حميد برادة (صحافي سياسي) ثلاث محاولات من أجل إجراء حوار مع الحسن الثاني
حسن البصري
اعترف الصحافي والمحلل السياسي والمعارض السابق باستقباله من طرف الملك الحسن الثاني في ثلاث مناسبات، وقال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط» إنه حظي بلقاء الملك ثلاث مرات. في اللقاء الأول كان الغرض من اللقاء إجراء حوار معه حول الصحراء من أجل إنجاز فيلم كندي حول المغرب، وكان القائمون على الفيلم في حاجة إلى إجراء حوار مع الحسن الثاني، وفعلا تمكن الفريق الكندي من إنجاز الفيلم، ومر الحوار مع الملك في ظروف جيدة، حيث نشرت فقرات منه في مجلة «جون أفريك».
يقول برادة إن الملك دعاه بعد الحوار لجلسة سأله فيها عن مشروع إنشاء صحيفة، «أجبته بأنني سأصدر صحيفة مستقلة ماليا»، يقول برادة، لكن الرد لم يعجب الحسن الثاني، يقول الصحافي المعارض في حوار مع «الشرق الأوسط»: «أدركت من خلال سؤاله أنه يطلب مني إصدارها، وأن جوابي كان غير لائق. ولتصحيح الخطأ اقترحت عليه فكرة إنجاز كتاب معه، لأنه بهذه الطريقة سأكسب ثقة الراغبين في المساهمة المالية في إنشاء الصحيفة، خصوصا أنني أنجزت كتابا عن العقيد الليبي معمر القذافي، فابتسم وسألني: لماذا كل هذه السرعة؟ وأعطيته مثال القذافي الذي خصص لي ست ساعات من وقته، لكنه لم يكن يجيب عن الأسئلة، لأنه يريد أن يكون فيلسوفا، لكن جلالتك تجيب عن الأسئلة بدقة. وأشرت أيضا إلى أن فرانسوا ميتران، أنجز كتابا في نهاية أسبوع مع أحد الصحافيين الجيدين». نادى الملك على رئيس وزرائه عبد اللطيف الفيلالي، وطلب منه أن يجد له عشر ساعات خلال شهر شتنبر، وكنا وقتها في شهر غشت 1986، لكن اللقاء لم يتحقق، ما دفع برادة إلى كتابة رسالة إلى الملك سلمها إلى الوزير مولاي أحمد العلوي، ضمنها اقتراحا جديدا بإجراء حوارات مطولة مع الحسن الثاني حول العالم العربي.
يضيف برادة بأن لقاء آخر جمعه بالملك الراحل في مسالك الغولف، «التقيت الحسن الثاني مرة أخرى في الغولف بمراكش بعدما عدت لتوي من كندا، واستقبلت بعد ذلك ليلا من طرف الملك بحضور مستشاره أحمد رضا اكديرة، وتكلمنا مطولا حول موضوع الكتاب، وكان الحسن الثاني يريد معرفة كل شيء عن الموضوع، وكانت أجوبتي مقتضبة، واجتمعت به مدة ساعة كان خلالها يريد معرفة الأسباب التي دفعتني إلى التفكير في هذا الموضوع، ويبدو أن الحسن الثاني ظن أن الكتاب مرتبط بأهداف غير معروفة، فاتفقنا على طريقة الاشتغال، لكنني لم أتلق أي رد بعد ذلك».
أمام رفض القصر، اختار برادة مسلكا آخر، حيث قام بتحفيز جان دانييل، مدير مجلة «لونوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية، من أجل إجراء حوارات مع الحسن الثاني، واتصل بمولاي أحمد العلوي للتنسيق معه.