انتهى شكيب بنموسى من وضع خطة تتضمن سيناريوهات تدبيرية مختلفة، الغرض منها إنجاح السنة الدراسية، وتحديدا الامتحانات الإشهادية، والتي تم اجتيازها في السنوات الثلاث الماضية في ظل ظروف استثنائية. السيناريوهات تأخذ بعين الاعتبار تواتر إضرابات العديد من الفئات، وخاصة الأساتذة، وأيضا مستجدات الجائحة، على الرغم من تحسن الوضع الوبائي.
سيناريوهات بعيدة عن الأجواء الاستثنائية
يصر وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، على أن تمر محطة الامتحانات الإشهادية هذه السنة، وخاصة امتحانات الباكلوريا، في ظروف أفضل من ظروف السنوات الثلاث الماضية، حيث أعطيت التعليمات للمديرين المركزيين والجهويين على أن يعملوا على توفير مناخ عادي لاجتياز هذه الامتحانات بعيدا عن الأجواء الاستثنائية التي اعتاد عليها التلاميذ المغاربة. لذلك تم الانتهاء من وضع خطة، تفيد مصادر موثوقة من داخل الوزارة، تتضمن عدة سيناريوهات، منها حدوث تصعيد من طرف بعض الفئات التعليمية وخاصة أطر الأكاديميات المدعومين من بعض النقابات، هذا التصعيد الذي قد يؤدي إلى ضياع ساعات كثيرة من زمن التمدرس، وهو الأمر الذي سيعني إمكانية تأخير الامتحانات عن موعدها لإفساح المجال للتلاميذ المتضررين من الإضرابات للاستفادة من حصص إضافية للدعم، وبالتالي استكمال البرامج الدراسية.
هذا السيناريو ماتزال الوزارة تستبعده، بسبب تواصل حوارها مع النقابات في أجواء يُقرُّ الطرفان بأنها «إيجابية»، وبالتالي يمكن للوزارة، في أفق شهر يوليوز، وهو الموعد الذي حددته لتقديم مشروع النظام الأساسي الموحد، يمكنها أن تضغط على الأساتذة المضربين لتجميد احتجاجاتهم والالتحاق بالفصول الدراسية لاستكمال البرامج الدراسية ومحاولة استدراك الزمن الدراسي المهدور، والذي يعد بالأسابيع.
السيناريو الثاني يتعلق بحدوث انتكاسة وبائية على غرار ما شهده المغرب في الشهور الأخيرة وظهور متحور جديد يعيد المغرب للأجواء الاستثنائية. ورغم التفاؤل الذي يطبع تصريحات وزارة الصحة في هذا الصدد، فإن الوزارة لا تستبعد، في حال حدوث انتكاسة، اعتماد سيناريو مشابه للخطة التي تم اعتمادها قبل ثلاث سنوات، عندما تم توظيف فضاءات مفتوحة من قبيل القاعات المغطاة لاحتضان امتحانات الباكلوريا.
خطة جديدة لعمل لجان الامتحانات
شرعت لجان وضع الامتحانات في المركز الوطني للامتحانات، وهو الجهة التي يتم تكليفها لوضع دلائل الاختبارات وأيضا مواضيع الاختبارات، (شرعت) في أداء مهامها، آخذة بعين الاعتبار سيناريوهات محتملة، من قبيل اعتماد قاعدة «الامتحان في المقروء»، كما حدث السنة الماضية، أو اعتماد البرامج الدراسية المقررة، كما جرت به العادة قبل الجائحة.
وأكدت مصادر مسؤولة أن الدلائل التي وافق عليها بنموسى مبنية على سيناريوهين رئيسيين، الأول أن تعلن الحكومة رسميا انتهاء الظروف الصحية الاستثنائية التي ماتزال تقرها، وهو ما يعني عودة الحياة إلى طبيعتها، وفي هذه الحالة سيتم اعتماد خطة شبيهة بتلك المعتمدة قبل الجائحة، سواء في تسليم المواضيع لمديري الأكاديميات أو نسخها وطبعها في المقرات الجهوية. أما السيناريو الثاني فيعتمد على استمرار تبني الحكومة للتدابير الاحترازية، وهو ما يعني تبني خطة تأخذ بعين الاعتبار هذه التدابير، من قبيل اعتماد ترتيب مضبوط لتسليم المواضيع ونسخها وطبعها وتوزيعها على مراكز الامتحانات الإشهادية. هذه الخطة تشمل أيضا تدابير تهم المراقبة والتصحيح ومسك النقط والإعلان عن النتائج.
وذكرت المصادر ذاتها أن الوزارة تعول على ساعات الدعم التي تم الشروع فيها على صعيد المؤسسات التعليمية التي شهدت في الشهور الأولى للسنة الدراسية توقفا بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا في صفوف التلاميذ أو الأطر الإدارية والتربوية. وفي حال تم استدراك الزمن التربوي الضائع، فإن اللجان المكلفة بوضع مواضيع الاختبارات المقررة في الامتحانات الإشهادية، وخاصة الباكلوريا، ستضع مواضيع تهم كل دروس البرامج الدراسية للسنة الدراسية بكاملها.