تدخل العديد من دول العالم في الوقت الحالي بأجواء حارة للغاية هذا الصيف، وتترافق موجة الحر هذه مع حوادث مؤسفة في بعض الأحيان. وبالأخص، تتعرض السيارات لدرجات حرارة مرتفعة خلال فصل الصيف، مما يؤدي إلى أجواء حارة للغاية بداخلها عندما تكون متوقفة، مما يشكل خطرا على بعض الأشياء والأدوات التي يمكن تركها في السيارة مثل الأدوية. لذا نوضح لك لماذا يجب عدم ترك الأدوية داخل السيارة في الأجواء الحارة.
أغلب الأشخاص من أصحاب السيارات، يتعاملون مع هذه الأخيرة، على أنها بيتهم الثاني، يضعون فيها جل أغراضهم التي يستعملونها باستمرار، من قبيل الأحذية، الملابس، الأكسسوارات، وحتى بعض الأطعمة السريعة، على غرار البسكويت، المياه والعلكة وغيرها، ليس هذا فحسب، فهناك الكثير من الأشخاص من يضعون في السيارة، حتى أدويتهم المعتادة، مثل أدوية علاج الصداع، وغيرها من الأدوية، خصوصا من يعانون من أمراض مزمنة ويضطرون لتناول الدواء بشكل يومي. فيما تفضل الكثير من الشابات والنساء وضع مواد التجميل في السيارة، لأنهن، وبحكم ضيق الوقت، يضطررن لوضع المكياج وهن بداخل سياراتهن.
لكن هل ما يقوم به هؤلاء الأشخاص مقبول صحيا؟ بالطبع لا، لسبب واحد وهو أن السيارات بشكل عام تتعرض لأشعة الشمس عند وجودها في الشارع، وبالتالي ترتفع حرارتها بشكل كبير للغاية. ولأنه موسم الصيف، فهذه التصرفات غير صحية وغير مقبولة بشكل نهائي، لأنها لا تتسبب سوى في تلف تلك المواد، خصوصا منها الأدوية ومستحضرات التجميل وبعض الأطعمة التي لا تتحمل ارتفاع درجات الحرارة.
وما لا يعرفه الكثيرون أنه عندما يكون الجو معتدلا أو عندما تتراوح درجات الحرارة بين الست والعشرين والسبع والعشرين درجة مئوية في الجو، فإن هذه الدرجات لا تسري على السيارات المغلقة المركونة تحت أشعة الشمس، فيكفي أن تتواجد السيارة تحت أشعة الشمس لعشرين دقيقة في جو معتدل لتصل درجات الحرارة داخلها إلى إحدى وثلاثين درجة مئوية، أما إذا ظلت ضعف هذه المدة فالحرارة تصل إلى سبع وأربعين درجة مئوية، أي عشرين درجة أكثر من الجو خارج السيارة، فيما قد تصل الحرارة داخل السيارة المركونة لمدة ساعة كاملة تحت أشعة الشمس، إلى خمسين درجة، وهي درجة حرارة جد عالية، ما يؤدي إلى إتلاف الأدوية وتحولها إلى مواد سامة، والشيء نفسه بالنسبة لمستحضرات التجميل، ما قد يؤذي البشرة ويضر بها.
ومن المهم الاشارة إلى نقطة مهمة جدا يقوم بها الكثيرون، وهي تركهم لقارورات الماء البلاستيكية داخل السيارة، والعودة إلى شربها مرة أخرى، وهو أمر خطير للغاية، أولا لأن القارورات البلاستيكية هي قارورات للاستعمال الواحد والسريع، أي لا يصح الاحتفاظ بها بعد فتحها لمدة طويلة. فضلا عن أن بعض أنواع البلاستيك عند تعرضها للحرارة المفرطة، تطلق موادا سامة وخطيرة على صحة الإنسان. لهذا من المهم جدا التأكد من التخلص من كل قارورات المياه المتواجدة بالسيارة عند الخروج منها، وعدم تركها والعودة مرة أخرى للشرب منها أو استعمالها.
الشيء نفسه بالنسبة للأدوية ومواد التجميل، فعند تركها أو نسيانها في السيارة لمدة طويلة تحت أشعة الشمس، فلا بد من التخلص منها وعدم استعمالها مجددا، خصوصا في الفصل الحار، عندما تتعرض السيارات لدرجة حرارة مفرطة قادرة على إتلاف كل هذه المواد التي لا تقبل التعرض للحرارة بشكل كبير.