حسن البصري
في لحظة غضب، قال الملك الراحل الحسن الثاني لبعض وزرائه: «أستطيع أن أجعل من سائقي وزيرا»، ضاربا لهم المثل في الانضباط بالسائق الشخصي ومؤكدا بنبرة صارمة أن بعض وزرائه ليسوا حتى في مستوى سائق الملك. لم يستوعب أعضاء الحكومة الدرس الملكي، وابتلعوا غضبة الحسن الثاني، الذي كان يعرف أكثر من غيره أن سائقا في القصر أكثر ائتمانا على الأسرار من وزير.
تعد مهنة سائق مسؤول حكومي مهنة فيها كثير من الحظوة لأنها تدفع بصاحبها إلى معترك المخزن، وتجعله في قلب خدامه الأوفياء والجاحدين. كثير من حملة الشهادات الكبرى يحلمون بمهنة سائق وزير، خاصة إذا كان «معاليه» ممن يتولون وزارات السيادة.
الوزراء يتشددون في اختيار سائقيهم، وغالبا ما يتكلف الديوان بانتقاء الأفضل، لأن المهمة تتجاوز معرفة السياقة وإجادة فتح الباب الخلفي وحسن الإنصات وارتداء اللباس الأنيق، إلى أشياء أخرى.
تبدأ مهام السائق بإعداد السيارة والتأكد من سلامتها الميكانيكية وتشغيل المحطة الإذاعية المفضلة للوزير وضبط مواعيد المهمة واختزال الطريق إلى مقر الوزارة، لكنه يظل يرعى الوزير إلى أن يعود إلى منزله سالما، حينها يمكن للسائق أن يركب سيارته أو دراجته النارية ويعود أدراجه. بيد أن العديد من الوزراء يوفرون سائقين لزوجاتهن تقتصر مهامهم على الشؤون الداخلية ومع مرور الأيام يصبح وصيا على خدم البيت لأنه كبيرهم.
ليس سائق الوزير مجرد شخص تنتهي مهمته بوصول «معاليه» إلى وجهته، بل تمتد إلى أشياء أخرى، فهو علبة أسراره والعارف بتفاصيل ما يجري في بيته وحتى في غرفة نومه، بل إنه يتحول مع مرور الأيام إلى «واسطة» تسهل العبور إلى الوزير دون الحاجة للتوقف أمام كاتبة في ديوانه الخاص.
في هذا الملف تقرب «الأخبار» قراءها من عالم «سواق» الوزراء بكل ما يحفل به من مفارقات وطرائف تستحق التوقف عندها.
سائق البصري.. مخبر ومؤنس ورياضي
تعرف إدريس البصري على سائقه حسن قبل أن يصبح وزيرا، فقد كان لاعبا في صفوف النهضة السطاتية في السبعينيات، التقى بإدريس في ملعب التنس بالمدينة، هناك كان الفتى قوي البنية يشغل مهمة مدرب في لعبة الكرة الصفراء، وكان معروفا في أوساط الممارسين بروح الدعابة والنكتة والقدرة على اختراق الخطوط الحمراء.
ما أن أنهى الشاب تكوينه بمعهد الشرطة، حتى انضم إلى الطاقم الخاص للوزير، وأصبح مع مرور الأيام سائقا احتياطيا قبل أن ينال رسميته وينسج خيوط التقارب مع الوزير بفضل خفة دمه.
غاب ابن نزالة الشيخ طويلا، قبل أن يعتاد على العودة إليها بين الوقت والآخر كلما زار البصري أسرته، بل إن رفاق طفولته ظلوا يراقبون حضوره على شاشة التلفزة كلما ظهرت طلعة الوزير، بعدما تبين أن حسن تحول إلى سائق خاص لرجل الشاوية القوي، فانهالت عليه طلبات التوظيف وملتمسات تسوية الوضعية ورغبات تختلف باختلاف أصحابها، بل إن بيت الأسرة أضحى مزارا لكل من ضاق به الحال.
في ظرف وجيز، أصبحت للسائق مكانة خاصة لدى رجال السلطة، فعلى الرغم من وضعيته الإدارية كمفتش شرطة، فإن رتبته غير المرئية جعلته محل تقدير خاص من الباشوات والعمال والولاة وكل من تذوب سلطاتهم الواسعة لمجرد ذكر اسم البصري.
الطريف في حكاية هذا السائق أنه تلقى تنبيها من الوزير، الذي يملك حاسة شم قوية، وحذره من مغبة الاتصال برجالات السلطة وقضاء مآرب الناس باسم الوظيفة. وقد غادر الرجل المغرب صوب الولايات المتحدة الأمريكية، واختفى عن الأنظار. يقول عامة الناس في سطات إن السائق تعرض لعملية غسل دماغ بعدما اخترق حدود الأسرة وأصبح عارفا بأدق تفاصيل حياة البصري.
رافق حسن وزير الداخلية البصري في كثير من سفرياته الداخلية، وحين يتعلق الأمر برحلة خارج الوطن يصبح حارسا شخصيا، بفضل بنيته الجسدية ورد فعله السريع المكتسب من لعبة التنس. زار العديد من دول المعمور وأدى مناسك الحج رفقة شخصيات سياسية وازنة، وتمكن من اختراق مساحات ظلت محاطة بالحرس العمومي والخصوصي، ولأنه السائق والمرافق الخاص لوزير الداخلية، فإن مكانته لدى الوزراء والعمال والمدراء تعززت وأصبحت طلباته لا ترد خوفا من غضبة محتملة للصدر الأعظم أو وشاية قد تنهي السلطات وتسحب بساط الجاه من تحت الأقدام.
يقول رفاق دربه إنهم فوجئوا بصعود نجم الولد، الذي أصبح قطعة من ديكور موكب وزير الداخلية، فابتسامته وروح النكتة تحولا مع مرور الأيام إلى تقاسيم صارمة، ومكانته في الحي تجاوزت حدود سائق البصري إلى شخصية عمومية تقضي عند الضرورة حاجيات طوابير العاطلين.
كل الشهادات تتحدث عن نبل الرجل، الذي لعب دورا في تشغيل كثير من أبناء حيه في شركات ومقاولات أمنت لهم مستقبلهم دون علم البصري طبعا. بل إن تدخلاته بلغت حدا لا يتصور: «كنت أقضي فترة الخدمة العسكرية فالتقيت بحسن الذي زار الثكنة يوما، ضمن وفد رسمي رفيع المستوى، صافحني وعلى الفور قدمني إلى الرئيس وطلب منه إعفائي من الحراسة الليلية»، يقول عسكري سابق.
ويضيف رفاقه إن حكاية حسن أشبه بلغز يستعصي حله، فالرجل عاش أزهى لحظات العمر، بعيدا عن دائرة المخزن، يتأبط ألبوم صور ينطق بالذكريات الجميلة مع شخصيات وازنة منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر. أما البصري فقد استبدل سائقه بسائق آخر اسمه علي.
ظل حسن يواظب قيد حياته على شيئين أساسيين، صلاة الفجر والعزف على القيثارة، حيث يزاوج بين الابتهالات الدينية التي يحفظها عن ظهر قلب، والمعزوفات التي تتغنى بالماضي الجميل.
سائق ينسى وزير دولة في الطريق السيار
محمد رجل قصير القامة، باسم، نظراته معبرة، يتساقط شعر مقدمة رأسه، ويغلب عليه الشيب، محمد يحب عمله ولن يغيره مهما كان المقابل، إلى حد أن البعض يتساءل أحيانا إن لم يكن مازوشيا شيئا ما. يكتب الصحافي فرانسوا سودان في شهادته عن مولاي أحمد العلوي، وبالفعل يشغل محمد وظيفة مزدوجة، إنه سائق سيارة وزير دولة خارج عن العادة وكرة ملاكمة لنفس الشخص الذي يعتبر من بين الرجالات الأكثر ميولا للغضب في المملكة، من الأكيد أن المغاربة أدركوا أن محمد هو ذلك الرجل الذي يقود دون أن ينبس بكلمة سيارة المرسيديس الزرقاء.
أكثر نوادر سائقي رجالات الحكومة، ارتبطت بوزير الدولة السابق الراحل مولاي أحمد العلوي، فالرجل كان صارما في تعاملاته، وحريصا على أدق الجزئيات، بل إن علاقته بسائقيه محمد وحسن طبعها في كثير من الأحيان التوتر والقلق.
أشهر الحكايات التي يرويها السائقون في منتدياتهم، تلك التي حصلت في أواسط الثمانينيات، عندما أصدر مولاي أحمد العلوي قرارا تأديبيا في حق سائقه الأول، يقضي بنزع المرآة العاكسة، التي توجد داخل السيارة والتي تتيح للسائق فرصة مشاهدة السيارات التي خلفه. قرار الوزير يرمي في العمق إلى منع سائقه من اختلاس نظرات إلى الوراء، إذ غالبا ما ينبهه الشريف من مغبة النظر إلى الخلف ويدعو بلهجة آمرة إلى الانتباه إلى ما يجري في الأمام وليس الخلف. كانت صرامة الوزير تحتاج إلى سائق مهادن قادر على وضع أعصابه في ثلاجة.
أصبحت سيارة الوزير بدون مرآة داخلية، وحاول السائق التعايش مع هذه الإعاقة الجديدة، لكنه وقع في مطب طريف، حين أمره مشغله يوما بالتوقف على قارعة الطريق الساحلي الرابط بين الرباط والدار البيضاء، لقضاء غرض طارئ لا يستحمل التأجيل. كان الجو باردا ورياح البحر ترسل زفيرها المشبع بالرطوبة، وفجأة سمع السائق صوت إغلاق الباب، فاستأنف المسير اعتقادا منه أن الوزير صعد إلى السيارة، لكن بعد نصف ساعة اكتشف أنه ارتكب خطأ مهنيا، لأن قدمي الوزير لم تطآ السيارة، وظل «متسمرا» في مكانه يبحث عن سر الإقلاع المفاجئ.
عاد السائق على وجه السرعة وهو يطوي المسافات بحثا عن مشغله، وعلى امتداد الطريق كان يرتب دفوعاته ويعد مبررات السهو، الناجم عن غياب مرآة داخلية تمكنه من معرفة من بداخل السيارة.
تعرض السائق لقرار تأديبي، خاصة بعد أن تسرب الخبر وأصبح متداولا بين السائقين، وفي ردهات مقر جريدة «لوماتان» التي برع صحافيوها في صياغة الخبر همسا.
ويروى عن مولاي أحمد العلوي أنه انتدب سائقا شابا، عرف ببرودة أعصابه وقدرته على مجاراة أوامر وزير الدولة، وهو ما جعل الشريف يسأله يوما عن أوضاعه الاجتماعية، فما كان من السائق إلا أن استغل الفرصة لعرض معاناته مع السكن، حينها طلب منه مشغله تذكيره في اليوم الموالي بتفاصيل المشكل كي يجد له مخرجا من ضائقة الإيجار.
في أول فرصة، عرض السائق ملفه المطلبي وهو يفرك يديه، لكن صرخة الوزير غيرت ملامحه، حين قال بأعلى صوته: «أنا وزير دولة ولست سمسار دولة؟».
فريد.. سائق ومشرف على صور و»لايفات» بنكيران
ظل فريد تيتي السائق الخاص لعبد الإله بنكيران في الظل خلف المقود، قبل أن يخرج إلى العلن ويظهر عبر منصات التواصل الاجتماعي حين أعفي رئيسه عبد الإله بنكيران من مهامه، حيث اشتهر بالبث الحي على الفيسبوك لمختلف خرجاته الإعلامية، التي توعد فيها المغاربة بالندم على رحيل بنكيران.
ظل السائق يتفرغ لعمله الموازي ويقدم وصلات إعلامية «لايف» يصف فيها معارضي بنكيران بأقدح النعوت، بل و»نصب نفسه محاسبا لأملاك بنكيران بنفي امتلاكه أي شيء، معلنا هو الآخر بأن المدارس والمؤسسات التعليمية التي كشفها الإعلام ليست له كما أن المطبعة ليست في ملكيته»، كما يقول تيتي في تدويناته، مباشرة بعد انتشار خبر التقاعد الاستثنائي لرئيس الحكومة السابق.
تحول السائق إلى محرر لبيانات الحقيقة كلما تعلق الأمر بخبر يعري رئيسه، وتساءل الناس عما إذا كان هذا العمل موازيا أو يتقاضى عليه راتبا إضافيا، بل إن تيتي ظل يقسم بأغلظ الأيمان بأن بنكيران لم يتدخل لتوظيف أبنائه.
بدأ تيتي موظفا في قسم الاتصال بمؤسسة دولية بالمغرب، وقام بمجموعة من المحاولات لإجراء حوار مع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، قبل أن يتحقق له مبتغاه ويجري حوارا معه، حينها انضم تيتي لحزب «المصباح» ومنه جلس خلف مقود سيارة زعيمه.
قصة قصيرة تلخص أهمية «فريد تيتي»، سائق بنكيران الشخصي، ودوره المحوري في حياة رئيس الحكومة، حيث يتلقى اتصالات بالعشرات من طرف الإعلاميين لمعرفة خطوات بنكيران. لا تتوقف الحكاية عند هذا الحد، بل إن السائق أصبح ناطقا باسم رئيس الحكومة بالنظر إلى مهامه الكثيرة، بل إن صفحة تيتي على الفايسبوك أصبحت مزارا للصحافيين الراغبين في تعقب أخبار بنكيران وتحركاته.
يذكر المغاربة غناء بنكيران لمقطع من أغنية لأم كلثوم أثناء الحملة الانتخابية، ومن خلالها تعرفوا على جزء خفي من شخصية عبد الإله، وذلك بعدما وضع تيتي، مقطع فيديو لبنكيران، وهو يسمع لأغاني أم كلثوم، بالإضافة إلى وضع مقاطع فيديو تظهره يرقص مع أحفاده الصغار داخل منزله.
قال صحافي بموقع حزب العدالة والتنمية الإلكتروني، إن «الدور الذي يقوم به مهم، ولكن ذلك يسبب حرجا لقسم الإعلام داخل الحزب، الذي من المفروض أن يقوم بهذا الدور، الذي يتعلق بالترويج الإعلامي لبنكيران».
جبيلو سائق اليوسفي.. مناضل ومهادن
حين كان عبد الرحمن اليوسفي وزيرا أول في حكومة التناوب، ظل سائقه جبيلو أشبه برفيق طريق، تشبع من خلال رفقة المقود والفرامل بمبادئ الاشتراكية وتحول إلى صامت رسمي باسم الحزب العريق، يعرف أدق أسراره ويحفظ عن ظهر قلب نضال الرفاق ودسائس الخصوم.
من الطرائف التي ارتبطت بالوزير الأول في علاقته بسائقه أنه انتفض يوما غاضبا، مباشرة بعد خروجه من اجتماع حكومي مرهق، بعد أن تبين له غياب السائق والسيارة، لكن فجأة ظهر السائق الذي أوضح بهدوئه المعهود سر التأخر الخارج عن إرادته، وأبرز أن فرقة الأمن المرابطة أمام مقر الاجتماع هي التي تصر على إبعاد السيارة بمجرد نزول الوزير، حينها أصدر اليوسفي قرارا بتنقيل الفرقة الأمنية، ورد لسيارته اعتبارها وللوزارة الأولى هيبتها.
ومن النوادر التي تروى عن السفريات اليومية للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي بين الدار البيضاء والرباط أن شابا يشتغل مستخدما في كشك محطة الأداء للطريق السيار تعرف على الوزير الأول بعد أن توقفت سيارته أمام موقف الأداء، وبدا فرحا بهذه الصدفة السعيدة، ولم يعبأ بمنبه الصوت المنبعث من السيارات المتوقفة خلف سيارة اليوسفي، وحاول إعفاءه من أداء رسوم الطريق السيار، لكن اليوسفي انتفض غاضبا وطلب من الفتى تسلم بطاقة الأداء، وفسح المجال لانصراف السيارة، لكن المستخدم رفض وأصر على إعفاء الوزير الذي اضطر بعد ارتفاع منبهات السيارات إلى الخروج عن صمته وتوجيه عتاب مشبع بالشتائم «تعفيني! واش لوطوروت خلاها ليك باك»؟.
ظل عبد الرحمن اليوسفي يتلقى بين الفينة والأخرى، عبر سائقه الخاص، مجموعة من الطلبات شأنه شأن العديد من الوزراء، غالبا ما تأخذ شكل تظلمات، بل إن السائق غالبا ما يستند إلى علاقات عائلية لتبرير تدخله لدى الوزير الأول، وفي أحيان عديدة يرسل عبد الرحمن إشارات لسائقه تفند وجود روابط عائلية وراء تدخلاته.
حادثة سير لم تمنع السملالي من حضور مراسيم تقديم الميداليات
كان سائق وزير الشباب والرياضة الأسبق الراحل عبد اللطيف السملالي يسابق الزمن، وهو في طريقه إلى قاعة المعرض الدولي بالدار البيضاء لحضور مراسيم حفل توزيع الميداليات على الفائزين في آخر مسابقات الملاكمة، في اختتام ألعاب البحر الأبيض المتوسط. فجأة تعرضت سيارة الوزير لحادثة سير وسط العاصمة الاقتصادية، لكن ارتباط الوزير بالموعد جعله يسرع بمغادرة مسرح الحادثة، بالرغم من الآلام التي كان يشعر بها، وقال الوزير لسائقه الخاص: «أريد أن أصل بأي ثمن إلى القاعة المغطاة للمعرض الدولي، فمراسيم توزيع الجوائز قبل المستشفى». وصل السملالي إلى وجهته مع عزف النشيد الوطني، فسلم الميدالية الأولى والثانية، لكنه شعر بمزيد من الألم فسقط أرضا، حينها أمر سائقه بنقله على الفور صوب أقرب مصحة، هناك أكدت الفحوصات الأولية أن الوزير يعاني من كسر ثلاثة أضلاع في قفصه الصدري.
ويحكى عن السائق الأسبق للراحل السملالي أنه كان يقود يوما سيارة الوزير التي كانت تحمل زوجة الفقيد وضيفة المغرب حرم جو هافيلانج، الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية، وعند مشارف مدينة مراكش أصرت بقرة على الوقوف وسط الطريق، مما اضطر السائق إلى استخدام المنبه لكن دون جدوى، فقد تبين أن إصرار البقرة يفوق رغبة زوجة الوزير وضيفتها «مدام هافيلانج» بالاستمتاع بسحر الجنوب المغربي.
لم تنقطع الصلة بين عائلتي السملالي وهافيلانج، ومع كل زيارة تحتل حكاية البقرة حيزا من النقاش.
سائق الكروج يعاتب بسبب شوكولاتة
خرج عبد العظيم الكروج الوزير السابق للوظيفة العمومية عن صمته، واعترف باقتناء كمية من الشوكولاتة، هذه المادة الأساسية في حياة الأسر عالية الدفع، لكنه حمل المسؤولية لسائقه الشخصي الذي اختلطت عليه الأمور فلم يميز بين طلبات الوزارة وطلبات أسرة الوزير.
برأ الكروج نفسه من تهمة الشطط في استهلاك الشوكولاتة، واعترف أن وزارته قد توصلت بالفاتورة التي لا تتجاوز قيمتها 33 ألف درهم فقط، وأنه عالج الخطأ بسرعة، حين أحالها على مجلس العائلة الذي سدد المبلغ، دون أن يتم إحالة السائق على مجلس تأديبي حتى لا يبوح أمام المحققين بسر «السخرة». صحيح أن الوزير تأخر ثلاثة أسابيع في توضيح الحكاية، لكن القضية كانت تحتاج إلى مخبر حقيقي لسل التهمة من عجين وزارة احتضنت أكبر مناظرة وطنية حول الحق في الوصول إلى المعلومة، وما تمخض عنها من توصيات تروم مكافحة الفساد تبين في ما بعد أنها مجرد خطأ مطبعي، وهي المناظرة التي افتتحها رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران بحديث حول الشفافية تبين مع مرور الأيام أنه حديث ضعيف.
تساءل نائب برلماني قائلا: «إذا استهلك وزير 33 ألف درهم لشراء الشوكولاتة، فكم سينفق رئيس الحكومة لحفلات الاستقبال اليومية؟ أكيد يلزمه مليون درهم سنويا لشراء «الشيبة» التي يعشقها مستشاروه، ثم هل من المنطقي أن يقيل بنكيران وزيرا بسبب عشقه للشوكولاتة بينما صرف عباس الفاسي النظر على عشق بلخياط للأودي»؟، لكن التضامن الحكومي فرض على الوزراء الالتفاف حول وزير في مأزق ومساعدته على إصدار بيان ولو بمسح بقايا الشوكولاتة في تلابيب سائق أعزل، سيما وأن كل وزير يضع على مكتبه عبارة «عفا الله عما سلف» لذا تعطل الرادع إلى أن يصدر رئيس الحكومة قرارا ينهي العفو عما سلف.
فتح الله ولعلو يتعرض للسرقة من طرف سائقه
تعرض الحساب البنكي الخاص لفتح الله ولعلو وزير الاقتصاد والمالية الأسبق وعمدة مدينة الرباط السابق للقرصنة، بعد أن تم الاستيلاء على مبلغ 25 مليون سنتيم من حسابه عن طريق الاستعانة ببطاقة الأداء الإلكترونية.
وكشفت التحريات التي باشرتها الفرقة الجنائية المكلفة بالقضية عن الشخص المقرصن الذي لم يكن سوى سائق ولعلو، الذي تم الاستماع إليه في محضر رسمي بعد أن تبين أن حصوله على الرقم السري جاء بعد تكليفه بأداء فواتير الماء والكهرباء، حيث قام باستخراج مبالغ مالية بالاستعانة بالبطاقة. تنازل ولعلو لسائقه أمام القضاء بعد أن استعاد مبلغ 14 مليون سنتيم بينما تابعت المحكمة الموقوف في إطار الدعوى العمومية.
في العشرين من يناير سنة 2014، استمعت الضابطة القضائية لولاية أمن الرباط إلى فتح الله ولعلو، الذي كان حينها عمدة للمدينة، بعد قرصنة 25 مليون سنتيم من حسابه الخاص، فيما أشارت التحريات إلى أن سائقه الخاص تبضع ببطاقته. إذ تمكنت الشرطة من اعتقال السائق الشخصي لعمدة الرباط، الذي أكد أنه بالفعل تبضع ببطاقة ولعلو في عدة مراكز تجارية وعدد من الشركات الكبرى.
وكانت ولاية الأمن قد عرضت على ولعلو عدة فيديوهات مسجلة في العديد من الشبابيك الإلكترونية للأبناك، وتعرف بسهولة على هوية الشخص الذي قرصن من حسابه 25 مليون سنتيم، ويتعلق الأمر بسائقه الخاص، لكن تجهل الطريقة التي حصل بها على القن السري المتعلق بالبطاقة.
أم كلثوم تهدي خروفا لسائق وزير السياحة
التقى الملك الراحل الحسن الثاني المطربة المصرية أم كلثوم أكثر من مرة واحدة، فقد كان أول لقاء بسيدة الطرب العربي في العاصمة المصرية القاهرة بمناسبة احتفالات الجلاء في 18 يونيو 1956، حيث مثل المغرب في هذه المناسبة ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وكان يشغل آنذاك منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، وهذا سر ظهوره باللباس العسكري أثناء الحفل.
في 29 فبراير 1968، حلت أم كلثوم بالمغرب، بعد رحلة جوية مليئة بالمخاطر، حيث أمام اضطراب الأحوال الجوية اضطر ربان الطائرة إلى تغيير الوجهة من مطار الرباط سلا، إلى مطار أنفا بالدار البيضاء.
وجه الحسن الثاني دعوة رسمية لأم كلثوم من أجل الغناء في حفل خاص بالقصر الملكي فاستجابت على الفور للطلب، ولأن الزيارة تزامنت مع عيد الأضحى، فإن الملك أهدى أم كلثوم كبش العيد، لكن هذه الأخيرة أصرت على تقديمه هدية لأسرة بسيطة في الرباط، ونحرته في حي حسان بالرباط، وقيل إنها أهدته لسائق مغربي وضع رهن إشارتها، وهو السائق الخاص لوزير السياحة المغربي، قبل أن تقضي العيد في بيت سفير مصر.
كان من المنتظر أن تدوم زيارة أم كلثوم للمغرب أسبوعا لكنها مددت المقام، بناء على رغبة الملك الحسن الثاني. في أول سهرة ظهرت المطربة المصرية بقفطان مغربي من ثوب «الموبرة»، من إنجاز عائلة بنونة التطوانية، وغنت بمناسبة عيد العرش يوم الثالث من مارس، وقبل الحفل أقام الملك حفل عشاء رسمي على شرف الضيفة الاستثنائية، ونقل الحفل مباشرة على أمواج الإذاعة المغربية.
سائق الرئيس الجزائري الأسبق في مستشفى الأمراض العقلية
كشفت صحيفة ”النهار” الجزائرية من خلال تحقيق صحفي حول مستشفى الأمراض العقلية ”فرانز فانون”، بمدينة البليدة الجزائرية، إلى وجود شخص مهادن تبين أنه السائق السابق للرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد.
زيارة الطاقم الصحفي تم في زي تنكري، إلى مستشفى «المجانين» في البليدة، كانت بغاية التحاور مع سائق الرئيس الأسبق الموجود منذ فترة ليست قصيرة وراء أسوار المستشفى. هذا النزيل المميز الذي يحظى بظروف إقامة مريحة أيضا، فالممرضون يسعون إلى توفير جو خاص له، خصوصا وأن لديه راتبا يجعله يعيش في نفس المستوى الذي كان فيه، كما أنه يعامل بطريقة استثنائية، منها إقامته في غرفة ”انفرادية”، بل إن حتى شروط زيارته لها طابع خاص ومحدد، فزواره لا يخرجون عن أفراد العائلة الذين يتفقدون ظروفه من حين إلى آخر.
«بالحديث عن سائق الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، فإن ذلك يقودنا حتما إلى الحديث عن نزيل سابق بنفس المستشفى، هو أحد أقارب مسؤول سابق في فترة الشاذلي، ألا وهو نجل الجنرال الراحل العربي بلخير، الذي قال عنه مصدر مطلع بالمستشفى، إنه أدخل إليه بعد إصابته بانهيار عصبي، غير أن إقامته هناك لم تدم سوى أياما قلائل، حيث وضع النزيل حدا لحياته عندما أقدم على الانتحار بشنق نفسه باستعمال إزار داخل غرفته».