وفقا لمجلة المعهد الوطني للسرطان، حيث ظهرت دراستان مستقلتان، فمن المحتمل أن يكون فيتامين «د» هو مفتاح النتائج التي تم الحصول عليها. تسمح الشمس للجسم بتوليف فيتامين «د» الذي، من بين أمور أخرى، من شأنه أن يحفز جهاز المناعة، مما يساعد على حمايته بشكل أفضل ضد بعض أنواع السرطان.
في الدراسة الأولى التي أجريت في السويد والدنمارك، تمت مقارنة التأثير طويل المدى للتعرض لأشعة الشمس على ثلاثة آلاف وسبعمائة وأربعين شخصا مصابا بأورام الغدد الليمفاوية السرطانية «هودجكين، أو غير هودجكين أو سرطان الدم» مع ثلاثة آلاف ومائة وسبعة وثمانين فردا سليما.
لاحظ الباحثون وجود علاقة عكسية بين التعرض للأشعة فوق البنفسجية وخطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية فكلما زاد تعرض الأشخاص للشمس في العشرينات من العمر، انخفض الخطر أي خطر أقل بنسبة عشرين في المائة إلى أربعين في المائة. كما لوحظت العلاقة نفسها، على الرغم من ضعفها، مع خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين.
وفقا للباحثين في مجلة المعهد الوطني للسرطان، فإن هذا الاكتشاف الذي لوحظ بالفعل في دراسة أخرى يقوض الفرضية القائلة بأن التعرض المكثف للشمس يمكن أن يكون سببا لظهور الأورام اللمفاوية.
أجريت الدراسة الثانية في الولايات المتحدة، وشملت خمسمائة وثمانية وعشرين شخصا مصابا بسرطان الجلد، والذين تمت متابعتهم إكلينيكيا لأكثر من خمس سنوات، في المتوسط. مثل الدراسة الأخرى، وجد الباحثون علاقة عكسية هذه المرة بين خطر الوفاة من سرطان الجلد وشدة التعرض لأشعة الشمس. كلما زاد عدد المرضى الذين تعرضوا لحروق الشمس أو حمامات الشمس لفترات طويلة من الزمن، انخفض خطر الوفاة من مرضهم.
تعتبر هذه النتائج رائعة، لذا يجب النظر إليها بحذر. من منظور الصحة العامة وحده، سيكون من غير المناسب تقديم أي توصيات بشأن المستوى المقبول لكثافة التعرض.
تسلط هذه الدراسات الضوء أيضا على التوصية التي قدمها في 2004 الأستاذ المثير للجدل مايكل ف. هوليك من المركز الطبي بجامعة بوسطن. ثم أشار إلى أنه من أجل تكوين احتياطيات كافية من فيتامين «د»، كان من المستحسن تعريض نفسه للشمس بين الساعة الحادية عشر صباحا و الثانية ظهرا، دون حماية، مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وذلك لفترة متفاوتة حسب خط العرض من مكان الإقامة من خمسة إلى عشرين دقيقة.