شوف تشوف

الرئيسية

زوجة محمد عواد أقوى مستشاري الحسن الثاني التي فضلت الظل على الأضواء

اشتهر محمد عواد كواحد من أقرب المستشارين إلى الملك الحسن الثاني. لم تكن زوجته سعاد الفاسي لتمانع، وهي الفاسية الأصل، أن ترتبط بمحمد عواد الذي ولد بسلا سنة 1922. وكان عواد قد شق طريقه مبكرا ليصبح مقربا من الملك الحسن الثاني، منذ الأربعينيات عندما اختاره الملك الراحل محمد الخامس لكي يشغل منصب سكرتير لولي عهده، بعد أن أنهى عواد دراسته الجامعية في فرنسا وعاد إلى المغرب ليمارس التدريس أولا ومنه سيمر إلى محيط القصر ليبدأ سكرتيرا ثم سفيرا ويستقر في مكتب المستشار على عهد الحسن الثاني، وهو المنصب الذي بقي فيه إلى آخر أيام حياته سنة 2007.
لم تكن هناك أي مؤشرات على زواج محمد عواد خلال الفترة التي كان فيها طالبا في جامعة «السوربون» التي حصل منها على إجازتين: الأولى في الحقوق والثانية في اللغة العربية. لكنه بمجرد ما امتهن التدريس في المغرب خلال الأربعينات، حتى خفق قلبه في نهايتها ليقترن بابنة أسرة كان كل أفرادها من أصحاب المناصب الوزارية أو على رأس المؤسسات العمومية.
قبل حصول المغرب على الاستقلال كان محمد عواد قد استقل بحياته وبدأت معه سعاد الفاسي مساره كرجل تخلص لتوه من جبّة الأستاذ بما لها وما عليها، ليتفرغ لدخول عالم السياسة بعيدا عن خصومات حزب الاستقلال الذي تهيمن عليه عائلة أصهاره. وهكذا ورغم زواجه من سعاد الفاسي، بقي عواد بعيدا عن صراعات الحزب الحاكم، وكانت له كلمة مسموعة، كيف لا وهو يرأس سكرتارية ولي العهد على أيام الملك الراحل محمد الخامس؟ وتكلل مساره عندما أصبح سنة 1959 مديرا للديوان الملكي.
ورغم أن أصهاره كانوا يرأسون مؤسسات كثيرة بعد سنة 1956، فإن عواد كان يستفيد من حظوة اجتماعية كبيرة من خلال وظيفته في القصر الملكي، أغنته عن استغلال العلاقات المتشعبة لأصهاره، حتى أن بعض المصادر روت لـ«الأخبار» أن زوجته لم تكن تنصاع للطلبات الكثيرة التي كانت تصلها بصفتها زوجة مدير الديوان ثم السفير والسكرتير السابق للحسن الثاني. المصادر نفسها تؤكد أن طلبات عائلية وطلبات أخرى لبعض الأعيان والعائلات التي استقرت بالرباط، كانت تصل إلى أسماع سعاد الفاسي علها تبلغها لزوجها، لكنها كانت تحتفظ بها لنفسها ولا توصلها إلى أسماع زوجها الذي أصبح، ومنذ منتصف الستينات، سفيرا للمغرب بالجزائر وعاش هناك لحظات الإطاحة بالرئيس الأسبق أحمد بن بلة.
كانت سعاد الفاسي على دراية كبيرة بطبيعة منصب زوجها حتى عندما خبت التوترات وشغل منصب المستشار الذي كان له مكتب قريب من المكتب الملكي داخل القصر. ويشهد المقربون من تلك الكواليس أن زوجة محمد عواد كانت متوارية إلى الظل تماما ولم يكن لها الحضور نفسه في الصالونات الرباطية، حيث تتباهى الزوجات بعلاقات أزواجهن.
ارتبط اسم زوجة المستشار الملكي محمد عواد بالفترة التي كان فيها سفيرا للمغرب في الجزائر، ولو لفترة لم تكن طويلة، إلا أن البروتوكول يقتضي أن تكون لزوجة السفير مكانة اعتبارية وظهور رسمي في بعض اللقاءات التي تمثل فيها السفارة البلاد في الخارج. لكنها رغم ذلك توارت إلى الظل فور عودة عواد بشكل نهائي إلى المغرب ليتفرغ لمنصبه مستشارا للملك الحسن الثاني.
لم تكن القوة الاعتبارية لمستشار الملك، محمد عواد، جديدة على سعاد الفاسي، فهي حفيدة عبد الله الفاسي الذي كان وزيرا غير عادي في القصر الملكي أيام كانت فاس عاصمة سياسية للمغرب، قبل مجيء المولى يوسف بفترة. وقتها، كان عبد الله الفاسي وزيرا يطلب الغرب وده قبل فرض معاهدة الحماية سنة 1912، وكان منزله محجا للوفود الأجنبية لعقد اللقاءات التي حاول الأوربيون من خلالها بدء سباقهم للفوز بفرض الحماية على المغرب.
صحيح أن جيلا عريضا من العائلة لم يعاصر تلك الفترة، إلا أن تأثير عبد الله الفاسي كان كبيرا في الأجيال الأخرى، لأنه وضع أسرة الفاسي في مقدمة العائلات النافذة في المغرب قبل الاستعمار وبعد الاستقلال أيضا.
ما اجتمع لزوجة محمد عواد أنها جمعت بين نفوذ زوجها في فترة مهمة من تاريخ المغرب بعد الاستقلال، والماضي الذي ورثته من العائلة من جدها الوزير النافذ عبد الله الفاسي، ولذلك فهي تستحق أن تكون واحدة من النساء اللواتي نشأن في صالونات عائلية غير عادية، وعشن حروب الخفاء التي تُضرم في الباحات الخلفية للمناصب الكبيرة في المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى