القنيطرة: المهدي الجواهري
علمت «الأخبار» أن السلطات الإقليمية فتحت تحقيقا بعد تفجر فضيحة في وجه رئيس جمعية المنعشين العقاريين بالقنيطرة، المقرب من قيادات «البيجيدي»، الذي دعا المنعشين عبر مجموعة أنشأها بحساب على تطبيق التواصل الاجتماعي «واتساب»، بالاستجابة لما سماه «ميساج» توصل به من عمالة القنيطرة التي هي بصدد توزيع 12 ألف قفة في ظل أزمة جائحة كورونا، وأنه يجب على المنعشين العقاريين المساهمة على الأقل بثلاثة ألاف قفة لدعم السلطات، مخبرا المنعشين بأنه يقوم بتنسيق مع الكاتب العام لعمالة القنيطرة في هذا الشأن.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، أنه فور توصل المنعشين العقاريين بنداء رئيس جمعيتهم استجابوا لهذا العمل وتوجهوا مباشرة لتاجر في المواد الغذائية وسط المدينة، الذي لم يكن سوى عضو سابق ببلدية القنيطرة عن حزب العدالة والتنمية، بعدما أكد لهم رئيس الجمعية ضرورة أداء أثمنة القفف حسب قدرة كل منعش عقاري.
وأضافت المصادر أن رئيس جمعية المنعشين لم يكتف فقط بنسب توفير هذه القفف للسلطات الإقليمية، بل حدد حتى أصحاب مستودعات المواد الغذائية، الذين ذكر أنهم محددون بتوجيهات من السلطات، والذين تبين للمنعشين أنهم أعضاء بحزب «البيجيدي».
وأضافت مصادر «الأخبار» أن المنعشين ساهموا بحوالي 2000 قفة حسب وصولات حصلت عليها الجريدة، بحيث وصل مبلغ كل قفة 165 درهما، فيما ظل رئيس جمعيتهم يحثهم على تسريع العملية، وأن الكاتب العام سيرسل شاحنات لتوزيعها على المتضررين والمحتاجين في ظل أزمة وباء كورونا، إلا أن كل هذه الأساليب لم تكن سوى مناورة لتمكين أعضاء حزب العدالة والتنمية من 2000 قفة التي توصلت مصادر الجريدة إلى أنه أشرف عليها منعش عقاري كبير مقرب من رشيد بلمقيصية، نائب الرئيس عزيز رباح، وأن لا دخل للسلطات من قريب أو بعيد في هذه العملية التي تمت بطرق ملتوية ومشبوهة عبر استغلال السلطات الإقليمية لخدمة أجندة حزب العدالة والتنمية.
وكشف مسؤول بعمالة القنيطرة أن السلطات الإقليمية لا دخل لها ولا علم لها بهذا العمل، وأنه لم يسبق لها التنسيق مع رئيس جمعية المنعشين العقاريين بالقنيطرة في جمع حوالي 2000 قفة ولا توزيعها، وأنهم بصدد إعداد تقرير مفصل بالموضوع للوقوف على استغلال اسم السلطات في جمع التبرعات والمساعدات.
وفي الوقت الذي نفى رئيس جمعية المنعشين العقاريين الارتباط بالسلطات الإقليمية أو التنسيق معها، وأكد أن هذه المبادرة هي عمل خيري يقوم به المنعشون العقاريون الذين تبرعوا بـ2000 قفة، إلا أن «الأخبار» توصلت، حسب مصادرها، بتسجيلات صوتية تفند نفيه ونكرانه، وتثبت بالحجة والدليل أن تصريحاته تؤكد أن هذه العملية ادعى فيها أنها بتوجيهات وتعليمات السلطات، وهو ما سيضع رئيس جمعية المنعشين في ورطة، ما قد يجر عليه إجراءات قانونية على أساس استغلال اسم السلطات لجمع التبرعات لخدمة أجندة حزب العدالة والتنمية.
وأكدت مصادر الجريدة أنه، رغم توصل السلطات الإقليمية وباشا المدينة بخبر جمع هذه الكمية الكبيرة من القفف وعملية التوزيع التي تمت تحت أنظارها، لم تحرك ساكنا لتنفيذ دورية وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، الذي أكد على ضرورة أن تتم عملية تقديم المساعدات والتبرعات تحت إشراف السلطات الإقليمية والمحلية.