شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةرياضةسياسية

دروس من الإقصاء

 

مقالات ذات صلة

 

في هذه الأيام الكئيبة التي شهدت، وبسرعة لا تكاد تصدق، إقصاء المنتخب المغربي، علينا أن نفيق من الصدمة بسرعة تعادل سرعة الصدمة نفسها، حتى لا تتحول الخيبة إلى خيبة دائمة، وحتى لا يتحول الإقصاء إلى لحظة شعبوية وخطاب انفعالي يزيد صدمة الإقصاء حدة.

إذا كان التأهل والإقصاء أمرا مألوفا وطبيعيا، فإن درس الإقصاء هو أن نقف عند هذه التجربة المريرة لنتساءل «كيف ولماذا وقع؟»، حتى نستوعب الدروس. ولا يمكننا أن نبدأ بهذا ما لم تكن الخطوة الأولى على الطريق الصحيح هي استيعاب دروس الهزيمة.

أول الدروس التي ينبغي استيعابها من هاته الخيبة أن نتعلم كيف نضع أرجلنا على الأرض، وأن نفهم أن النجاح ليس شيكا على بياض، وأنه، قبل ذلك، ليس صدفة بل هو مجهود وإرادة.

أما الدرس الثاني فهو أن لكل بطولة تفاصيلها وسياقها وإكراهاتها التي ينبغي التأقلم معها، فاللعب في الملاعب الإفريقية ليس هو اللعب في البطولات الأوروبية، وهذا يفرض على اللاعبين السرعة والإرادة في التأقلم.

أما الدرس الثالث فيتعلق باستبعاد العاطفة في تدبير المنتخب، فمهما بلغت العلاقات الإنسانية بين المدرب ولاعبيه لا يمكن أن يكون ذلك على حساب الأهلية والاستعداد والجاهزية.

الدرس الرابع هو الابتعاد قليلا عن الأضواء الخادعة، فالمنتخب دوره هو اللعب والتأهل والفوز وليس الظهور الإعلامي الذي يخرجه عن التركيز ويجعله مادة للبوز الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكنْ، مهما كانت الأسباب المحيطة بالإقصاء، ومهما كانت صدمة الخروج المبكر من «الكان» وحال الانقسام والعجز والضعف وسط المنتخب، فإنّ الإرادة، التي استطاعت أن توصل المنتخب لنصف نهائي كأس العالم وأن تثور ضدّ ضعف الكرة العربية والإسلامية والإفريقية، لقادرة على أن تصحّح هذه الكبوة عاجلاً أم آجلاً. فالمنتخب قد يتعب أو يقصى.. لكن لن يقبل بالاستمرار في السقوط وهنا يكمن الدرس من الإقصاء، ولعل نسخة 2025 ستضع حدا لحالة ترقب وانتظار طالت أكثر من اللازم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى