النعمان اليعلاوي
ما زال حزب التقدم والاشتراكية يمسك العصا من الوسط في أزمته مع حزب العدالة والتنمية، بعد حذف منصب كتابة الدولة في الماء الذي كان بيد شرفات أفيلال. فقد كشف مصدر حزبي من المطبخ الداخلي لحزب «الكتاب»، أن قيادة الحزب قررت عقد سلسلة لقاءات (مفاوضات) مع رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، من أجل الفصل في الخلاف الذي أثاره قرار حذف منصب أفيلال من الحكومة، حسب المصدر الذي أكد أن المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية قرر أيضا تكليف الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، بإعداد تقرير عن اللقاءات المرتقبة مع العثماني من أجل عرضه على المجلس الوطني للحسم في القرار.
وفي السياق ذاته، أشار المصدر إلى ما قال إنها «ضغوطات من داخل الحزب» من أجل فك الارتباط بحزب العدالة والتنمية، وهي الضغوطات التي قال المتحدث إنها ستترجم خلال المجلس الوطني في قرار قد ينهي «زواج متعة بين الحزبين»، مبينا أن التوجه الذي كان غالبا في صفوف أعضاء المجلس الوطني، عقب قرار حذف منصب كتابة الدولة، هو ما دفع قيادة الحزب إلى تأجيل عقد لجنته المركزية إلى تاريخ لاحق، والتي كان من المرتقب أن تناقش حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء، وحسم الموقف تجاه البقاء في الحكومة أو مغادرتها، بعد التطمينات الأخيرة الصادرة عن العثماني بتشبث العدالة والتنمية بحليفه في الحكومة، وعقب زيارة وفد من «البيجيدي» برئاسة أمينه العام إلى منزل نبيل بنعبد الله.
وكان حزب التقدم والاشتراكية قد تراجع عن عقد اللجنة المركزية للحزب، والتي كان من المنتظر أن تبت في قرار الحزب الاستمرار في الحكومة من عدمه، معلنا تأجيل عقدها إلى تاريخ لم يحدده، حسب بلاغ سابق المكتب السياسي لحزب «الكتاب»، موضحا أن قرار التأجيل جاء تبعا «لما تم التعبير عنه من قبل قيادة حزب العدالة والتنمية من تشبث بالعمل المشترك مع الحزب، لمواصلة ما أسماه «معركة الإصلاح والتصدي لمحاولات النكوص عن المكتسبات»، معبرا عن «تقديره للمواقف المعلنة لحزب العدالة والتنمية»، ومشيرا إلى أنه «سيستكمل تدارس الموضوع على ضوء هذه المستجدات وكل ما يحيط به من ملابسات».