إنزكان: محمد سليماني
وصلت العلاقة بين الأطباء العاملين بالمركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان، المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، وإدارة المركز الاستشفائي إلى الباب المسدود.
وبحسب المعطيات، فإن النقابة المستقلة قررت رفع دعوى قضائية ضد إدارة المستشفى من أجل رد الاعتبار لأحد الموظفين الذي تعرض للقمع والسب والشتم خلال اجتماع رسمي بمقر المندوبية الإقليمية للصحة، وبحضور لجنة الحوار التي تمت دعوتها من قبل المندوب الإقليمي لدراسة أسباب الخلافات القائمة بين الأطباء والممرضين وإدارة المستشفى.
واستنادا إلى المصادر، فإن ما زاد من ارتفاع منسوب الخلافات والقطيعة بين الأطباء وإدارة المستشفى هو عدم اعتراف هذه الأخيرة بالمكتب الإقليمي للنقابة المستقلة، الأمر الذي جعل لجنة الحوار تنسحب من الاجتماع المذكور وتنظم وقفة احتجاجية يوم رابع يوليوز الجاري.
وبدخول العلاقة بين الأطباء وإدارة المستشفى مرحلة القطيعة، فإن ذلك ينعكس سلبا على انسيابية العمل داخل مجموعة من المصالح الطبية، كما يؤثر على مؤشرات الأداء بهذا المرفق الحيوي الذي يقدم خدماته لسكان منطقة تعرف وجود أكبر كثافة سكانية بالجهة. ودفعت هذه الوضعية جمعيات المجتمع المدني بمدينة إنزكان إلى الدخول على الخط، حيث نددت بما وصفته بالوضعية الكارثية التي يعرفها المركز الاستشفائي الإقليمي، وما يشهده من سوء للتسيير والتدبير، إضافة إلى نقص وتدني مستوى الخدمات الاستشفائية ونقص وغياب الأدوية الطبية والمستلزمات شبه الطبية بأغلب الأقسام الاستشفائية، وبالخصوص مصلحة المستعجلات.
وبعد تنامي الخلافات وتراجع الخدمات بالمستشفى، دخل عامل إقليم إنزكان بدوره على الخط، حيث تم عقد اجتماع موسع بمقر العمالة دام أكثر من ثلاث ساعات، بحضور رئيس المجلس الإقليمي ورؤساء عدة أقسام ومصالح بالعمالة والمندوب الإقليمي للصحة ومدير للمستشفى الإقليمي بالنيابة، حيث تم التداول في الوضعية التي يعرفها المستشفى الإقليمي، إذ تم الوقوف على مكامن الضعف والخلل والتعهد بتجاوزها والعمل على إعادة انتشار الأطر الطبية والتمريضية وفق الخصاص المسجل، وتأهيل المنظومة الصحية بالإقليم بما يتماشى والعرض الصحي المطلوب توفره، والعمل على تجويده على مستوى البنية التحتية والأطر الطبية والتمريضية وتسريع الخدمات الطبية.
إلى ذلك، دخلت، أيضا، جمعية «أزول للخدمات الصحية والاجتماعية بإنزكان» على الخط، حيث أعلنت للرأي العام أنه «رغم كل المجهودات المبذولة من طرف مسؤولي الإدارة المحلية والمنتخبين إقليميا، مازالت الوضعية الاستشفائية بالمستشفى الإقليمي على ما هي عليه، بل تفاقمت أزمة الأمن الصحي بالإقليم». وأبرزت الجمعية، في بيان لها، أن «العرض والأمن الصحيين بعمالة إنزكان ينذران بأزمة احتقان غير مسبوقة بالإقليم».