أفادت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» بأن عناصر الدرك الملكي بسرية جرادة تمكنت، بتنسيق مع القيادة الجهوية للدرك والمصالح المركزية بالقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، من فك لغز مقطع فيديو حمل إهانات مباشرة للقوات العمومية، وتحديدا لمصالح الدرك الملكي، حيث نجحت في تحديد موقع التسجيل وهوية الشخص الذي ظهر في الفيديو ومساعديه في إنجاز المقطع المهين للسلطات الأمنية بمنطقة عين بني مطهر بالمنطقة الشرقية.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن مصالح الدرك، التي استنفرت كل أطقمها بالمنطقة من أجل تحديد هوية الشخص الذي ظهر في الفيديو وهو يسلم رشوة إلى شخص آخر لم يظهر وجهه، وبعد 24 ساعة تم تحديد هويته، حيث اعتقل إلى جانب شريكه في النازلة، فيما لازال البحث جاريا لإيقاف شخص ثالث تكلف بتصوير المشهد الذي حط من كرامة رجال الدرك وأهانهم بشكل مذل، حسب نص الحوار الذي تم تداوله بين أطراف المقطع المصور.
وأضافت مصادر الجريدة أن مصالح الدرك أحالت المتهمين الموقوفين، صباح أول أمس الأحد، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بوجدة، حيث تقرر إيداعهما السجن بتهمة إهانة السلطات العمومية.
وأكدت مصادر مقربة من البحث أن المتهم اعترف بفبركة مقطع فيديو كاذب مهين لجهاز الدرك بمساعدة شخصين آخرين، حيث تظاهر بتسليم رشوة إلى عنصر دركي بالطريق الرابطة بين عين بني مطهر ومنطقة «بركم»، مضيفا أن الفيديو تم تصويره قبل شهرين تقريبا، وتم ترويجه بحر الأسبوع الماضي.
وبخصوص تفاصيل المقطع الصادم الذي استنفر كل الأجهزة الأمنية بولاية وجدة وإقليم جرادة تحديدا، فقد ظهر المتهم الرئيسي وهو في وضعية سكر طافح، في حوار مع دركي استوقفه من أجل إجراءات المراقبة، قبل أن يتظاهر المتهم باحتوائه للموقف من خلال تقديم رشوة مالية وإغراءات لعنصر المراقبة، ما دفع هذا الأخير لتمكينه من كل الضمانات مسبقا بعدم تفتيشه أو توقيفه لاحقا، وهو الحوار الوهمي الذي استهدف سمعة القوات العمومية ورجال الدرك بالمنطقة، وإهانتهم واتهامهم بتسلم رشاو من مرتادي الطريق الرابطة بين بني مطهر وبركم، وقد حرص على ذكر موقع النازلة بالضبط اعتقادا منه أن حيلته ستنطلي على المسؤولين وتدفعهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حق الدركي، إلا أن نباهة مسؤولي الدرك محليا وجهويا ومركزيا أنهت الموضوع في ساعات، وكشفت عن ملابسات الفيديو الذي حاول من خلاله المتهم الخمسيني الإساءة لرجال الدرك والقوات العمومية بشكل عام.
وحسب مصدر خاص بـ «الأخبار»، فإن القيادة العليا للدرك الملكي تواصل التصدي لكل المحاولات المسيئة لرجال الدرك الذين يؤدون مهامهم بكل وطنية ووفق القوانين الجاري بها العمل، وتترصد فرق خاصة لمختلف المحاولات التي تستهدف سمعة الجهاز، على غرار مساعي باقي الأجهزة الأمنية والسلطات الترابية والقوات العمومية، حيث يعمد بعض المتهورين إلى تسجيل مقاطع مصورة مفبركة لوقائع تحمل إهانات واتهامات مباشرة للقوات العمومية بشكل عام، وخاصة أجهزة الأمن والدرك، أو تحمل إشارات التحريض والفوضى، قبل ترويجها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وسبق لمصالح الدرك الملكي أن اعتقلت عشرات الأشخاص بعد ظهورهم في مقاطع فيديو تتحدث عن وقائع وهمية تروم الإساءة لرجال الدرك.
