مشكلة، لكن لا تتوفر لدينا طريقة للتحقق من ذلك، لذا سنجري تحليلنا الخاص للوحل».

وبعد ظهور بعض حالات التهابات المعدة والأمعاء، أقرت وزير الصحة في حديث عبر إذاعة عامة بأن «أدلة علمية تشير إلى وجود خطر مرتبط بعوامل مسببة للأمراض، سيما في المياه الراكدة، يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، أو التهاب رئوي».

ومن جهة أخرى، أعلنت السلطات الصحية في المنطقة «الاشتباه» بإصابة متطوعَين شاركا في عمليات التنظيف «بداء البريميات»، وهو مرض بكتيري.

وانتشرت سلسلة من التوصيات على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تجنب خطر انتشار الأمراض مع تدفق متطوعين من كل أنحاء إسبانيا للمساعدة.

وشددت روزا توريس، المتحدثة باسم لجنة الطوارئ التي شُكلت بعد الكارثة، خلال مؤتمر صحفي، على أهمية أن يكون «أي شخص يتوجه إلى المنطقة المتضررة مجهزا بكمامة وقفازين وحذاء وقميص ذي أكمام طويلة وسروال طويل ونظارات واقية، خصوصا لدى التعامل مع المياه الراكدة أو الوحل».

وبعد مرور أكثر من 10 أيام على الفيضانات التي خلفت 220 قتيلا على الأقل في جنوب شرق إسبانيا، لم تُزل بلديات عديدة في منطقة فالنسيا بعد كل الوحل البني الرطب المنتشر على الطرق وعلى جدران المنازل، مُصدرا روائح كريهة.

وفي الأيام المقبلة، ستولي السلطات الصحية في مقاطعة فالنسيا اهتماما خاصا أيضا بمخاطر انتشار البعوض في المياه الراكدة، كونه ينقل الأمراض. ودعت وزارة الصحة في المنطقة البلديات الـ79 المتضررة إلى اتخاذ إجراءات للتعامل مع هذا الوضع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى