أبحاث كشفت عملية مدبرة لإحراق المستودع للحصول على التأمين
الفقيه بن صالح: مصطفى عفيف
تمكنت عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي بسرية الفقيه بن صالح، من فك لغز العثور على جثة شخص بالقرب من مستودع تابع لشركة يوجد مقرها الاجتماعي بمدينة الدار البيضاء، بحيث كشف التحقيق أن الضحية كان رفقة شخص آخر وراء إضرام النار في المستودع التجاري، من أجل الاستفادة من تعويضات شركة التأمين.
وتعود فصول القضية الى صباح يوم 29 يناير الماضي، حين تم العثور على جثة شخص بالقرب من مستودع للحلويات بمنطقة أولاد إدريس برادية، بإقليم الفقيه بن صالح، تعرض لحريق، وهو ما عجل بحضور مختلف فرق الدرك الملكي التابعة لسربة الفقيه بن صالح، التي دخلت على الخط من خلال فتح بحث قضائي، بناء على تعليمات الوكيل العام للملك ببني ملال.
وأسفر التحقيق الأولي الذي باشرته فرقة تقنيي الجريمة للدرك الملكي والمركز القضائي، بإشراف مباشر من قائد سرية الدرك بالفقيه بن صالح، انطلاقا من عملية المسح بمحيط المستودع ومكان العثور على الجثة، ومن خلال عملية تفتيش دقيق، (أسفر) عن العثور بجيب الهالك على قفل، في حين كشف البحث الميداني أن الباب الرئيسي للمستودع كان بدون قفل، من هنا انطلقت عملية تحليل المعلومات، ليتم تحديد هوية الهالك، والذي تبين أنه شخص يعمل لدى صاحب المستودع.
وتم استدعاء صاحب المستودع للاستماع إليه بخصوص واقعة الحريق وعلاقته بالهالك، وهو البحث الذي قاد فرقة الأبحاث للوصول إلى معلومات خطيرة، تؤكد علاقة صاحب المستودع والهالك وآخرين من خلال تتبع المكالمات الهاتفية بين جميع الأطراف، حيث تمت محاصرة صاحب المستودع بمجموعة من الأدلة، جعلته يقر بكل تفاصيل العملية المدبرة. بحيث كان على اتفاق مسبق مع الهالك وآخرين من أجل تنفيذ مخطط إضرام النار بالمستودع، بغية الاستفادة من تعويضات التأمين على الحريق، وهو الاتفاق الذي جعل المشتبه فيهما يكتريان سيارة، قبل أربعة أيام من الواقعة. وعند موعد التنفيذ، التقى عاملان من المستودع بصديقهما الذي كانت برفقته فتاة وقضوا ليلة حمراء، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي سلما صديقهما السيارة من أجل الانتقال إلى مدينة بني ملال برفقة صديقته، في حين قاما بعد مغادرة صديقهما وصديقته بأخذ كمية من البنزين، التي أحضراها مسبقا ودخلا إلى المستودع، حيث عمدا إلى صب البنزين بجميع أرجاء المستودع من الداخل، ومن ثم خرجا دون أن ينتبها إلى أن القفل الخاص بالباب الرئيس تم وضعه بجيب أحدهما، وبعد خروجهما قاما بإضرام النار عبر النافذة، في وقت ظل أحدهما بجانب باب المستودع للتأكد ما إن كانت النيران قد التهمت كل محتويات المستودع، قبل أن يهز المكان انفجار قوي، وهو الانفجار التي تسبب بفعل الضغط في تطاير باب المستودع، الأمر الذي أدى إلى إصابة أحدهما، حيث أغمي عليه قبل أن يفر شريكه ويتركه بعين المكان، بعدما تأكد أنه فارق الحياة.
وكشف البحث عن تورط الضحية وشخص آخر، باتفاق مع صاحب المستودع، من أجل إضرام النار والاستفادة من التأمين. ليتم وضع المتهمين تحت تدابير الحراسة النظرية، قبل عرضهما بعدها على أنظار الوكيل العام للملك ببني ملال.