لليوم الخامس على التوالي، يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة مخلفا أكثر من 950 شهيدا، في وقت ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين على يد المقاومة الفلسطينية إلى 1200. في المقابل شنت المقاومة ضربات صاروخية على مناطق مختلفة من الكيان الإسرائيلي، وخاصة عسقلان، ردا على ضرب المدنيين في غزة لإجبارهم على النزوح.
حصيلة القتلى
مع دخول حرب إسرائيل وغزة يومها الخامس، وصلت حصيلة اليوم الرابع إلى نحو 1200 قتيل إسرائيلي، ونحو 900 شهيد في الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، ارتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين إلى 1200 والمصابين لأكثر من 2700، بحسب وكالة «رويترز».
وأغلب القتلى الإسرائيليين من المدنيين، إذ لقوا حتفهم بالرصاص في المنازل أو الشوارع أو في حفل أقيم في الهواء الطلق.
وتم اختطاف عشرات الإسرائيليين وآخرين من الخارج واقتادهم المسلحون إلى غزة كمختطفين، وظهر بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء عرضهم في الشوارع، وفقا لوكالة «رويترز».
ومن جانبها، أعلنت حماس، أمس الأربعاء، مقتل أكثر من 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة ليلا.
وقبل ذلك قالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 900 شخص قتلوا وأصيب 4600 في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ يوم السبت، بينهم مدنيون.
ويبلغ طول القطاع الساحلي المكتظ بالسكان 40 كيلومترا وعرضه 10 كيلومترات ويقطنه 2.3 مليون نسمة.
وفي الضفة الغربية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 21 فلسطينيا قتلوا وأصيب 130 آخرون في مواجهات مع القوات الإسرائيلية منذ يوم السبت.
وصول الدعم الأمريكي
أعلنت القيادة الأمريكية الوسطى، فجر أمس الأربعاء، وصول حاملة الطائرات «جيرالد فورد» إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأكد قائد القيادة المركزية، الجنرال مايكل كوريلا، أن «وصول هذه القوات ذات القدرات العالية إلى المنطقة يعد إشارة قوية للردع، إذا فكر أي طرف معادٍ لإسرائيل في محاولة الاستفادة من هذا الوضع».
كذلك أكد الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، وصول أول طائرة أمريكية تحمل ذخائر إلى إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «هبطت ليلا طائرة تحمل ذخيرة متطورة في قاعدة نباطيم. تم تصميم الذخيرة للسماح بضربات كبيرة والتحضير لسيناريوهات إضافية. نحن ممتنون للدعم والمساعدة الأمريكية لجيش الدفاع الإسرائيلي بشكل خاص، ولدولة إسرائيل بشكل عام، خلال هذه الفترة الصعبة. يعلم أعداؤنا المشتركون أن التعاون بين الجيوش أقوى من أي وقت مضى، وهو جزء أساسي من ضمان الأمن والاستقرار الإقليميين».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أمرت وزارة الدفاع الأمريكية، مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «يو إس إس جيرالد فورد»، بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط لتكون جاهزة لمساعدة إسرائيل بعد هجوم «حماس» المفاجئ.
ويرافق المجموعة القتالية ما يقرب من 5000 بحّار وطائرات حربية وطرادات ومدمرات.
وأمر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم الاثنين، بـ«دعم إضافي» لإسرائيل إثر هجمات حركة حماس، وفق ما أعلنه البيت الأبيض، مشيرا إلى أن بايدن أبلغ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن مساعدة عسكرية أمريكية إضافية في طريقها إلى إسرائيل.
وقالت الرئاسة الأمريكية، في بيان، إن بايدن ونتانياهو «ناقشا أيضا الجهود القائمة لضمان ألا يعتقد أعداء إسرائيل أنهم يستطيعون أو أن عليهم استغلال الوضع الراهن».
وجاء في البيان، أيضا، أن «الرئيس أمر بدعم إضافي لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإرهابي غير المسبوق لحماس».
وذكر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في بيان، أن «حكومة الولايات المتحدة ستزود قوات الدفاع الإسرائيلية بسرعة معدات وموارد إضافية، بينها ذخائر».
وأضاف أوستن أنه وجّه حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد» والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن واشنطن تعمل على تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وفي المقابل، أعلنت حركة «حماس» رفضها «بشدة» تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن إسرائيل، واصفة إياها بـ«البيان التحريضي» الذي يهدف إلى «تصعيد التوتر من قبل النظام الصهيوني الهمجي ضد الشعب الفلسطيني».
وقالت الحركة، في بيان، إن «التصريحات تغطي على إجرام وإرهاب الحكومة الصهيونية»، وانتقدت الرئيس الأمريكي لعدم تناوله «المجازر التي ترتكبها القوات الصهيونية ضد الشعب بدم بارد».
واختتمت «حماس» بيانها مطالبة الإدارة الأمريكية بـ«إعادة تقييم موقفها»، واتهمتها باتباع «سياسة المعايير المزدوجة» في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
مساعدات لفلسطين
أمر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بإرسال قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى فلسطين، وذلك بعد ساعات قليلة من تحذير السلطات الإسرائيلية بقصف أي مساعدات توجه للقطاع.
وأعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي أنه، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، يستعد لإرسال قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية.
وتضم قافلة المساعدات أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم الأشقاء الفلسطينيين جراء أعمال العنف التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فيما أعرب التحالف الوطني عن أسفه الشديد حيال تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة، وهو ما يهدد السلام الدولي ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان.
وأكد التحالف الوطني على مواصلة جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية نقلت، الثلاثاء، عن مصادر إسرائيلية، أنه تم توجيه رسالة إلى مصر مفادها أنها ستقصف أي قوافل أو شاحنات تنقل مساعدات لغزة.
ضربة كبيرة من حماس لعسقلان
بدأت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بإطلاق الصواريخ باتجاه عسقلان، وذلك بعد مهلة أعلنت عنها الكتائب لسكان المدينة، فيما استهدفت قبل ذلك مطار بن غوريون.
ودوت صفارات الإنذار في جنوب عسقلان مع انتهاء المهلة الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي لمغادرة السكان، وقالت الكتائب إنها وجهت ضربة بمئات الصواريخ إلى عسقلان ردا على تهجير المدنيين، وفق تعبيرها.
وقالت القسام: سنواصل دك عسقلان وسننتقل لتهجير مدينة أخرى إذا لم يوقف الاحتلال تهجير المدنيين.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن ضحايا سقطوا في مدينة عسقلان بعد أن استهدفتها المقاومة بمئات الصواريخ، كما اندلعت نيران في المدينة بعد تعرضها للقصف.
وكان أبو عبيدة، المتحدث باسم القسام، قال: «ردا على جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في عدة مناطق من قطاع غزة، فإننا نمهل سكان مدينة عسقلان لمغادرتها قبل الساعة الخامسة من مساء اليوم الموافق الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش».
وختم أبو عبيدة تحذيره، عبر حسابه على منصة تليغرام، قائلا: «وقد أُعذر من أَنذر».
وخلال الأيام السابقة، أرسل الجيش الإسرائيلي رسائل هاتفية فضلا عن اتصالات هاتفية مع سكان عدد من المناطق وطالبهم بإخلائها تمهيدا لقصفها. كما نشر الجيش على منصاته مقاطع فيديو، يطالب فيها سكان بعض المناطق من غزة بإخلائها والنزوح إلى مناطق أخرى.
الغرق في الظلام
حذر قطاع غزة من نفاد الوقود خلال ساعات، ما ينذر بغرق القطاع في ظلام دامس واستحالة تقديم الخدمات الحياتية الأساسية للمواطنين.
وقال رئيس سلطة الطاقة، ظافر ملحم، لإذاعة صوت فلسطين، أمس الأربعاء، إن ما تبقى من وقود في شركة كهرباء غزة، وهي المحطة الوحيدة التي توفر الكهرباء، يكفي لما بين عشر و12 ساعة على الأكثر فقط.
وقطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن القطاع، يوم الاثنين، في إطار ما وصفته بأنه حصار مطبق ردا على هجوم مباغت وواسع شنته حركة حماس.
وحذرت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أمس الأربعاء، من أن مخزون الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في مستشفيات قطاع غزة سينفد غدا.
وقالت الوزيرة، في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين)، إن هذا الأمر سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع التي وصفتها بالكارثية في المستشفيات، خاصة «بعد توقف الكهرباء خلال ساعات من الآن».
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عددًا من مؤسساتها مهددة بالتوقف عن العمل بسبب قرب نفاد الوقود. وناشدت الوزارة، كافة الجهات المعنية، بتوفير الوقود اللازم لسد العجز في الكميات الموجود حاليًا في المؤسسات.
وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي للقطاع بيانا قال فيه: «أمام هذا الواقع الذي يهدد حياة أكثر من 2.3 مليون إنسان، فإننا نطلق نداء استغاثة عاجلا جدا للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية، بضرورة التحرك السريع لإيقاف هذه الجريمة ضد الإنسانية وهذا القتل الجماعي متعدد الأشكال، والتداعي لإمداد قطاع غزة بكل أسباب الحياة، وعدم ترك سكانه رهينة أدوات القتل التي يستخدمها الاحتلال».
وأصدرت شركة توزيع الكهرباء بغزة، فجر أمس الأربعاء، تنويها هاما حول توقف مفاجئ حدث في منظومة مركز الاستعلامات الخاص بالشركة عبر الرقم 133.
ومطلع الأسبوع الجاري، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية وقف إمدادات الكهرباء المخصصة لقطاع غزة، وذلك عقب انطلاق عملية «طوفان الأقصى». وقال وزير الطاقة الإسرائيلي كاتس، في بيان مقتضب: «وقعت أمراً يقضي بوقف شركة الكهرباء الإسرائيلية إمدادات الكهرباء لغزة».
ويعمد الاحتلال بشكل متواصل إلى تقليص إمدادات الكهرباء، وصولا إلى قطعها كعقاب في كل مرة يقوم الفلسطينيون بعمليات ضده. وتتأثر جميع مناحي الحياة بهذا القطع، ضمنها القطاعات الاقتصادية والمنازل والمستشفيات.
ولا يوجد في القطاع حاليا إلا مصدران للطاقة، هما الخطوط الإسرائيلية الواردة عبر الأراضي المحتلة، والتي توفر عادة ما يتجاوز 120 ميغاواط ومحطة التوليد المحلية التي توفر قدرة إنتاجية تتراوح ما بين 65 و120 ميغاواط، وفقا لكفاءة مولداتها الأربعة.
واتهم أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إسرائيل، بتعمد استهداف الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف في القطاع.
ونقلت وكالة (شهاب) الفلسطينية، أمس الأربعاء، عن القدرة، قوله إن «الطواقم الطبية تعمل في ظروف خطرة وغير آمنة وتصر على أداء واجبها تجاه شعبها».
وطالب القدرة، الجهات الدولية، باتخاذ خطوات فاعلة لحماية الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف.