شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

“دراعية” المدرب موكوينا

حسن البصري

قبل انطلاقة مباراة كأس التميز بين الوداد الرياضي وشباب المسيرة الصحراوي، تلقى المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا هدية من مسؤولي الفريق الزائر، عبارة عن “دراعية” سرعان ما لف بها المدرب جسده وبدا سعيدا وهو يتمدد في هذا الزي الصحراوي الأصيل.

في الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة، عبر مدرب الوداد عن الإحساس الذي انتابه وهو يرتدي “الدراعية” فوق أرضية الملعب، مضيفا أن قشعريرة قد داهمته حين كان يلف جسده بالهدية الرمزية.

تناقلت وسائل إعلام جنوب إفريقية صورة موكوينا وهو يرتدي “الدراعية” الصحراوية، بشكل مختصر ودون الغوص في أبعاد الهدية، خاصة في ظل موقف بريتوريا الداعم للأطروحة الانفصالية، بينما حاولت كتابات في منصات التواصل الجزائرية تنبيه مدرب الوداد ومطالبته بـ”رفع درجة اليقظة”.

كادت دبلوماسية الجزائر، وهي تتابع صور الهدية، أن تستدعي سفيرها في بريتوريا للتشاور، لكنها ابتلعت ريق الألم وسكتت عن الكلام المباح، وهي تستفسر أولي الأمر في البرمجة عما إذا كان لمباراة الذهاب شوط ثان في العيون.

في العيون سيقف المدرب الجنوب إفريقي على زيف خطاب مواطنه حفيد نيلسون مانديلا، وسيكتشف أن القيادة السياسية لبلده تراهن على الحصان الخاسر إن لم نقل “بغلا”.

غضبت الجزائر من نجم الكرة العالمي دييغو مارادونا، ودخل قائمة الممنوعين من الصرف، بمجرد زيارته لمدينة العيون في ذكرى عيد المسيرة الخضراء، ارتفع مؤشر القلق حين انتشرت صورة أسطورة الكرة وهو يقبل تربة الصحراء ويردد بأعلى صوته “الصحراء مغربية”، ويرقص على أنغام الطرب الحساني ممزوج بقليل من لمسة الطانغو اللاتيني، بعد أن لف جسده في “دراعية” صحراوية ناعمة الملمس.

التقارير التي نقلتها الأجهزة السرية للرئاسة الجزائرية تشير إلى خطورة “التقارب الرياضي بين المغرب وجنوب إفريقيا”، بعد أن انتدب الرجاء مساعدين من جنوب إفريقيا لمدربه السابق اسمه زينباور، وأيضا الطاقم التقني للوداد المكون من أغلبية جنوب إفريقية، فضلا عن انتقال لاعبين بين البلدين.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد لوحظ أن المدرب موكوينا قد استعان بحارس شخصي جيء به من بريتوريا وظل يلازمه كظله، وحين نبهه مسؤولو الوداد إلى عدم الحاجة “لسيكيرتي” مستورد في بلد مضياف، تبين أن غالبية المدربين في جنوب إفريقيا يسكنهم الهاجس الأمني، فتعهد بأداء راتب حارسه.

تذكرون الضجة التي أثيرت حول تايلور زوجة اللاعب الجزائري، رياض محرز، على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، فقط لكونها نسبت القفطان التقليدي الذي ارتدته في الاحتفالات بزواجها، لمصممة مغربية، ففتحت جبهة الجدل حول هوية وأصل هذا الزي. حين وضحت عارضة الأزياء تايلور الأمور وعززت بيان الحقيقة بصور من مراكش، امتد الغضب لعميد المنتخب الجزائري، وسارعت وزارة الثقافة إلى مراسلة منظمة اليونسكو مطالبة بتسجيل “القفطان” كموروث جزائري الأصل.

ولأن مديرة اليونسكو، مغربية الجذور ونجلة المستشار الملكي أندري أزولاي، فقد وضعت الملتمس في رف “التخاريف”، ومضت إلى غايتها.

ليس موكوينا ولا ماردونا ولا تايلور هم الذين أشادوا بأصالة الزي المغربي، فقد كان المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة يجد متعة وهو يرتدي الجلباب المغربي، ولو غضب عنه الجزائريون.

وفي عز الخلاف بين الرباط وباريس في الثمانينات من القرن الماضي، كان فانسون، مدرب الوداد الرياضي فرنسي الجنسية، يحرص على ارتداء الجلباب المغربي ويضع على رأسه طربوشا أحمر اللون، مات فانسون وظل الطربوش الأحمر رمزا للبطولة.

حين انقطعت حبال العلاقات بين المغرب وإيران، كان المدرب الإيراني حسن رنكراز يدرب منتخب المصارعة، ويستمتع بالكرعة الدكالية، ضدا على القطيعة.

أخشى أن تمنع الهدايا على المدربين بشرط جزائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى